التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,866
عدد  مرات الظهور : 162,384,941

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > صالون هدى الخطيب الأدبي للحوار > الأقسام > حوارات
حوارات حوارات الأدباء غير المفتوحة - ويمكن لمن يشاء من الأدباء أن يحاور بشكل مفتوح أو يجري حواراً قصيراً غير مفتوح.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 19 / 09 / 2008, 48 : 08 AM   رقم المشاركة : [1]
نبيل عودة
كاتب نور أدبي مضيئ

 الصورة الرمزية نبيل عودة
 




نبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond repute

حوار مع نبيل عودة

بواسطة نبيل عودة
حوار مع الناقد والإعلامي الفلسطيني نبيل عودة في بحثه :
"حتى يجيء عصر التنوير".


*غياب المثقف وصمت الثقافة وإشكالية وعي الفرد بما فيه من بؤس*


د. خالد يونس خالد – السويد

وصل بريدي الألكتروني يوم 29 يوليو 2008 بحثا قيما من الأستاذ الناقد والاعلامي الفلسطيني نبيل عودة بعنوان "حتى يجيء عصر التنوير". كان البحث هدية ثمينة، وما أجمل الهدايا حين تكون كلمات مضفية بالصراحة. البحث يعالج إشكالية صمت المثقف أو ما تشبه المذبحة الثقافية في واقعنا المؤلم.

أستاذ نبيل عودة:
قرأت بحثك الرائع وشعرت أنني في مشوار بين الخمائل، فتذكرت المفكر الفرنسي فولتير وهو يقول: أنت تنظر إلى الخارج من خلال نافذة بيتك فترى حديقة زاهية الألوان فتفكر تفكيرا يختلف عن تفكيرك وأنت ترى من خلال نافذتك صحراء جرداء.

ذكرتَ في بحثك: {{أين نقد واقعنا الاجتماعي وفكرنا السياسي الذي يتهاوى ويتحول الى صراع بين "الديوك" على مناصب أهمها منصب عضو في الكنيست، لا فرق بين من ادعى القومية والعداء للصهيونية، ثم أقسم يمين الولاء للدولة الصهيونية ونشيدها وعلمها}}.

هل نعيش في عصر الردة الذي يحكمه يمين الولاء للدولة الصهيونية؟ هل رجعنا إلى عصر المماليك حيث الانحطاط الفكري في الجوانب اللغوية والثقافية والاجتماعية؟

هنا وقفت لحظة ثم واصلت المسيرة بين دروب كلماتك، وشعرت أنني أصعد الجبل بخطى مسرعة، وكأن شكسبير يذكرني بمقولته، {{صعود الجبال تحتاج إلى خطى متمهلة}}. وجدت نفسي هناك فرأيت الوادي، فنزلت فيه ورأيت همنغواي يكتب في رائعته الخالدة {{ الشيخ والبحر }} وهو ينصحنا {{ إن إرادة الإنسان قوة تتحدى الصعوبات تماما كالشيخ الذي انتصر على الحوت في ظلمة الليل على ضوء القمر في البحر الهائج المتلاطم الأمواج}}.

شعرت وكأنني أبحث عن المفقود الذي كان عند الناقد (نبيل عودة) ، والظمأ يتعبني، وإذا ببركة ماء تتقدم نحوي وتقدم لي كأسا مذاقه عذب بارد، شربت منه فانطفأ الظمأ. صافحتك هناك، وأنا في شوق لمواصلة المسيرة إلى طرق ملتوية ومستقيمة بين السهول والصحاري، فوجدت أن هذا العنوان – حتى يجئ عصر التنوير – فقرأت الفقرة الأولى من جديد:
{{النقد يشبه الابداع ويحركه ليس فقط رد الفعل السلبي أو الايجابي من قراءة النص ، انما الرؤية الثقافية الشاملة والمتكاملة التي تتفجر تلقائيا دون قرار مسبق من العقل ، وما عدا ذلك كل ما يكتب يقع في باب الإنشاء البسيط }}.

