سوق الخونة
3-
ضحك في سرّه مستهزئاً بمحدثه: أيها الأبله ما معنى ضمير؟!
الضمير عكاز يتكئ عليه الأغبياء العاجزون الفاشلون أمثالك
سرح بفكره قليلاً متذكراً ذلّ والده أمام سيّده وولي نعمته مقابل دريهمات ما كانت لتخرجهم من القبو الذي انحشرت فيه عائلته المكونة من عشرة أشخاص
ابتسم وهو يتذكر ناتالي الشقراء التي غيرت حياته وفتحت له الباب على مصراعيه لدروب المال والعز، كانت ببياضها الناصع والنمش المحبب فوق خديها وشعرها الأشقر المنسدل حلماً لمراهق غجري داكن السمرة أزرق الشفتين موحل القدمين يأكل بكلتي يديه
تذكر إسحاق وكل من دربوه وعلموه التجارة (كما يسميها) والسياسة واقتناص الفرص، وساعدوه ليكمل تعليمه ودربوه على الاتيكيت حتى يغدو من علية القوم رغم ملامحه التي تشير لأصله الوضيع.. هم سبب نعمته
هو اليوم مليارديرا يشتري ما يريد ومن يريد.. يتاجر بكثير من الأوطان في العالم العربي المقيت ، ولديه جيش من المرتزقة
يلعب بأمراء وشيوخ ورؤساء ويدير مشاريعهم فيغدقون عليه بالملايين وهو يوظفها لصالح أولياء نعمته بمقدرته على مد الجسور وربط المصالح
لقد تعلم .. المال هو الوطن ولا بأس من المتاجرة الخطابية التي يحتاجها لدعم أعماله ومشاريعه
عاد لمحدثه يلتقط بعض حديثه عن الوطن وفلسطين والعروبة ، قائلاً له:
نموت من أجل فلسطين ونفديها بأولادنا وكل ما نملك
عاشت فلسطين حرة عربية