التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,837
عدد  مرات الظهور : 162,278,580

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نور الأدب التخصصي > الأقسام > منتديات.التاريخ.والجغرافيا > التاريخ
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 04 / 03 / 2008, 20 : 10 PM   رقم المشاركة : [1]
هشام البرجاوي
ضيف
 


المذهب الأممي.

[frame="13 98"]
[align=justify]
طرد الإمبرالية هو سلسلة من القرارات و المواقف، لأن الإمبريالية سلسلة من القرارات و المواقف. التعامل مع الإمبرالية يقوم على تفاعلات تستثمر الأحداث الدائرة حولها، و قرارات تقوم على قواعد موضوعية لأنها نتاج تفاعل مع الواقع و انخراط فيه، و مواقف لأن التفاعل مع الإستقلال الذي هو ضرورة أخلاقية و حالة إنسانية جمعية لا يكون بالجهد الذاتي المعزول. لا يستوي أن نقول إن تحقيق الإنعتاق يتطلب تضحيات و دماء و كفاحا و تخطيطا و نتشدد في مسألة هزيمة القوة الإمبريالية بالقدرة الذاتية المادية المعزولة. إذا كان الإحتلال دولة محددة حسب المقياس السياسي، لا تربطها علاقات تحالف مع دول أخرى و تعيش وضعية تاريخية متسمة بغياب الصراعات(حالة الإحتلال المثالي)، فإن الحرية بواسطة جهد الذات المنفردة (الشعب) تصير فرضية منطقية.

لنطرح سؤالا بسيطا قد يبدو للبعض انكاريا: من الذي يستعمر فلسطين؟ الجواب في رأيي : العالم، العالم هو الذي يستعمر فلسطين إذا كان الإستعمار يعني حرمان الشعب من أرضه و امتداده في التأريخ و الثقافة( التي تشمل العقيدة). تهشيم الإمبريالية حين تتسلط كاملة على شعب واحد يستوجب فكرا عمليا أمميا. كي نتفاهم جيدا، فإن ايراد النموذج العربي الفلسطيني بريء، فمعاناة الشعب الفلسطيني مشكل يتعلق في حله بحركية الضمير الإنساني التي تتأسس عليها الأطروحات الفلسفية التي استخلص القانون الدولي و الإعلان العالمي لحقوق الإنسان منها. و تفاديا للتنظير المثالي، فإن الشعب الفلسطيني يقول إن الضمير الإنساني غير فعال و إنما وسيلة استثمار سياسي رخيصة. و بالتالي فإن التذكير بالقضية الفلسطينية لإرتباطها بظاهرة الإمبريالية غير بريء، فما يوجد على الميدان يؤكد لي أن فلسطين قضية عربية تتطلب الإنحياز و حريكة الضمير. و هذا ما يخول لكل مواطن عربي و لكل دولة عربية الإدلاء برأيه في القضية، ذلك الرأي الذي يشترط فيه، في اعتقادي، أن يوضح عوامل قوة القضية و عوامل ضعفها انطلاقا من البيئة السياسية العالمية التي تحيط بفلسطين.

مثلما هو معلوم لدينا، فإن الشهير في المعرفة الإنسانية أن الدين و أن المذهب الشيوعي منظومة قيم تنادي بالأممية، تنادي بشعور الإنسان في نقطة جغرافية ما من العالم بآلام أخيه الإنسان في نفس النقطة و في جميع النقط المغايرة. قيمة الشعور بالآخر و الإقبال عليه رغبة في إفادته و الإستفادة منه (و هذا هو مبدأ العلاقات بين الشعوب الإنسانية المتعددة) قيمة إنسانية راقية، مجدها الرسول العربي حين شرط إيمان الشخص بظهور أنانيته في الآخرين (لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه). كما أن الفلاسفة العقلانيين و غير العقلانيين في أوروبا يقرون بجمال هذه القيمة دون استثناء. الإحساس بألم الآخر و اقتسام حالاته العاطفية و الواقعية المبررة يعد الملتقى الأساسي للكتابات الأممية. و لا أحد ينفي التبرير الموضوعي لدعوة الناس إلى اعتناق الأممية مهما كان مصدرها دينيا أم انسانيا اجتهاديا، فالمشاكل الإقتصادية و الإجتماعية المنتشرة في كل بقاع العالم تتلاشى بتطبيق الأممية رغم أن الأنظمة السياسية المتقاربة في توجهاتها على الصعيد الدولي ترفض الأممية الإسلامية لأنها"إرهابية" و نظرا لبنيتها الطوائفية الملطخة بدماء الأبرياء و انتهازية النزعة المذهبية المشهورة في التاريخ الإسلامي، كما ترفض الأممية الشيوعية (التي يمكن أن تكون مسلمة) لأنها مثالية. و كلا السبيلين الأمميين الإسلامي و الشيوعي قابلين للتعايش (حالة الشيوعيين العرب الذين لم يرضخوا لخرافة تعارض الشيوعية مع المعتقد) .

