[align=center][table1="width:95%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
الظلال
جاحظ العينين ، بارد الملامح ،جامد النظرات ، مد ّ يده للمصافحة ، مددت يدي فاصطدمت بقطعة من الثلج ، سحبت يدي وابتلعت دهشتي وسألته : هل أطلت الغياب ؟
هل مر ّ زمن على آخر زيارة لي ؟ فأجاب بالنفي ...
نظرت حولي ، الكل يرمقني بنظراته الودودة . أنا لم أطل الغيبة ولكن هم ..
ربما اشتاقوا إلي ، ربما شعروا بالحنين ، ربما أصابهم خطب ما ؟!
بادرت بأسئلتي المعتادة عن الجميع ، لم أغفل عن ذكر أحد ، لم تصلني منهم إجابة مفهومة ،
توقفت عن طرح الأسئلة ونظرت إليهم مجددا ً، هم نفس الوجوه لماذا لا أفهم أحاديثهم ؟
وهم هل يفهمون ما أقول ؟
ربما ، لست متأكدة من ذلك ، نظراتهم إلي لا توحي بفهمهم ما أقول !.
استأذنتهم بالانصراف ، سمحوا لي دون تردد أو تذمر ، لم يسألوني عن العودة ،
لم يطلبوا شيئاً ، وأنا لم أعدهم هذه المرة بشيء .
نظرت إليهم نظرة أخيرة ، انتابني الفزع ، هل كنت أكلم أشخاصا ً أم ظلالا ً ؟
كنت أسمع أصواتا ً غير مفهومة ، مبهمة ، لكن من أين كانت أصواتهم تأتي ؟
تلفتت حولي ، لم أجد غيرهم ، اقتربت منهم لأصافحهم مدوا أيديهم .. قطع الثلج ..
وتمتموا بتلك العبارات المبهمة انطلقت .. ابتعدت .. ثم نظرت خلفي ، فوجدتهم ما زالواكالظلال ..
يسابقون خطواتهم .. يلملمون لهاثهم .. ويعيدون تشكيل الابتسامة على وجوههم ..
ولكنهم مجرد ظلال ..
[/align][/cell][/table1][/align]