[مازن شما]

[frame="13 90"]
[align=justify]

المسلمون في أوروبا أيتام على موائد اللئام

"المسلمون في أوروبا أيتام على موائد اللئام، واللوبي الصهيوني الذي يسيطر على الدوائر الاعلامية الغربية يقف وراء حملات الإساءة المتعمدة للإسلام والمسلمين، بهدف تعكير صفو العلاقات بين الجاليات المسلمة في اوروبا ومجتمعاتها من جهة، وفساد هذه العلاقة بين دول العالمين العربي والاسلامي والدول الغربية من جهة أخرى"..

محيط – أحمد عطية

بهذه الكلمات بدأ الدكتور "محمد فؤاد البرازي" رئيس الرابطة الاسلامية في الدنمارك حديثه لشبكة الاخبار العربية " محيط "، مؤكدا على حاجة المسلمين الى إعلام إسلامي قوي في الغرب للرد على الاساءات المتكررة ضد الاسلام، ومحذرا في نفس الوقت من حدوث أندلس جديدة للوجود الاسلامي في أوروبا، إذا لم يحسن المسلمون الرد على تلك الرسوم بالأساليب الحضارية والقانونية، لأن اليمين المتطرف والصهيونية العالمية تقوم بنصب المصيدة للعالم الاسلامي والجاليات المسلمة لإشعال نار الصراع والصدام الحضاري مع الغرب.

محيط : بداية نود التعرف على عدد المسلمين في الدنمارك ومتى دخل الاسلام وانتشر في هذه الدولة ؟
يشكل المسلمون 3% من مجموع سكان الدنمارك البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة، إذ يبلغ عدد المسلمين 200 ألف مسلم، وقد بدأ الوجود الاسلامي هناك في وقت مبكر للغاية، لأن "ابن فضلان" يشير في رسالته الى أنه دخل هذه البلاد منذ مائة عام وكان بها بعض الافراد من المسلمين، ولكن التواجد الحقيقي للمسلمين بدأ في عقد الستينيات ثم نما وازداد في عقد السبعينيات والثمانينات الى أن بلغ حاليا العدد الذي أشرنا اليه، ومما زاد من أعداد المسلمين في الدنمارك تزايد الحروب التي وقعت في بعض الدول، مثل حروب البوسنة والهرسك وكوسوفا وبعض الدول العربية مثل العراق ولبنان وفلسطين، وقد أدى دخول الاسلام الى الدنمارك الى اعتناق ما يزيد عن 8 آلاف دنماركي لهذا الدين.

محيط : نريد أن نلقي الضوء على الوزن الاقتصادي والسياسي لمسلمي الدنمارك ؟
رغم أن الدنمارك بلد زراعي وصناعي يشتهر بثروة حيوانية ضخمة، إلا أن المسلمين هناك ليس لهم أي ثقل سياسي او اقتصادي يؤثر في صناعة القرار الدنماركي بما يراعي مصالحهم مثلهم مثل غالبية الجاليات المسلمة في دول اوروبا، ويرجع هذا إلى أن المسلمين عندما هاجروا من بلدانهم الى الدنمارك اصطحبوا معهم مشاكلهم الخاصة ونزاعاتهم وحساسيتهم المذهبية، وبالتالي أضاعوا الكثير من طاقاتهم وقوتهم، وعلى خلاف ذلك نجد اليهود في اوروبا وهم قلة كما نعرف قد أصبحوا قوة ضاغطة تؤثر في صنع القرار في العديد من البلدان الاوروبية، ويكفي الاشارة الى أنهم نجحوا في استصدار قانون يجرم البحث في حقائق الهولوكست، أما على الصعيد السياسي فالمسلمون ليس لهم أي دور سياسي، ويفتقدون الى حزب سياسي خاص بهم يعبرون من خلاله عن حقوقهم ومطالبهم، كما أنهم لم يندمجوا في الاحزاب السياسية القائمة ولم يشاركوا فيها، وأستطيع أن أقول بأن الغياب السياسي والاقتصادي والاعلامي للمسلمين جعهلم أيتام على موائد اللئام ؟

