رد: ما حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية ؟
[align=justify]
دار الإفتاء المصرية: تهنئة المسيحيين بأعيادهم سنة عن النبى صلى الله عليه وسلم
فى أحدث فتاواها، أكدت أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، شريطة ألا تكون بألفاظ تتعارض مع العقيدة الإسلامية، وقالت الفتوى إن هذا الفعل يندرج تحت باب الإحسان الذى أمرنا الله عز وجل به مع الناس جميعا دون تفريق، مذكرة بقوله تعالى: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً" وقوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ".
وقالت الفتوى إن أهم مستند اتكأت عليه هو النص القرآنى الصريح الذى يؤكد أن الله تبارك وتعالى لم ينهَنا عن بر غير المسلمين، ووصلهم، وإهدائهم، وقبول الهدية منهم، وما إلى ذلك من أشكال البر، وهو قوله تعالى: "لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ".
جاء ذلك فى معرض رد الفتوى على سؤال حول حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، خاصة مع اقتراب أعياد رأس السنة الميلادية بالنسبة للمسيحيين، وقالت الفتوى إن الإهداء وقبول الهدية من غير المسلم جائز أيضاً، مؤكدة أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدايا من غير المسلمين؛ حيث ورد عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال: "أهدى كسرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل منه وأهدى له قيصر فقبل، وأهدت له الملوك فقبل منها"، وزادت الفتوى أن علماء الإسلام قد فهموا من هذه الأحاديث أن قبول هدية غير المسلم ليست فقط مشروعة أو مستحبة لأنها من باب الإحسان؛ وإنما لأنها سنة النبى صلى الله عليه وسلم.
وفي مقال للدكتور راغب السرجاني تحت عنوان: هل يهنئ المسلم النصارى بأعيادهم ومناسباتهم ؟ .. أفادنا بما يلي:
إن مسألة تهنئة النصارى بأعيادهم مسألة تحتاج إلى وقفة؛ فهناك خلاف كبير بين العلماء في جواز تهنئة النصارى بأعيادهم من عدمها، ومرجع هذا الخلاف هو وجود مسألتين متعارضتين في الظاهر أدَّيتا إلى هذا الخلاف؛ أما المسألة الأولى: فهي أن الإسلام قد أمر بالبرِّ مع النصارى طالما أنهم غير محاربين، والأدلة على ذلك كثيرة، كقوله تعالى: {لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} [الممتحنة: 8]. والبر: الإحسان، والقسط: العدل.
فالإسلام إذن يضع قاعدة لتعامل المسلمين مع النصارى، وهي العدل أولاً -وهو أن يُعطيهم حقوقهم كاملة غير منقوصة-، ويزيد على ذلك -الإحسان- وهو أن تعطيهم فوق حقوقهم رفقًا بهم.
وقد أجاز الإسلام الأكل من طعام أهل الكتاب، كما أجاز الزواج من نسائهم: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْـمُحْصَنَاتُ مِنَ الْـمُؤْمِنَاتِ وَالْـمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [المائدة: 5]. ومع ما يستلزمه الزواج من المودة والرحمة والحب بين الزوجين، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21]، وما يستتبعه -أيضًا- من التواصل مع أهل الزوجة الذين يصيرون أصهارًا وأجدادًا وجداتٍ وأخوالاً وخالاتٍ للأبناء، وهذه الصلات تستلزم التواد والتراحم.
كل ما مضى يجعل من غير المعقول أن يتجاهل المسلم مناسبات الذِّمِّي وأعياده، وخاصة إذا كان جارًا أو زميلاً في العمل، فضلاً عن أن يكون صهرًا أو ذا رَحِم(1).
وأمَّا المسألة الثانية العكسيَّة: فهي أن مسألة تهنئة النصارى بأعيادهم تُعطي الانطباع بالموافقة على كفرهم وعقائدهم الباطلة؛ فمن ثَمَّ صارت التهنئة مؤدية إلى حرج شرعي.
ومن هنا فبعض الفقهاء نظر إلى المسألة الأولى فجوَّز التهنئة مطلقًا(2)، وبعضهم نظر إلى المسألة الثانية فحرَّم التهنئة مطلقًا(3).
وتوسَّط البعض في المسألة -وهو ما أراه مناسبًا- حيث أجاز التهنئة بشرط ألاَّ يُوجد بها مخالفة شرعية، وأجازوا تقديم هديَّة بشرط أن تكون حلالاً، فلا يُقَدِّم له زجاجة من الخمر -مثلاً- أو صورًا عارية؛ بحجة أنه ليس مسلمًا.. فالمسلم لا ينبغي أن يشترك في تقديم شيء محرَّم في ديننا، وإذا ذهب إليه في بيته أو في كنيسته فلا يحلُّ له أن يجلس تحت الأشياء المخالفة لديننا؛ كالتماثيل أو الصلبان، أو الاختلاط بالنساء العاريات، وغير ذلك من ضروب المحرمات التي تقترن بمواضع وأماكن غير المسلمين(4).