فهمتك، وعلمت أن القراءة بلا وعي لا فائدة منها. وعرفت أن الكتابة بلا هدف لا معنى لها. إلتقيت بك سابقا في
كتاباتك، وأنت تعبر عن الواقع المأساوي لشعبنا الفلسطيني المضطهد، بجرأة يعتز بها اإنسان، وفكر لايعرف الخذلان. أما في بحثك " حتى يجيء عصر التنوير" فقد كنت قاسيا مع نفسك ومع الاحداث، ومع الآخرين هذه المرة، حيث التنوير يشكو في عالمنا المتحضر المليء بالعدوان على الكلمة وعلى الإنسان البائس وعلى الطبيعة المتعطشة للحب. قلت أصافح هذا الكاتب الناقد وأظمه إلى صدري أخا عزيزا لأشكره على هذا الكرم الذي تكرم به علينا في قراءة كلماته التي تحمل وراءها الصدق، ومعه القساوة واللوم والعتاب، على الوضع الراهن، ومَن يتعايشه.

رجعت أقرأ بين الأسطر هنا وهناك، فوقفت عند هذه الكلمات:
{{الموضوع الثقافي لا يحظى بمكانة ضمن أولويات مؤسساتنا الرسمية والشعبية، وأنا أظن أن للثقافة قيمة بنيوية فكرية وتربوية واجتماعية لا تقل أهمية عن أي موضوع نضالي نطرحه على أجندتنا. اذا لم نبن مجتمعنا قوياً، مثقفاً، عقلانياً، متنوراً أخلاقياً ومليئاً بالجماليات وبالفكر الانساني، وبالاستعداد للتعاضد والتكامل الاجتماعي، والتجند وراء مطالبه الحيوية، ولا أستثني السياسة من هذه المطالب، ستبقى كل ممارساتنا الثقافية والسياسية، تعاني من قصور في الرؤية، من العجز في فهم دور الثقافة الاجتماعي والحضاري، وكيفية توجيه ودعم وتطوير حياتنا الثقافية}}.

حاورت معك وجها لوجه بين فراغات الورقة البيضاء، وبدت الكلمات في ناظري تشرح معانيها. فكرت في فلسطين والمسابقات من أجل عضوية الكنيست. وقلت قد تكون هناك فائدة للشعب الفلسطيني، حيث يكون هناك إحتكاك مع الصهاينة. وجاءني صوت من داخلي الحزين يقول: أنسيت {{ قسم يمين الولاء للدولة الصهيونية ونشيدها وعلمها لكل مَن يريد أن يصبح عضوا هناك}}. هنا تجلت قضية بعد قضية. هناك العراق المحتل حيث الصراع بين أصحاب السلطان من أجل السلطان ومن أجل الحصول على عدد أكبر من المقاعد هناك، ويجاوره التصفيق للاحتلال ورضى الحاكم الذي جعل من الشعب العراقي مشردا فقيرا إلى درجة أن العائلة العراقية تنتظر نصف كيلو عدس من الوزير "السخي" الذي لايعرف السخاء في شهر الرحمة والغفران، رمضان. وهناك الإرهاب يحصد أرواح الفقراء.

سمعت هنا نداءات الفلسطينيين في العراق، وهم يعانون الأَمَرَّين من الصراعات الدامية، وأطفالهم يموتون جوعا، وشيوخهم يرفعون أياديهم إلى السماء ليرحمهم الله تعالى. وهم المعذبون في الأرض ككل العراقيين الذين ذهبوا ضحايا الصراع على السلطان في عراق الحضارة القابع تحت الاحتلال الأمريكي. هنا تذكرتُ ما كتبه لنا عميد الأدب العربي طه حسين في رائعته {{المعذبون في الأرض)) وكأنه نهض من قبره ليقرأ لنا من جديد {{ صدقني أن الخير كل الخير للرجل الحازم الأديب، أن يفر بقلبه وعقله وضميره من هذا الجيل. فإن أعجزه الفرار إلى بلاد أخرى، فلا أقل من أن يفر إلى زمان آخر من أزمنة التاريخ}}. (طه حسين: المعذبون في الأرض، دار المعارف، ط9، القاهرة، ص182).