إن التيارات الأممية عموما المبثوثة على حافات الشيوعية و المعتقد، أفلحت في وضع المبرر الموضوعي لبزوغها و مشروعية رغبة المؤمنين بها في ذيوعها، بيد أن:"الحاجز الموضوعي" لا يزال قائما. النظرية الإصلاحية، التي لن تظهر إلا إذا وجدت حواجز تعيق تقدم الإنسانية في سياقها العام تبقى عاجزة عن إغراء العقل الإنساني إذا اقتصرت على إبراز مفاتنها دون أن توضح كيفية تحول مفاتنها إلى سلوك يواجه كل الحواجز و المشكلات التي تبرر النظرية الإصلاحية وجودها بغاية كسر هذه الحواجز و المشكلات. و أعتقد أن الأممية استوفت الشرط الأيديولوجي المتجلي في هدف التصدي لهموم الإنسان و أثقاله لكن تبقى السؤال الجوهري:كيف تتحول الأممية إلى عقل كل إنسان؟ صعوبة هذه المهمة و جاذبيتها الميثولوجية في نفس الآن هو ما نسميه في كتاباتنا:"المثالية" حين تتعلق بالمذاهب المنادية بالأممية. يجب أن نطرد وهم نجاح الفكر الأممي في تحديد سبب وجوده و سبب معاملته في الكتابات السياسية كنظرية إصلاحية، على الأقل بالنسبة للمذهب الشيوعي الذي أنتجه مجهود إنساني، أما الأممية الإسلامية فأنا مقتنع باقتراف أصحاب امتياز شرحها أخطاء تأويلية.

لا أتفق مع الذين يحاسبون الديانة الإسلامية بالفتاوى الهزلية التي تصدر من فقهاء لا أستطيع وصف مواقفهم و فتاواهم بدقة و بسلامة، مثلما أستغرب من المثقفين الذين يتسربون إلى التاريخ الشيوعي طاعنين في انجازاته من خلال محاكمة سوءات زمن ستالين. وفي وطننا العربي، المثقفون الإسلامويون ينتهكون التجربة البعثية مستدلين بالإذعان السوري (المنفعي على أقل تقدير) للمشروع الإيراني الإمبريالي في منطقة الخليج العربي، متناسين التحدي الذي كسبه العرب بقيادة الرئيس العراقي صدام حسين إبان الحرب القومية التي كبحت الخطة التوسعية الفارسية، و التي تبين جرائم المجموعات الطائفية، ،الممولة و المدربة من طرف نظام إيران، بحق العلماء و المفكرين و المواطنين العراقيين، أن الرئيس السوري السابق حافظ الأسد أخطأ لدى رفضه دعم العرب في حربهم الوجودية ضد الثورة الأقلوية الإيرانية و هي جرائم لا تنقطع منذ وصول جماعة خميني و أتباعه إلى الحكم و نشره لتلاميذه في نقاط متعددة و مؤثرة في منطقتي أرض الحجاز و بلاد الشام العربيتين، و نفس الجرائم تأججت عقب سقوط النظام الوطني العراقي الذي منعته أمريكا من مواصلة تطوره نحن الديمقراطية المدنية كي تحتفظ بذريعة الدكتاتورية لتدمره.

إن استرجاع التاريخ العربي الذي في طور التشكل، أصبح منقسما إلى فترتين : فترة ما قبل 2003 و فترة ما بعدها و كلا الفترتين تكشفان صراعا محتدما يؤكد على استحالة امتثال المنهج الأممي في منطقتنا التي تتهافت عليها كل أصناف الصراعات العرقية و المذهبية. و قد أسهمت الفترة الثانية في كشف التناقضات الكامنة في الفترة الأولى و التي اعتمدت عليها بعض التحليلات السياسية من أجل توزيع الإتهامات و المفاضلة اللاموضوعية بين فصائل الحركة القومية العربية التي تعد المخرج الموضوعي لأزمات المنطقة.
[/align]
[/frame]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة هشام البرجاوي ; 19 / 02 / 2009 الساعة 56 : 06 PM. سبب آخر: تعديلات
  رد مع اقتباس
قديم 03 / 06 / 2008, 08 : 07 PM   رقم المشاركة : [2]
صبحي البشيتي
عضو فعال و نشيط، دكتوراه في علم النفس التربوي
 





صبحي البشيتي has a reputation beyond reputeصبحي البشيتي has a reputation beyond reputeصبحي البشيتي has a reputation beyond reputeصبحي البشيتي has a reputation beyond reputeصبحي البشيتي has a reputation beyond reputeصبحي البشيتي has a reputation beyond reputeصبحي البشيتي has a reputation beyond reputeصبحي البشيتي has a reputation beyond reputeصبحي البشيتي has a reputation beyond reputeصبحي البشيتي has a reputation beyond reputeصبحي البشيتي has a reputation beyond repute

رد: المذهب الأممي.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل ما اعرفة انه يجب عليك ان لا تغادر المنتدى وتتريث
توقيع صبحي البشيتي
 
[frame="12 98"]صلاح الانسان في حفظ اللسان، فقلب الاحمق وراء لسانه[/frame]


[frame="1 98"]
مدونتي في مكتوب


[/frame]
كل ذنبي انني ادركت زمن الصمت ..ولم اصمت
صبحي البشيتي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المذهب الحنفي والمذهب الشافعي (عن الموسوعة الفلسطينية المجلد الرابع) عصمت شما الموسوعة الفلسطينية 8 31 / 08 / 2017 17 : 05 AM
تمويل الهزيمة الأميركية، الحروب المذلة لأمريكا مازن شما الصحافة و الإعلام 0 22 / 12 / 2014 13 : 06 AM
البيان الإلهي والتكليف الرباني عبد الوهاب الريس الإعجاز.القرآني.والمناسبات.الدينية والمناظرات 0 14 / 06 / 2014 22 : 10 AM
المنهج في نقد العمل الأدبي عبد الفتاح أفكوح أدباء وشخصيات تحت المجهر 1 24 / 02 / 2012 31 : 07 PM
المذهب الدكتاتوري. هشام البرجاوي التاريخ 0 04 / 03 / 2008 12 : 10 PM


الساعة الآن 56 : 07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|