رد: فقهاء التجهيل و فتاوي حسب الطلب
الحمد لله المختص بالبقاء والدوام,المنزه عن الشكوك والأوهام,نحمده تعالى ماأعظم جلاله عن إحاطة الأفهام, ونشكره عزوجل ما أوسع نواله عن الخاص والعام ونستوهب منه عفوه الجميل مما ارتكبناه من الآثام, ونطلب منه الدخول في زمرة من قال ربي الله ثم استقام,ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنفعنا في يوم الزحام , ونشهد أن محمدا عبده ورسوله المفضل على سائر الأنام , صلى الله وسلم عليه وعلى آله الكرام, وصحابته الأعلام,ومن تبعهم إلى يوم الختام... آمين . ,, في الحديث الشريف عن رسول الله (ص) أنه قال :"تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما,كتاب الله وسنة رسول الله" والمتأمل في متن هذا الحديث الشريف يقف على الدعامتين الرئيسيتين المؤسستين لدين محمد (ص) ألا وهما كتاب الله الذي هو القرآن الكريم بما هو كلام الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه,وسنة رسول الله التي هي مجموع أفعاله وأقواله الكريمة, بما هي واجبة الإتباع والإقتداء.ومعلوم أن من يريد أن يهدم بيتا أو يوقع بنيانا يأتيه من أساساته ويحطم دعائمه,وهذا بيت الحضارة الإسلامية ــ تلك الحضارة الموعودة بالبقاء والدوام ــ يتعرض لمختلف أنواع الهدم ولأشنع صنوف التحطيم والإعتداء منذ العصور الأولى لقيام الحضارة الإسلامية,لكنه يأبى أن يسقط ويرفض أن يتهدم. صحيح أن بيت أمة الإسلام أضحى بلا أبواب وبلا نوافذ تعصف فيه الريح وتلفحه الشمس وتقطر من سقوفه المياه وتعلو جدرانه الشقوق,لكن أساسه متين ودعامته قوية صامدة منيعة لأنها دعامة إلهية,دعامة لا إله إلا الله محمد رسول الله.يقول المولى عزوجل في محكم الآيات:"وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم".ولعلي بك تحسب أنني أقصد أعداء الدين من يهود ونصارى وملحدين,لا.فهؤلاء شرهم أهون مادام هناك من هم منهم أشر.وما أقصد سوى أعداء للدين يشهدون ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ,لكنهم جاهلون بكتاب الله وبسيرة رسول الله (ص).هم خنجر مغمد في خصر هذه الأمة لطالما أعرناهم آذانا صما وأعرضنا عن الخوض في سفاسفهم المعوجة وأفكارهم الممجوجة,ما يصدر عن بعضهم من فتاوى لا يمكن تصنيفه إلا في خانة العفونات الفكرية والسوءات العقائدية التي تخفي أطباقا من الجهل والجهالة,وتكشف ختلا كبيرا وعورة بادية.هم قوم مذهبهم ظاهره محبة الله تعالى ورسوله (ص) وباطنه ــ من حيث لا يعلمون طبعا ــ الطعن في دين الله من خلال أخطاء وزلات أدعياء دين ,ليس لهم من المعرفة إلا القشور .ولو اقتصر الأمر على جهلهم لضحكنا من فرطه ,لولا أنهم يتقاطعون في هذا مع آخرين إيمانهم مبني على أن هؤلاء متحدثون رسميون بإسم الإسلام ,بما يفضي إلى ترسيخ القناعة التي مفادها أن القرآن أصبح متجاوزا وناقصا وأن محمدا (ص) جاء حاملا لكلفة أخلاقية لا علمية ولا تقدمية. وأعظم ما يمكن أن تصاب به الأمة هو الركون إلى هؤلاء والإغترار بشعاراتهم المضللة والقعود عن إعداد العدة لمواجهة عدوانهم وسعيهم إلى تحقيق حلمهم الكبير:إقامة مجتمع لائكي علماني محض ليس فيه للفقهاء ولا لأهل الدين وجود . لذلك أصبح لزاما على كل مسلم أن يعلم من أمر هؤلاء ما يبطل به أراجيفهم ويتقي به شبهاتهم ويكون منهم على بينة.
هذه الأمة زكاها الله بقوله " كنتم خير أمة أخرجت للناس "؟فإذا قال فقيه يوما ما بأن الأرض لا تدور فذلك مبلغه من العلم ,يخزيه هو دون غيره ,ويعلي من شأن ديني ولا يجعلني معه في نفس القفص,وأوروبا التي أصبحت اليوم ملهمة لكل من يكتب من محبرة الغيظ على الإسلام ,هي ذات أوروبا التي أحرقت علماءها وكتابها وهي ذات أوروبا التي صنعت لنسائها حزام العفة الحديدي ورمت بقفله في سراديب الجهل لقرون عديدة .هؤلاء المفتون لا يمثلونني كمسلم ,هؤلاء مدعاة للتأسف على الكرسي الذي يجلس عليه من لا يملأه . بل هؤلاء سبة على جبين أمة الوسطية و الاعتدال " و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا؟.. أما الجواب عن مصير الأمة إلى أين تسير ,فأنا معك سيدي الفاضل :لو نظرت إلى الأمة في القرآن و نظرت إليها في أرض الواقع لانفلق كبدك من الحزن على واقع أمة قد انحرفت عن منهج الله جل و علا.. و عن سنة رسول الله،غيرت الأمة شرع الله و انحرفت عن طريق رسول الله، فأذلها الله لأحقر و أذل أمم الأرض من أبناء يهود.ذللنا بعد عزة و جهلنا بعد علم و ضعفنا بعد قوة و أصبحنا في ذيل القافلة بعد أن كنا بالأمس القريب نقودها بجدارة و اقتدار و أصبحنا نتسول على موائد التقدم الإنساني و العلمي بعد أن كنا بالأمس القريب منارة تهدي الحيارى و التائهين.. ما الذي جرى؟؟ سؤال مخجل … سؤال مهيب ويستوجب سؤالا آخرهو ماذا قدمنا لدين الله جل و علا ؟؟ سؤال يجب ألا نمل طرحه و ألا نسأم تكراره لنحيي في القلوب قضية العمل لهذا الدين في وقت يتحرك فيه أهل الباطل ليبسطوا نفوذهم بكل قوة لباطلهم الذي هم عليه!.. انتعش أهل الباطل و تحركوا في الوقت الذي تقاعس فيه أهل الحق و تكاسلوا….واقع يجب أن يستنفر جميع الهمم ممن يأكلون ملء بطونهم و ينامون ملء عيونهم ويضحكون ملء أفواههم...أن تكون منتمياً للإسلام معناه أن يحرك الدين عواطفك و أن يحرق هم الدين وجدانك..، ومحال أن يتحرك الإنسان لشيء لا يعلم حجم الخطر الذي يتهدده!! ،لا يحمله في قلبه..من يحمل هم الدين في قلبه ويتحرك للدفاع عنه,لا يلتفت إلى البذاءات ولا يعمم الأحكام,ولا ينكر فضل المتنورين المدافعين عن دين الله ,الوقافين عند حدوده والجاهرين بالحق مهما كلفهم ذلك من إستهزاء وسخرية .
عيدكم مبارك سعيد
|