قالوا لي، أنَّ إقليم كردستان العراق بخير، حيث القصور الفخمة، والشوارع العريضة، والرفاهية التي تعيشها القطط الثمينة التي جعلت من الإقليم مقاطعات إقطاعية على غرار مقاطعات الأمبراطورية العثمانية {{الرجل المريض}}. وتذكرت في الحال الأديب السويدي الكبير يوهان ستريندبرغ في قصيدته التي نظمها عام 1909 بعنوان
Esplanaden أو نظام الشارع العريض .
أترجم هنا مقطعا من تلك القصيدة من اللغة السويدية إلى العربية:

ماذا نبني هنا يا صديقي؟
هل سنبني مدينة من الفيلا؟
لن تُبنى هنا مرة أخرى!
هنا تنظف الأرض للشارع الجميل
هه! عُرْف الزمان: أن تهدم المباني
أتبنونها؟ شيء مخيف
هنا تتهدم القصور لنأخذ الهواء والضوء
ألا يكفي كل ذلك؟ (ينظر: النص الكامل للقصيدة المترجمة من قبل كاتب هذه الصفحات في الموقع الفرعي للكاتب بموقع النور)
تعبتُ من القراءة، فأردت أن أرتاح مع فضائية الجزيرة. وإذا بي أسمع منها تقول أن الكرد يخططون لبناء مدينة سياحية. فضحكتُ، وضحكت كثيرا. وبكيتُ قليلا ثم رأيت صورا مشوهة بألوان زاهية ترقص أمامي، وهي تقول أن القطط الثمينة لا تشبع، ولكن الفقراء سيبقون يبحثون عن الماء والكهرباء والمحروقات والخبز. ويبقون يستمتعون بالنظر إلى قصور المرمر للبارونات والرهبان وشيوخ قصور الباستيل.
التناقضات تلتقي، والمعذبون يتعذبون، وقهقهة الشياطين ترتفع، وشهداء فلسطين والعراق والكرد تلعن تجار السياسة منذ نكبة فلسطين عام 1948 ومرورا بسقوط ثورة 14 تموز العراقية عام 1963 وانتهاء بالاحتلال الأمريكي الصهيوني حيث الإرهاب يحصد أرواح الأبرياء في فلسطين والعراق.
الكاتب الناقد نبيل عودة، أنت حزين في بحثك، متألم في رؤيتك للمشاهد المألمة، وأنا معك، وأنت تسمع حيث القنابل تتفجر في أحشائي. هناك العراق، وهنا فلسطين، وهناك إقليم كردستان، وبدعة الديمقراطية الكاذبة هنا وهناك. والحرب على الثقافة في كل قاعة من القاعات التي نسمع التصفيق للحرب على الثقافة. يريدون أن يتركوا المثقفين جياعا مشردين حتى يصفقوا معهم، ويكونون معهم في الصراع على السلطان الزائل. هنا يراودني صوت الملكة بلقيس ملكة سبأ:
بئس ما تاج فوق رأس خانع ذليل
ونعم ما قيد في ساعد حر أبي

