[خيري حمدان]

قالوا جميعهم دون استثناء بأنّهم سيلحقون بي إلى قلب الصحراء! ومضينا بعد أن جمعنا ما خفّ حمله وكان هناك بعض الماء.
قالوا بأنّ الصحراء أصبحت عصرية وهناك إمكانية لإيجاد الماء إذا ما اتّبعنا التعليمات الضرورية من أجل هذه الغاية. والشارات موجودة في الكثير من الأماكن كما أنّ هناك العديد من الواحات المريحة.
قالوا بأنّ الرحلة ستكون خفيفة ومريحة وممتعة وانطلقنا.ِ
مضى على بدء الرحلة يومان، اختفى من مركبي خمسة أشخاص، جميعهم رجال .. رجال. وكان التعب وآثار المشقّة بادية على وجوه الآخرين.
قالت: هل أنت واثق من أنّ الطريق آمن .. أشعر بالعطش يا قبطان الصحراء!
ناولتها مطرتي فشربت بعض الماء وأعادتها لي خجلة. أخبرتها بأنّ هناك واحات للاستراحة وما علينا سوى الانتظار بعض الوقت.
في اليوم التالي اختفى خمسة آخرون ثلاثة رجال وامرأتين. وبقينا نتابع الطريق. ثلّة من المتعبين المعطشين لماء بارد زلال. كنّا ثلّة لوّحت الشمس وجوهنا وكأنّنا متوجّهين نحو الجحيم .. من يدري متى تنتهي هذه الرحلة.
قالت: لماذا كان علينا المخاطرة يا قبطان؟ ليس هناك نبع ولا واحة!
أخبرتها بأنّ هذه الرحلة بمثابة امتحان لقوّة تحملنا وصدقنا. من يصدق الصحراء تصدقه، وإذا كتب علينا المضيّ بعيداً في رحم المغامرة عندها يجب علينا أن ندرك مدى وحجم المآسي التي قد نتعرّض لها. من يرغب منكم العودة فليفعل.
حاول أحدهم مهاجمتي وسرقة حافظات الماء القليلة في حوزتي. ولكن هيهات يا جبناء! لن تنالوا سوى ما استحققتم من الماء. ما تبقّى ستحصلون عليه حين نبلغ مبتغانا.
انقلب البعض الآخر راجعاً وزهقت أرواح آخرين، وبقيت هي في رفقتي حتى النهاية. هناك في البعيد لاح سراب ومن خلفه سراب ومن خلفه سراب ومن خلفه سراب ومن خلفه واحة. كانت شفتاها قد تشقّقت وبالكاد همست قائلة: هل حققت هدفك يا قبطان؟ عندها بكيت وضممتها إلى صدري. همست في أذنها: هرب الأحبّة والأصدقاء .. هرب من كنت أظنّهم بأنّهم قادرون على مواجهة الموت من أجل قضية عادلة. وبقيت أنت يا أمّي ويا فلذة قلبي ويا حبيبتي! بقيت أنت ضميري المنداح في غيهب الزمان! أنا وأنت وواحة غبيّة عارية من الوفاء وجمال الفتنة. فكيف يكون اللقاء يا أنتِ؟ كيف نستجدي الحياة وسط كلّ هذا الموت؟ كيف نجيب عن أسئلة البقاء والفناء يخيّم في كلّ حبّة تراب من حولي. بقيتِ أنتِ والموت ثالثنا يا خنساء يا أنتِ يا امرأة جمعت في خريطتها الجينية كلّ قوافلِ النساء!

[رشيد الميموني]

حين نضع هدفا نصب أعيننا ، لا يهم ما يعترضنا من مآسي و محبطات .. المهم هو تشبثنا بالأمل و لو كان خيطا رفيعا ..خصوصا إذا كان هذا الأمل أسمى و أنبل .. لايهم إن تخاذل أو جبن أو وصولية البعض ..
في كلماتك أخي خيري رمزية تكشف عن حقائق مرة ، لكنها تظل محتفظة بعنفوانها و حيويتها رغم بوادر اليأس التي تلفها بين الفينة و الأخرى ..
أحييك أخي و أعبر لك عن امتناني لما أجده في نصوصك من متعة ..
مودتي .

[خيري حمدان]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني حين نضع هدفا نصب أعيننا ، لا يهم ما يعترضنا من مآسي و محبطات .. المهم هو تشبثنا بالأمل و لو كان خيطا رفيعا ..خصوصا إذا كان هذا الأمل أسمى و أنبل .. لايهم إن تخاذل أو جبن أو وصولية البعض .. في كلماتك أخي خيري رمزية تكشف عن حقائق مرة ، لكنها تظل محتفظة بعنفوانها و حيويتها رغم بوادر اليأس التي تلفها بين الفينة و الأخرى .. أحييك أخي و أعبر لك عن امتناني لما أجده في نصوصك من متعة .. مودتي .

أحيانا تتصحّر الروح وهنا تكمن الطامة الكبرى أن يشعر المرء في لحظة من اللحظات بأنّ يديه مقيّدة ولا يملك ان يفعل شيئا. وكما تفضلت لا بدّ من ملا حقة الهدف المرجو حتى النهاية
شكرا لحضورك عزيزي رشيد
رمضان كريم

[عادل عادل]

رغم مرارة الرحلة ... ومشقة التحمل والصبر ... كانت وما زالت واحة متعبة تمدك وتعطيها الامل .... صديقي الطيب : يكفي قلب واحد صادق رغم تعبه بتعبنا للوصول ... وصدقني الموت لا يفرق لانه يجمع اكثر من فراق ... احترامي لكم بباقة ياسمين .

[ميساء البشيتي]

استاذي الغالي خيري حمدان

" هرب الأحبّة والأصدقاء .. هرب من كنت أظنّهم بأنّهم قادرون على مواجهة الموت من أجل قضية عادلة.
وبقيت أنت يا أمّي ويا فلذة قلبي ويا حبيبتي "

ومن سواها الأم .. هي رفيقة الدرب بالأفراح والمسرات

وفي الآلام والعذاب وسنوات التيه والضياع

هي الوحيدة التي تصدقك حين يكذبك الآخرون

هي الوحيدة التي تتمسك بك حين يتخلى عنك الجميع

هي وحدها التي تستحق التضحية وتستحق الموت تحت أقدامها

ليس منا من ينكر الأم ولكنك وحدك فقط من ترسم الأم في سطورك

وتتوجها ملكة ليس على أشعارك بل على قلبك

ربنا ما يحرمك منها ولا من حنانها وعطائها ويخليك لها تستمد قوتها منك

شكرا لك استاذي وتحياتي الخالصة للسيدة والدتكم الكريمة ودمت بكل السعادة والهناء

[نصيرة تختوخ]

هربت كلماتي تخلت عني كهؤلاء الرجال..رجال القبطان , لم تبق معي إلا جملة واحدة أغرسها في ظلال واحتك:'رائع ماأبدعت!'
أجمل التحيات

[حاتم الأيوبي]

أخي العزيز خيري

" ما أكثر الأخوان حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل "

هذا ما حصل معك أخي خيري وهذه هي الحياة

خواطرك كالأشعار لا يمل الشخص من قرائتها

شكرا