محيط : في رأيك لماذا تفجرت أزمة الرسوم المسيئة للرسول صلى الله وعليه وسلم في الدنمارك ؟
في رأيي يرجع ذلك الى تصاعد نفوذ الاحزاب والحركات المسيحية اليمينية المتطرفة في العديد من الدول الاوروبية وخاصة بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، وكذلك سيطرة اللوبي اليهودي على وسائل الاعلام المختلفة والتي تبث الدعاية المعادية للعرب والمسلمين، فالعنصرية ضد المسلمين في وسائل الاعلام الغربية تزداد يوما بعد يوم في الوقت الذي يفتقد فيه المسلمون إلى أية وسيلة اعلامية للرد على هذه الاساءات، بل إن هناك بعض المسلمين في اوروبا يسيئون الى الاسلام بتصرفاتهم الحمقاء، كما أن المسلمين ينظمون المؤتمرات في بلادهم للتحاور مع أنفسهم ولم يحسنوا عرض قضيتهم على الرأي العام الأوروبي.

محيط : في رأيك لماذا قامت هذه الصحف بإعادة نشر هذه الرسوم وما قيمة هذا العمل حتى يتم إعادة نشره ؟
إعادة نشر هذه الرسوم من وجهة نظر الدنماركيين جاء كرد فعل على مؤامرة كانت تدبر لاغتيال رسام الكاريكاتير، حيث زعمت المخابرات الدنماركية أن مجموعة مكونة من ثلاثة اشخاص كانت تخطط لاغتيال هذا الرسام، وهكذا تعاطف الاعلام معه وأعادت الصحف نشر الرسوم، هذه هى روايتهم ولكننا نقول إذا كان ذلك صحيحا فلماذا تم إطلاق سراح أحد أفراد هذه المجموعة بعد 24 ساعة من القبض عليه؟ ولماذا قامت السلطات بترحيل الشخصين الآخرين بحجة أن ليس لهم حق الاقامة في الدنمارك ولا يتمتعون بالجنسية؟ أليس من المفروض إن كانوا مذنبين بحق أن يقدموا للجهات القضائية للمحاكمة؟ لقد أثارت تلك التمثيلية الملفقة شكوك الجالية المسلمة في الدنمارك تجاه المنظمات المسيحية المتطرفة التي نعتقد أنها وراء هذا الفعل.

محيط : وكيف تعاطت الجالية المسلمة ومنها الرابطة الاسلامية في الدنمارك مع هذه الأزمة ؟
تعاملنا بجرأة قانونية ورجولة دون أي تجاوزات، وأعربنا عن رفضنا لهذه الرسوم المسيئة التى لا تمت بأي صلة لحرية الرأي والإبداع، وذلك من خلال تنظيم الاعتصمامات والوقفات الاحتجاجية وتقديم مذكرة الى البرلمان الدنماركي ورئيس الوزراء والعديد من المسئولين هناك، وهذا ما نستطيع القيام به لأننا جالية ولسنا دولة، كما أننا نحرص بالتعامل مع تلك القضية بالحوار الذي يحفظ على المسلمين بقاءهم في الدنمارك، فمن الخطأ أن يتم استدراك المسلمين في أوروبا إلى منزلق خطير يخسرون فيه وجودهم هناك، ولا أبالغ إذا قلت أنني أخشى على الوجود الاسلامي في أوروبا من أندلس جديدة،إذا لم يتفهموا دورهم، ولم يسلكوا الأساليب الحضارية التي تقيهم من مؤامرة كبرى تحاك ضدهم.