الإعلامي نبيل عودة، أنت، عميق في فكرك، لكنك في الوقت نفسه متمرد على الذين لايفهمون النقد إلاّ من خلال التملق للتقرب إلى السلطان الجائر الذي يظلمهم، أو من خلال الشتم لعجزهم عن التعبير. وقد أعطيت الحق لنفسك في كلمات تعبر عن صراحتك وأشجانك مثلما توقظ أشجان كل صاحب ضمير واعي. هنا أحببت أن أقف عند هذه الكلمات التي أجدتَ في كتابتها:
{{اذا لم نكن، نحن المثقفين، في الصف النضالي الأول، بأقلامنا ونشاطنا الميداني، وحريصين على قيمة كلمتنا، وقوة موقفنا، ومصداقيتنا، فهذا يعني ان صفتنا كمثقفين مصابة بالقصور والنقص في المضمون.إن صمت المثقف هي خيانة لذاته الثقافية ولعقله.ما يجري داخل ثقافتنا يشبه "المذبحة الثقافية". أجل زراعة الوهم لدى المبدعين بانهم أصبحوا عالميين، وإبداعهم وصل الى قمة لا سابق لها، هي مذبحة لأولئك المبدعين ولمستقبلهم الابداعي، ولثقافتنا بمجملها.للأسف هذا ما يرتكبه بعض المتنشطين ثقافيا... تحت صياغات تحمل اسم النقد وتفتقد لمضمون النقد. لو قاموا بتغطية الإصدار اخباريا لخدمونا وخدموا صاحب الابداع أكثر من نقدهم}}.
ذكرتني أخي نبيل عودة بما قاله الناقد المصري محمد مندور بأن وظيفة الأدب الاجتماعية تصدر عن حقيقتين ثابتتين:
1- إدراك العلاقة بين معنويات الحياة ومادياتها.
2- وعي الفرد بما فيه من بؤس.
عن هاتين الحقيقتين تصدر وظيفة الأدب الاجتماعية من حيث أن الأدب محرك لإرادة الشعوب. والذي لاشك فيه أن الحركات الكبيرة التي قامت في التاريخ الحديث كالثورة الفرنسية ووحدة إيطاليا وثورة روسيا البلشفية قد مهد لها الكتاب بعملهم في النفس البشرية، تمهيدا بدونه لم يكن من الممكن أن تقوم هذه الحركات. ولنأخذ لذلك مثلا مسرحية "بومارشيه" للكاتب الفرنسي المسماه " زواج فيجارو" ثم روايته الأخرى السابقة على هذه، وهي "حلاق أشبيلية". حيث هاجم الكاتب فيهما نظام الأشراف الذي كان سائدا قبل الثورة الفرنسية أعنف الهجوم، واتخذ من "فيجارو" حلاق أشبيلية الذي أصبح فيما بعد خادما للكونت "المافيفا" رمزا للشعب الثائر على عبودية الأشراف. وكانت لهاتين الروايتين أثر بالغ في التمهيد للثورة الفرنسية، حتى ألقى بمؤلفهما في "الباستيل". ولا زال إلى اليوم "مونولوج فيجارو" في رواية "زواج فيجارو" نشيدا ضد الإستبداد. (مندور، في الأدب والنقد، نهضة مصر، القاهرة، ص36-37).
الحقيقة المرة والأزمة المزمنة في واقعنا الثقافي المؤلم تتجسد في كوننا، طبقا لمفهوم المفكر الكردي مسعود محمد بالشكل التالي:
{{ ولدنا عصر الثروات والثورات بفقر مادي هو تحت حد الإفلاس، وفقر معنوي كان أكبر خواء فيه هو ضياع البعد القومي من موحيات فخرنا ... وقد يزيد من بواعث ألمنا علمنا بأن المرتقى الوحيد الذي إستطاع أن يتسلق عليه بعض أمراء الكرد إلى مطارح السلطان المرموقة كان بتبعيته لذوي السلطان من غير الكرد. فهو في عز قوته مقتدر بغيره. وعلى أوان الشبع منتقم من سماط لايملكه}}. (إ مسعود محمد، عادة التوازن، ص57)
السؤال الكبير: ماهو دور الكتاب، ولا سيما الإدباء والنقاد في كل ما تعانيه شعوبنا من تشرد وحرمان وقتل وخوف من المستقبل في الوطن الذي يحترق، أو في الوطن المحتل، منتظرين مؤامرات المتآمرين ليقسمه ويجزئه ويشتته؟
{{الكُتاب يختلفون في طريقة أدائهم للخدمة الاجتماعية، فمنهم مَن يعتقد أن في مجرد التصوير والوصف ما يكفي لأداء هذه الرسالة دون حاجة إلى الإفصاح عن مشاعر الكاتب الخاصة أو الدعوة إلى علاج بعينه ... ويرى فريق أخر أنه لابد من الدعوة الصريحة في القصة أو المسرحية إلى المبادئ التي يريد أن يروج لها الكاتب، وهم يستشهدون لذلك بما يلجأ إليه كتاب كبار من أمثال موليير وشكسبير}} (محمد مندور، في الأدب والنقد، ص 36-37).
والتساءل الصعب الذي يطرح نفسه، بل يلح أن يطرح نفسه هو: كيف نجد جوابا للحيرة التي لا مفر من الاعتراف بها. وقد نقل لنا السوسيولوجي الكلاسيكي المعاصر أريك فروم في كتابه "اللغة المنسية"، مقولته الشهيرة: {{ نحن رغم الحسنات التي يتمتع بها تعليمنا العالي في المجال الأدبي، ورغم إعدادنا التربوي العام، قد فقدنا تلك الموهبة التي تجعلنا نعرب عن حيرتنا}}. فما يصيب وطننا من تأخر وقتل وفساد وتشرد وحرمان، نتيجة من نتائج حيرتنا لأننا وضعنا الثقافة في زنزانة مظلمة، وسلمنا مفاتيحها إلى المستعمر الذي يستعمرنا. لماذا لأن حكامنا يخافون من الثقافة ويخافون من أنفسهم، وقد سلموا مستقبل شعوبهم رهينة بأيدي سلطات الاحتلال.
ألا ترى معي أن الإمام علي عليه السلام أجاد في حكمته المعروفة: {{ ولاخير في جَسَد لا رأس معه}}؟
وختاما: مَن يسمع الثائر جيفارا حين قال: {{ يجب أن يكون هناك مَن يتجرأ أن يدخل الغابة المظلمة المليئة بالأعشاب الضارة والحيوانات المفترسة لينظفها حتى يستطيع أطفالنا أن يلعبوا فيها بأمان}} ؟؟

