كرم العنب
كرم العنب
• تأمل ألوان الطبيعة مع أول أنفاس الفجر ـ وسرعان ماعاد إلى غفوته قبل أن تستيقظ أحلام الموت
والإنتحار في رأسه المُتعب من آنات الكلمات الحزينة البائسة التي لا تتركُ في النفوس سوى كل
آثرٍ بائس يجرُ إلى التشاؤم والسوداوية التي ورثها عن امهُ التي رحلت قبل أعوامٍ مضت. لا يعلم
كم من السنوات مضى على راحة رأسه من صوتها المشحون بالعصبية والتوتر على الدوام، لكنه
بعلم بأنها رحلت واستراح ديك الضيعة من صوتها لينفرد باستقبال الصباح بصياحه، قُرب نافِذة
غرفتها القديمة التي لم يدخلها سوى في الأيام البارِدة ليبحث له عن مِعطف حاكته له أيام الشتاء
القاسية.. لا يعلم لِم دارت في رأسه تلك الأفكار بينما بدأ تغريد البلابل يملأ الآفاق، وبدأت سواقي
الربيع جريانها مع نسيم الصباح تنعطِف ابتساماً لِتروي أرضهُ بكل تأن ورضى. نهض ليركض
حول فِناء الدار، لكنه سُرعان ماتعثر بحجرٍ جعله يُبدل طقوس استقبال صباحه الربيعي، توجه إلى
المطبخ لعمل فنجان من القهوة أمام نافذته المُطلة على كرم العنب ـ سرعان ما لاح لهُ شبح امرأةٍ
يلوح له من بعيد ـ اِقترب من النافذة حتى اصطدم بزجاجها ـ في بعض المواقف تكون النظافة آفةً
لقد أحسنت سعدية تنظيف المنزل إلى الدرجة التي كادت تفقده رأسه!
ابتعد عن الزجاج، ليفتح النافذة، ويتفقد شبح المرأة الذي كان يومِئُ له بالاقتراب منهُ ـ لكنه تلاشى
اِبتعد عن النافذة مُستغرِباً ـ من الأحداث الصباحية، التي أرقت نهاره، استدار لاستكمال عمله لكنه
تفاجأ بالشبح واقِفاً أمامه، إنها سعدية التي جعلته يجلس على الكرسي متهالكاً مفزوعاً من دخولها
المفاجئ دون استئذان !
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|