[فهيم رياض]

بعد العمليتين المسلحتين اللتين حدثتا مؤخرا بمصر وخلفت أكثر
من ثلاثين قتيلا عسكريا صرح الإنقلابي الفريق السيسي بأن
المراد منهما هو كسر إرادة مصر وإرادة الجيش المصري- هذه
الإرادة التي كان إمتلاكها من أهم أهداف الرئيس الشرعي
المنقلب عليه"مرسي"-. كما أضاف بأن جهة أجنبية هي من
تقف وراء دعم منفذي هاتين العمليتين؛ وأن إجراءا سيتخذ
بالمنطقة الفاصلة بين مصر وقطاع غزة لوضع حد للمشكلة من
نهائيا ستتلوه إجراءات أخرى كثيرة .
وتمثل أول القطر في غلق معبر رفح إلى أجل غير مسمى .
ومن خلال هذه التصريحات ومن خلال أيضا مواقف سابقة
للسلطات المصرية و من ورائها دوائرها الإعلامية حيال
المقاومة الفلسطينية و خاصة أثناء حرب رمضان الأخيرة
يمكن أن فهم وبكل سهولة وبساطة أن الجهة المقصودة بهذه
الإجراءات هي "غزة"وشعبها و مقاومتها الباسلة على
وجه التحديد. لكن ماذا سيفعل السيسي ؟ بمعنى آخر ماهي
هذه الإجراءات التي سيتخذها السيسي ضد المقاومة
في غزة؛ بالإضافة طبعا إلى غلق بوابة رفح الوحيدة المؤدية
إلى مصر وغمر الأنفاق و زيادة ارتفاع الجدران العازلة؟
للإجابة على هذا التساؤل طبعا يحق لنا في أبسط إعمال
للفكر أن نبحث عن طرق هذا النظام وسلوكاته في
مكان أوأماكن أخرى لمعرفة ما سيقوم به في موطن
آخر غيره ودون أن نبرح جوار مصر لكن شرقا هذه
المرة وبالضبط في ليبيا يمكننا أن ندرك المراد ونعرفه.
لقد عاتت الشقيقة الكبرى مصر في ظل حكم السيسي
الحالي في ليبيا فسادا؛ فقد دعمت أزلام النظام البائد
بالسلاح والجند وجعلت من جيش حفتر *زعما* جيشا
نظاميا؛ و كلما هبت نسمة هواء منعشة على أرض
هذا البلد وشعبها نفخ فيها بكيره و حولها إلى لهيب
حارق لكل حي وجماد بالإضافة إلى زيادة لهيب الفتنة بين
أبناء البلد الواحد .
إن النظام الفاشل إذا ما تعرض لضربة أو ضربات من
جماعة معادية له أو كانت في الحقيقة مفتعلة من قبله
لا يسعى إلى تصحيح أموره و ترتيب أوضاعه
وضبط أجهزته وجعلها في أهبة الإستعداد وفي تمام
الجاهزية لمواجهة أي طاريء؛ وإنّما يلجأ إلى إتخاذ
إجراءات ليحقق بها بعض أو جل أغراضه القذرة كمصادرة
الحريات و حظر التجوال و اعتقال المعارضين أو قتلهم و
إعلان حالة الطواريء التي قد تمتد عقودا وكذا التهجير
والتجريف والتفقير و السلب والنهب وهلّم جرا.... هذا
في داخل البلد؛ أما بالنسبة للغير المقدور عليه فإن إشعال
الفتن ودعم جماعة ضد أخرى و كشف الظهر واستعمال
الورقة الإقتصادية التي يملكها......تبقى من أهم وسائله .
إنّ ما يُتوقع من السيسي في حق المقاومة في غزة بعد
هذين التفجيرين وبعد تبريد قلوب السلفيين وتسخين
بطونهم سيكون بدون أدنى شك أنكى مما ارتكب
وسيرتكب من جرائم في حق الإخوان بمصر لأن القضاء
عليها ( أي المقاومة) لم يعد مطلبا إسرائيليا فحسب بل
أصبح مطلبا ملحا وذا أولوية من السلطة الفلسطينية
أولا ومن أغلب دول الخليج وبقية الدول العربية بما
فيها تلك التي كانت منضوية ذات يوم تحت لواء جبهة
الصمود والتصدي و من حكومات الدول الغربية دون
شعوبها؛ ولهذا فإن إطلاق يده عليها سيكون تاما ودون
تحفظ؛ لذا فإن مواجهة هذا المخطط الجهنمي تقتضي من
الطرف المستهدف إستنفارا وتعبئة وشراسة لا تقل في درجتها
وفيما ينبغي لها من أعمال من درجة ومماينبغي للحرب ضد
الصهاينة لكن بأشكال مختلفة بما فيها -لاقدر الله- الحرب
القتالية للرمي به ( المخطط ) خلف الجدار العازل
برفح صارخين في وجهه: "هذه بضاعتكم قد ردت إليكم"
وهذا ليس بعزيز على مقاومة وضعت عدوها مؤخرا في
علب تحت الأرض حتى كاد يفقد صلاحيته.

[علاء زايد فارس]

سلمت يمينك أستاذ فهيم
ماذا يتوقع منه؟؟
يتوقع منه مزيد من الظلم على شعب مصر
ومزيد من الحصار لغزة
وهذا يسبب بقصد أو بدون قصد في تنامي الإرهاب الذي يشتكون من وجوده
هذا على فرض أن هناك جماعات إرهابية لا علاقة لها ب س أو ص !

تحياتي لك