نص بحث الأستاذ نبيل عودة
حتى يجيء عصر التنوير

النقد يشبه الابداع ويحركه ليس فقط رد الفعل السلبي أو الايجابي من قراءة النص ، انما الرؤية الثقافية الشاملة والمتكاملة التي تتفجر تلقائيا دون قرار مسبق من العقل ، وما عدا ذلك كل ما يكتب يقع في باب الإنشاء البسيط .
********
تبعا لتقسيمات الماوردي (أبو الحسن البصري – فقيه وأديب شافعي) فإن مفاهيم العقل والفطنة والذكاء تتميز عن بعضها على النحو التالي:
· العقل: أدا ة الإدراك الأولية.
· الفطنة: للتصور، وهي مرحلة ثانية للإدراك.
· الذكاء: وهو الحافظة وأداة التصرف في المعلومات.
وقعت على هذا النص وأنا أحاول ان أفهم، عبر قراءاتي لبعض موروثاتنا الثقافية، ما آلت اليه حالتنا الثقافية في العقدين الأخيرين. حقاً التشابه مستحيل نتيجة اختلافات جوهرية في تركيبة المجتمع واللغة والقضايا المطروحة، ومسائل الفكر، واتساع دائرة التأثيرات الثقافية المتبادلة، واتساع امكانيات النشر، وغياب مقاييس النشر ، وتفاهة معظم المراجعات النقدية، وتحول النقد الى اتجاه واحد مدحي، لدرجة صرت على ثقة نسبية ان النقد يكتب قبل صدور العمل الأدبي.. ومقرر سلفا اتجاهة ودرجة مدائحه، التي صارت تقاس على سلم شبيه بسلم ريختر... ولدي عشرات النماذج التي تثبت ما أذهب اليه. واحداها حدثت معي شخصيا بنقد لا علاقة له بمضمون كتاباتي.. كما يبدو في محاولة لكسب ودي. فاذا ذهب العقل ، هل تبقى الفطنة ؟ وهل ينفعنا عندها الذكاء ؟!
القضايا الثقافية لمجتمعنا الصغير، المجتمع العربي داخل إسرائيل، ولمجتمعنا الأكثر اتساعاً، المجتمعات العربية... تلفت انتباهي واهتمامي من زوايا مختلفة، بصفتها مقياسا لتقدم المجتمع المدني أولاً، كقاعدة لا يمكن تجاهل دورها في الرقي الحضاري، الذي يشمل تطوير التعليم، والقضاء على الأمية، وتطوير اللغة لملاءمتها لعصر الحضارات والعلوم والتقنيات.. وبالطبع الإبداع الثقافي هو الجانب الروحي من حضارة المجتمعات البشرية... غيابه وركوده والفوضى التي تسود حقوله المختلفة، تشكل معياراً آخر لمستوى تقدمنا الاجتماعي والثقافي، أو تراجعنا.
العقل السوي المدرك يفهم ان المجتمعات البشرية تستهلك الثقافة بصفتها قيمة روحية تثري عالمها بجماليات مختلفة، وتثري الانسان على المستوى الشخصي، فكراً ومعرفة، وتوسع مداركه لحقائق الحياة، ولأساليب بناء العلاقات الاجتماعية، والتواصل الانساني داخل المجتمع الواحد، بدل حالة التشرذم والعداء التي تسود للأسف الشديد مجتمعاتنا على قاعدة فكرية ودينية واثنية. وتعمق وعيه الفلسفي حول مجمل القضايا المطروحة. وربما مشكلتنا أيضا أن المجتمعات العربية تعرف المثقف بدوره وليس بالثقافة التي يحملها.
الثقافة كانت دائماً معياراً صحيحاً لتطور المجتمعات البشرية، وما زال المؤرخون يعتمدون الثقافات القديمة، كأداة لفهم طبيعة تلك المجتمعات، ومدى رقيها وتطورها.
هل يمكن فهم طبيعة المجتمع الفرعوني القديم، دون ما تركته دولة الفراعنة من آثار ثقافية، مادية (بناء حضاري) وروحية،(ابداع ثقافي)؟
هل يمكن فهم المجتمع الإغريقي القديم دون الرجوع أيضا لآثاره المادية والروحية ؟