محيط : الحكومة الدنماركية أعلنت عن موقفها وقالت أن ذلك يدخل في إطار حرية التعبير فهل تعتبرهذا تواطؤا ؟
لا أستطيع أن أتهمها بالتواطؤ لأنه توجد قوانين وتشريعات تعتبر هذه الصحف مستقلة بذاتها ولها قانونها الخاص، ولا تملك الدولة التدخل في شئونها بسبب هذه القوانين، ولكن في المقابل يوجد في القانون الدنماركي مادة تنص على أن من يتعرض بالإساءة للأديان يعاقب بالسجن مدة لا تزيد عن أربعة أشهر أو غرامة قانونية، ورغم ذلك فإن إحدى المحاكم الدنماركية رفضت الدعوى القضائية التي أقامتها الرابطة الاسلامية ضد هذه الصحف.

محيط : إذن كيف يكون الرد القانوني هو الحل الأمثل على حد قولك بعدما رفضت المحكمة الدنماركية قبول الدعوى القضائية ؟
لابد وأن نستمر في هذا الطريق وهو طريق الحوار والاحتجاج السلمي الحضاري والقانوني، وإذا ما فشلنا يمكن أن نرفع دعاوي قضائية في بلدان أخرى مثل مصر والأردن، وتستند هذه القضايا على قوانين هذه الدول وكذلك القوانين الدولية التي وقعت عليها الحكومة الدنماركية، ونكون بذلك قمنا بأسلوب حضاري لا يفسد العلاقة بين الدول الغربية والاسلامية، وأحب أن أؤكد أن هناك من يقوم بنصب الفخاخ للعالم الاسلامي حتى يقع في صراع وصدام حضاري مرير مع الغرب يكون فيها الخاسر هم المسلمين بالطبع في الوقت الراهن.

محيط : ومن الذي يقوم بنصب هذه المصيدة ؟
اليمين المسيحي المتطرف والصهيونية العالمية بالطبع هى المستفيد من إشعال هذا الصراع .

محيط : ولماذا تنتشر النزعات والاحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا حاليا ؟
اليمين المتطرف الآن بدأ ينتشر ويتغلغل في أوروبا وخاصة في الدول الاسكندنافية وألمانيا وأسبانيا لأمرين، الأول أن الصهيونية تعمل على نشر هذه الأحزاب والحركات وتحصد النتائج لحسابها، أما الأمر الثاني هو أن هناك إعلاما مغرضا ومنتفعا ضد المسلمين، فإن وجد هذا الإعلام تصرفا جيدا وحضاريا للمسلمين عمل على إخفائه ودسه، أما إن وجد تصرفا أحمقا وسيئا قام بنشره وإذاعته في وسائله لتشويه صورة الاسلام والمسلمين في الغرب، مما يؤكد حاجة المسلمين الى إعلام إسلامي هناك يعرض الصورة الحقيقية لهذا الدين الحنيف ويقدمه بلغة الغرب.

محيط : تحدثت تقارير عن أن هناك خلافات بين أفراد الجالية المسلمة في الدنمارك حول آليات المواجهة والتعامل مع هذه الازمة ؟
كان هناك توجهان في الفترة الماضية للتعامل مع هذه الازمة، التوجه الأول كان يرى التصعيد هو الحل الأمثل في التعامل مع هذا الملف، فيما رأي الفريق الثاني ضرورة التعامل معه بوسائل سلمية وقانوينة، وقد تفهم أنصار التوجه الأول ضورة اتباع الوسائل السلمية والقانونية للتعامل مع هذه القضية .

محيط : ينظم الازهر الشريف والفاتيكان لقاءات لحوار الاديان سنويا فلماذا فشلت جولات الحوار في إحداث أي تقدم ملحوظ ؟ وما رأيكم في هذا الحوار ؟
أنا أؤيد أي حوار وخاصة إذا كان حوار اسلاميا مسيحيا على أن يكون هذا الحوار جادا، وقد طالبت في مؤتمر الدوحة للحوار بين الأديان الطرف المسيحي أن يوقف جيوش التنصير وخاصة في أفريقيا إذا كان جادا في الحوار، لأن منظمات التنصير تسعى لتغيير الهوية الاسلامية لهذه القارة، وقلت لهم لقد وضعتم في برامجكم تحويل هذه القارة الى قارة نصرانية ولهذا كونوا جادين في الحوار بعدولكم عن هذا المخطط .
[/align]
[/frame]