ونرى أنه يمكننا إضافة لهذا الرأي أن نُفَرِّق بين الأعياد الدينية المختلفة؛ فما كان منها ذا سببٍ يخالف العقيدة الإسلامية، مثل عيد القيامة، فنقول بعدم جواز التهنئة به؛ لأن المقصود به أن المسيح عليه السلام صُلِب -كما يزعمون- ثم قام من قبره بعد ثلاثة أيام، وهذا يُخالف العقيدة الإسلامية والنصَّ القرآني، الذي يُجزم "بأن المسيح عليه السلام لم يُقتَل ولم يُصلَب؛ {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} [النساء: 157]".
وأمَّا ما كان لسببٍ لا يخالف العقيدة الإسلامية فنقول بجواز التهنئة به؛ لأنها تحقق الفائدة دون الوقوع في حرج شرعي. والله أعلم.
المصدر: كتاب (مستقبل النصارى في الدولة الإسلامية).
(1) يوسف القرضاوي: في فقه الأقليات المسلمة، ص146-150.
(2) من فتاوى المجلس الأوربي للإفتاء بتاريخ 27/8/2009م (السؤال: ما حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم؟)، وأجاز التهنئة من باب حق الجوار الأستاذ الدكتور محمد السيد دسوقي (أستاذ الشريعة بجامعة قطر)، وأجازها من قبيل المجاملة وحسن العشرة فضيلة الشيخ مصطفى الزرقا -رحمه الله- فقال: إن تهنئة الشخص المسلم لمعارفه النصارى بعيد ميلاد المسيح -عليه الصلاة والسلام- هي في نظري من قبيل المجاملة لهم والمحاسنة في معاشرتهم.
(3) ابن القيم: أحكام أهل الذمة 1/441، وفتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى، اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، جمع وترتيب: أحمد بن عبد الرزاق الدويش، وهو رأي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، ومن المعاصرين الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله تعالى،
وغيرهم.
(4) وهو رأي الدكتور يوسف القرضاوي بتاريخ 30/12/2007م، ورأي الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد أستاذ التفسير بجامعة الأزهر.
والله أعلم والموضوع مختلف عليه
وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد أجاز التهنئة المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء خاصة إن كانوا غير محاربين، ولخصوصية وضع المسلمين كأقلية في الغرب، وبعد استعراض الأدلة خلص المجلس لما يلي:لا مانع إذن أن يهنئهم الفرد المسلم، أو المركز الإسلامي بهذه المناسبة، مشافهة أو بالبطاقات التي لا تشتمل على شعار أو عبارات دينية تتعارض مع مبادئ الإسلام مثل ( الصليب ) فإن الإسلام ينفي فكرة الصليب ذاتها ((وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم)) النساء : 156.
والكلمات المعتادة للتهنئة في مثل هذه المناسبات لا تشتمل على أي إقرار لهم على دينهم، أو رضا بذلك، إنما هي كلمات مجاملة تعارفها الناس.
ولا مانع من قبول الهدايا منهم، ومكافأتهم عليها، فقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم هدايا غير المسلمين مثل المقوقس عظيم القبط بمصر وغيره، بشرط ألا تكون هذه الهدايا مما يحرم على المسلم كالخمر ولحم الخنزير. ويمكنكم متابعة تفاصيل رأيهم في هذه الفتوى : تهنئة غير المسلمين بأعيادهم: الحكم والضوابط
ومن المجيزين أيضا وبكن مع وضع ضوابط شرعية كأن لا تحتوى التهنئة على مخالفات شرعية كتقديم الخمور هدية، فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد -أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر ويمكن مراجعة فتواه في الرابط التالي:ضوابط تهنئة النصارى بأعيادهم.
وأجاز التهنئة من باب حق الجوار الأستاذ الدكتور محمد السيد دسوقي -أستاذ الشريعة بجامعة قطر، وأجازها من قبيل المجاملة وحسن العشرة فضيلة الشيخ مصطفى الزرقا رحمه الله فقال: إنّ تهنئةَ الشّخص المُسلِم لمعارِفه النّصارَى بعيدِ ميلاد المَسيح ـ عليه الصّلاة والسلام ـ هي في نظري من قَبيل المُجاملة لهم والمحاسَنة في معاشرتهم، ويمكن مراجعة ذلك في الفتوى التالية: تهنئة النصارى بعيد الميلاد وطباعة بطاقات التهنئة.
وأجاز الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله زيارة غير المسلم وتهنئته بالعيد واستشهد بأن النبي –صلى الله عليه وسلم- عاد غلاما يهوديا، ودعا للإسلام فأسلم، وأجاز الشيخ أحمد الشرباصي رحمه الله مشاركة النصارى في أعياد الميلاد بشرط ألا يكون على حساب دينه، وكذلك فضيلة الشيخ عبد الله بن بية نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أجاز ذلك، وطالب المسلمين بأن تتسع صدورهم في المسائل الخلافية.
وتبقى لي ملاحظة أخيرة أخي الغالي فتحى عطا:
أنه لايمكننا أن نطلق عبارة الكفار على أهل الكتاب من الاخوة المسيحيين
وهذا مخالف لشرع الله كما ورد في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة
فقد تكررت هذه العبارة في مشاركتك عدة مرات ..
[/align]
|