ليس سراً ان ثقافتنا اليوم تعبر عن واقعنا الاجتماعي، وهو للأسف واقع مترد ومليء بالاشكاليات، وبعضها إشكاليات خطرة على مستقبل مجتمعنا ومستقبلنا. وبما اننا نعيش في عصر العولمة، الذي جعل العالم حي صغير، فإن الواقع الاجتماعي بات يشمل بترابط كبير مجمل الفكر والنشاطات الاقتصادية والسياسية والتربوية والعلمية والأدبية والفنية والدينية، ويطرحها ضمن الصورة الكونية، التي تشمل الواقع في العالم الأوسع. من هنا رؤيتي ان التحدي أمامنا أصبح أكبر، والمسؤولية لم تعد محددة بنطاق جغرافي ، محلي أو أكثر اتساعا جغرافيا.
أشعر ببعض الإمتعاض من بعض الكتابات، وأصحابها بالطبع.. التي تتعامل مع ثقافتنا من خارج الفكر الثقافي. وتنحو نحو الكتابة دون اعتماد العقل والمنطق، والقدرة على الربط بين النص والواقع، وقدرة النص على ان يشكل قوة جذب وإضافة للقارئ... أو بكلمات أخرى، دون اعتماد ما وصل اليه الماوردي، بعقلانيته، قبل عشرة قرون. ان عجزهم عن التواصل الحضاري مع عقلانية الماوردي، يولد ظواهر مستهجنة، لا تربطها بالفعل الثقافي الا التسميات. ان خيانة الناقد لإستقامته الثقافية مرة واحدة، تقضي على مصداقيته أبداً. هناك هوة غير قابلة للتجسير بين التشجيع، دون ان نثير الوهم بالإكتمال، وبين ادعاء النقد الذي يرتكب فيه الناقد خيانة لثقافته ولجمهور القراء. بكلمات أخرى ، يفقد شرعيته الثقافية .
لا يمكن كشف مضامين ثقافتنا، رقيها أو ضعفها، وفتح الآفاق نحو انطلاقة حضارية، بالترويج الذي يشبه تشجيع فرق كرة القدم. ان عدم التزام العقل في معالجة ثقافتنا المحلية، الإبداع الروحي بالأساس، من قصة وشعر وفن مسرحي ورسومات وغناء وتمثيل وموسيقى ورقص، يقودنا الى المبالغة، والى إثارة الشهوة للمدح التي سرعان ما تتلاشى، والى الشعور الكاذب لدى المبدعين المبتدئين بالإكتفاء بما أنجزوه، بل استكثاره على أنفسهم، والظن انهم وصلوا الى مراتب الكمال العليا، التي لا مراتب أرقى منها ثقافياً. هذا يقودنا الى حالة إضطراب ثقافي، والى غياب العقلانية الثقافية من الابداع ومن النقد.
حين نُغيب العقل ُنغيب الفطنة، ونستبدلها بكليشيهات جاهزة، ملّها المتلقي (القارئ) وبالطبع في هذه الحالة يصبح الادعاء ان واقعنا الثقافي يشهد نهضة ثقافية وانتشارا واسعا للثقافة، نوع من السخرية السوداء. وأيضا قبل عشرة قرون قال الإمام الشافعي لتلاميذه: "اذا ذكرت لكم ما لم تقبله عقولكم، فلا تقبلوه، فإن العقل مضطر الى قبول الحق". فلماذا لا يكون هذا صحيح اليوم أيضا ؟!
لست متشائماً من واقعنا الثقافي. في النهاية لن يصح الا الصحيح وأما الزبد فيذهب جفاء. ولكني متألم لما يحدث.. ومن الانعكاسات السلبية على تطور ثقافتنا.. وتعويق انطلاقتها. وأقول بوضوح: لدينا مبدعون يبشرون بالخير، تعالوا لا نقتل ابداعهم بالمبالغات التشجيعية. تعالوا نخاطب عقولهم ونحث فطنتهم، ونشجع ذكائهم. ونحول حياتنا الثقافية الى عامل هام في بناء وعينا المجتمعي.
ما يجري هو النقيض الكامل. هو قبر للعقل والفطنة والذكاء... وقبر لتطور الإبداع.. وقبر للذائقة الثقافية للمبدع وللقارئ ايضا.
لا أنكر وجود مثقفين ونشاط ثقافي متعدد الوجوه رغم محدوديته. ولكن بين وجود مثقفين ونشاط ثقافي محدود وبين الحديث عن حركة ثقافية وحياة ثقافية نشطة مساحة شاسعة جداً، تتعلق بشروط ومناهج وسياسات وتوظيفات غير متوفرة، واذا توفرت فهي لا تخدم الا أشخاصاً، وليس مجمل الحياة الثقافية وحركة الإبداع الثقافي والفني، خاصة في ظل القصور في التوظيفات ، وغياب الأجندة الثقافية من برامجنا الاجتماعية.

