انتظرني عند ذاك المفترق
ما زال في جعبتي شيءً من الشجن
بقي في طريقي مسافة ومحطّتين.
لك كلّ هذا الجسد،
لم يبقَ سوى قفزة في عمق المحيط
محاولة أخيرة للفرّ من ببيت العنكبوت
وشهقة
نهاياتك تملؤها بداياتك وخطوة.
كلّما اقتربت من فرح سال على الخدّ
دمعة
كلّما رقصت في فناء بيتك طرباً
سقط من أصل شجرتي ورقة.
وجزافاً أرسم شفتين.
يسكرني نبيذ القبلات الدافئ
يرتقي بي نحو مجازات اللغة
ويباب اللذة الكامن في ظفائر شعرك
الغجريّ.
ما يزال في رحيلي الدائم سفر
ونجوم تبحث عن انعكاسها في ظلّي
كنت أراود الموت عند كشكولها
كتبت في مدوّنتها معلّقة
وضحكت من سذاجتها السرمديّة
الموت ولادة أخرى
عشقً دائمً عند الهاوية
نورسٌ يطير عكس التيار في خريف
البادية.
تعبت من غلق عينيّ طِوال هذي الليالي
الباردة
لم أكتب أنشودة حمقاء
تنتزع من أصابع يدي بصمات
من هنا مرّ مركب دون كيشوت
أخفى في مفكّرته سيرفانتيس
وبقي يصرخ في صدى طواحين السراب
سحبٌ نسجت لوحاتها كثبان قطنٍ أسود
تفترّ عن نجمات سيّارة
ترنو بلهفة الى لحظة التلاقي
عند أجراس الكنائس.
وحيد القرن يأتي وحيداً
يرنو نهاري
يعدّ كلماتي ويهزأ
خيمتي تكاد تفيض بانطلاقاتي
المتعثّرة
والمخيّم أضحى بعد نهرٍ من الرحيل
بارد.
نشوة الصخب .. جنون الفوضى
رغبة جلد الذات عند مداخل غزّة
وما تبقّى من حصن جنين
يندلق مرتدّاً الى عناصره الأوّلويّة
تراب مجبولٌ بشبق الحنّاء
استنقع صفرة الأزل
ومضى يهتدي حاضره بسرب حمامٍ
زاجل
ناقوس الخطر يدقّ آمناً
أبواب قلبي لا تعرف أرق المفاتيح
وأصابع يدي تتحدّى وحيد القرن
سرقت من أبجديّته بضعة أحرفٍ وكأس
ملأته بماء الورد حتّى الثمالة
وسكبت آخر قطراته عنوة في محاولة
أخيرة
خطب ودّ ملاك الموت عنوة.