[align=justify]
تحياتي لك أخي الغالي الشاعر الأستاذ محمد الصالح وشكراً على هذا الطرح المهم
أنا شخصياً مريضة بالكتاب فعلاً ومنذ طفولتي ، حين كانت لداتي تبحث كل منهن عن الثوب والحلي كنت أبحث عن كتاب وكان أجمل الحلي والكنوز بالنسبة لي كتاب جديد أخرج به من باب المكتبة أحمله وأحتويه بين ذراعي كما يحمل البخيل كنوزه ، وجمع الكتب هواية بحد ذاتها.
القراءة شغف وإدمان ، أبحث كثيراً على الشبكة العنكبوتية وأقرأ الكتب المضغوطة وأحمّل بعضها ، والحاسوب الصغير الذي يمكن حمله والتنقل به، فيه الرضى الذي نحتاجه للقراءة والمطالعة ( جهازي/ اللاب توب الآن معطل ) وأشعر بنقص رهيب وبعض الشلل من دونه وأنوي ما أن يتيسر لي شراء جهاز "تابلت " أخصصه لمطالعة الكتب التي أحمّلها الكترونياً .. أخذتنا بعيداً التكنولوجيا ، ومع هذا لا يمكن أن نستغني عن الكتاب الورقي..
الكتاب أكثر حميمية ، ورائحة الورق من يدمنها صعب جداً أن يشفى من إدمانه..
رائحة الورق.. ملمسه .. الحبر.. الغلاف .. مشاعر تتشكل وتنمو وتتأصل..
محسوس وملموس .. الشعور بامتلاك كتاب هام سعادة .. وضعه في المكتبة والعودة إليه.. تنظيم المكتبة وإعادة توضيب الكتب سعادة..
ليس فقط المطالعة.. الكتابة على الورق أكثر حميمية وصدق من استعمال الكيبورد .. محبة وشوق وشعور بالصداقة..وشوشة الورق واتخاذه صديقاً.. الورق يستوعب أنفاسنا وخوالجنا وقد تسقط دموعنا فوق أوراقه وتختلط بحبر الكلمات.. علاقة وأواصر تشكلت..
لطلعت قصيدة رائعة بعنوان: (( البريد الالكتروني )) يتحدث فيها عن الفرق بين الرسائل الورقية والالكترونية وكل تفاصيل الماضي الراقي قبل التكنولوجيا الحديثة بأسلوب جميل.
أما التلفاز فأنا لست من عشاقه .. أتابع الأخبار والبرامج السياسية أحياناً ، وأحضر أفلاماً غير عربية مرة في الأسبوع وأشاهد بعض المسلسلات العربية بشكل قليل ومتقطع وفقط حين أكون مع الوالدة نشاهد معاً ، أحب القديم لأني بصراحة أشمئز من هذا الانفلات حاضراً وكثرة التبرج الوقح والوجوه السيليكونية، ولدي مكتبة تلفزيونية لكل مسرحيات فيروز ونصري شمس الدين ( مسرحيات آل الرحباني ) وأم كلثوم وعبد الحليم ووردة ( أشاهد أحياناً محطات الطرب الأصيل ) لكن من عادتي حمل كتاب والقراءة أثناء مشاهدة التلفزيون أو وضع اللاب توب أمامي .. يعني لا أستغني بالتلفزيون عن القراءة .
في الوطن العربي للأسف لا يعرف معظم الناس قدر الكتاب ، وشغلتهم التكنولوجيا الحديثة عنه في حين هنا في الغرب لا تصادف أحدا في المترو وغيره لا يحمل بين يديه كتاب يستغرق بقراءته ، طبعاً بوجود التابلت والهواتف الذكية أثرت قليلاً سلباً على الاهتمام بالكتاب لكن فقط على صغار السن تحت العشرين.
كل الشكر والتقدير لك لفتح هذه النافذة الهامة
عميق تقديري واحترامي لك
[/align]