شكرًا للأخت العزيزة عروبة على اهتمامها بالموضوع وعلى ردها الإيجابي
شكرًا للأخ الغالي علاء زايد فارس على إعادة هذا الموضوع إلى الواجهة ... وعلى اهتمامه بمثل هذه المواضيع وشكرا له .. على مداخلته القيمة
وشكرا للأخ الشاعر الناقد محمد الصالح الجزائري على مداخلاته الرائعة واهتمامه الدائم.
شكرًا لجميع هذه المداخلات وأتمم مداخلة الأخ الناقد الشاعر محمد الصالح الجزائري فأبدأ من بداية ما استهل به في مداخلته الثانية (((الحقيقة ..لم يُكتب النصُّ الأدبي إلا ليُقرأ، ولم ينشد إلا ليُسمع، واختلفت مذاهب الكتابة والإبداع وتشظت النصوص أجناسا وفنونا، وتناسلت القراءاتُ مناهجَ نقديةً وطرائقَ للتلقي بأدوات مختلفة، وظلت الكتابةُ والنقدُ خطّين متلازمين يتقاطعان أحيانا ويتقاربان فعلا وتلك القراءة السليمة المنتِجة التي تستبطن النصَّ الأدبي وتحاول الإقتراب من جوهره وتكشف بعض جمالياته بروح علمية ولمسة فنية لا تفقده سحرَه الإبداعي ولا عذريتَه الفنية بمصطلحات جافة تصم الأذنَ الموسيقية والعينَ الكاشفة والقلبَ المدرك لبواطن تلك النصوص ))
لأقول : أن الاتجاهات النقدية على مختلف مشاربها تجمع على أن العملية التحليلية لأي عمل تنبني على مجموعة من الخطوات، والحقيقة ... لم يكتب النص الأدبي إلا ليقرأ ، إذن فأول خطوة وأهمها هي القراءة ، فأول آية نزلت هي " إقرأ" ...
سأقف هنا عند مصطلح القراءة لغة واصطلاحا ::
فالقراءة لغة هي فعل التتبع البصري لما هو مكتوب للتعرف على على محتوياته ومضامينه "
- - Dictionnaire français : Larousse- lecture-
" وهي كذلك إذاعة نص مكتوب بصوت مرتفع "
أما اصطلاحا فهي في ( السيميائيات الأدبية ) تشغيل مجموعة من عمليات التحليل " وهنا يمكن أن نتحدث عن القراءة الأدبية التي لا تعني تفكيك الرموز اللغوية للنص الأدبي بل التدبر والتمعن في المعاني قصد فهمها ، وهذا ما يجرنا إلى الحديث عن نوعين من القراءة :
القراءة الاستهلاكية ( قراءة المتعة ) وهي التي يقوم بها الإنسان إرضاء لفضوله وطلبا لمتعة ينشدها ، وهنا فالأمر لا يستدعي أي مجهود فكري لتدبر معاني النص بقدر ما هي وسيلة لتمضية الوقت وملأ الفراغ ..
يقول رولان بارت: إن الذين يحبون القصص الجميلة يبدأون بالنهاية ، وبعد ذلك يقرأون النص كاملا من بدايته "
كيف لقراءة النهايات قبل البدايات أن تكون قراءة عميقة فيها تدبر وعمق ... ونتيجة ..؟؟..
أما القراءة الثانية فهي القراءة الناقدة النافذة في العمق المتوغلة في عمق الكتابة للوصول إلى حقيقتها ،،
يقول بارت " : النقد ليس سوى لحظة في هذا التاريخ الذي ندخله ، والذي يقودنا إلى الوحدة ، أي إلى حقيقة الكتابة " كم نحتاج إلى مثل هذه القراءات والممارسات النقدية ... في وقت شهد مرحلة جديدة كل الجدة ، وتحولا عميقا في مختلف الإبداعات الأدبية فأصبحنا نشاهد احتفاء للفاعليات الإبداعية في مختلف مجالاتها وغيابا لنقد يواكب هذا التحول وهذه الحركية السريعة .. ليرسم تقاسيم هذا الإبداع ويوصل هذا النبض السريع إلى القارئ المهتم ..
فالقراءة إذن ليست مرورا عاديا وليست قراءة تقبلية ، تقبل معنى النص وتقرر أنه قد صيغ نهائيا ، ولا تحتاج إلى مجهود يتجاوز مجرد العثور عليه ، بل القراءة فعل خلاق متعدد الوجوه ، متحرر من القيود ،هي عشق مستحيل بين القارئ والعمل الأدبي ...