الحسان
رأيتُ مِــن الحسانِ جميل فعلِ
وقدُ أبــطأنَ في ســيرٍ لاجلي
.
كأنكِ مــاسةٌ في وســـط عقدٍ
أو أنكِ زهرةٌ في خـــِصر حقلِ
أشرّنَ علـــيكِ لا تهُديهِ طــرفاً
فـهل يزعمنَ بعـد الودِ قـــتلي
.
بسمنَ وقد تبدأ الحـــنق مــني
وقلـــبي مرجلٌ والدمُ يقـــلي
.
فلمـــــا قد طويــــنا دار قومٍ
وقد أدركنَ أني عــــيلَ عــلي
.
أشرنَ إليــــــكِ رسلكِ أُنْظريهِ
فأبطـــأ خافقي مــع وقع نعل
.ِ
وقالتْ خيرهنّ جمــــــيل قولٍ
سنقْضِي أمْرنا فأقضِي بمـــهلِ
تقدمنّ التـــــي مــــا خلفوها
وقد جرّبنّ نار الـــــشوقِ مثلي
.
بمهلٍ جسَ نبـــــض الأرضِ خفٌ
خفيف الوطءِ يــــرسُمُ ثم يجلي
.
على مهلٍ دنت فمــــَهلْتُ حتى
أظنُ الــدّرب قد أعياهُ حـــمْلي
وقفت وقد نسيت جميع حرفي
وكان القلب في الترحيب قبلي
نضت عنــــها الخمار فرب بدرٍ
وأزهــــارٌ نمتْ من ماءِ نُــجْلِ
.ِ
فقلتُ لمـــا عيونكِ تشـتكيكي
فقالتْ أنت يا مجــــنون قُلِّي
.
أتتبـــعُني وتعرف أنّ أهلي
على قربٍ فــويلي منك ويلي
.
وتبــــعتها الرسائل كل وقتٍ
كأنكَ تبتقي مـــن ذاك عزلي
.
فــــقلتُ لها ألا والله شوقي
إلى عينيكِ مزقني ولــــيلي
.
فلا طيفٌ يـــــحن ولا انــيسٌ
ولا حلــــــمٌ يحطُ عليه رحلي
.
فقالت لي وقد سقطت سماها
هي الأشواق كم ابلتَ وتبْلي
.
فلما قد خلت نفــــسي إليها
وقد نفد الطريق بــــغير نخل
.ِ
رمقتُ وقد وعت ما أشــــتهيه
وهزتَ رأسها مـــــن غير بُخْلِ
.
وجادتني الحقول بكــــل ثمرٍ
ومن عذب المـناهل كان نهلي
.ٍ
أتيــــنَ وقد بصرت بهم ولكن
زعمتُ بأنــــني عنـهم بجهلِ
ِ
فقلن وقد همسن ببعض شيءٍ
إما برحا عن الدنيا بـــــشغلِ
.
وقلن لها وقد أبدت وجـــوماً
لقد حان الرحيل لدار أهـــلِ
.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|