من الواضح اليوم في ثقافتنا المحلية، ان المسرح والموسيقى والرقص تجاوزوا الإبداع الأدبي من شعر ونثر ونقد، ولكن بالمجموع العام، كل هذا النشاط، لم يتحول الى حركة ثقافية لها دورها المؤثر، بحيث يصبح الإبداع الأدبي والفني حديث المجتمع، ويحتل حيزاً واسعاً من اهتمامه.
اليس من المخجل ان تمثيلية بلا مضمون، سطحية قصة ونصاً وحواراً، اليوم اسمها نور(التركية) وغدا غيرها، مكسيكية، أرجنتينية، أمريكية أو عربية (ما الفرق ؟) تصير محورا لحياة مجتمعنا الثقافية والاجتماعية، حديث الناس في السهرات، حديث الطلاب والطالبات، بيوت تتمزق لأن المراة لا تستطيع ان لا تعبر عن إعجابها بوجه البطل مهند أو غيره ؟؟ والرجل يحلم على زوجة ثانية أو مغامرة مع شبيهة لنور ودواليك ؟؟ انتهى عصر هيفاء وهبة ونانسي عجرم وأليسا وبقية جميلات الغناء.. أو تأكد استحالة الوصول اليهن ؟؟ مجتمع يعيش نسائه ورجاله في فانتازيا تتلوها فانتازيا أخرى، هو مجتمع مريض !!
هذا الواقع المؤلم يعبر عن ضحالة ثقافية وفقر فكري. وهو ليس مؤهلاً لنشوء حركة ثقافية. وغياب الصدق الثقافي يزيده تقهقرا.
هذا الواقع الذي وصلناه لم يكن نتيجة تطور سليم.. بل نتاج حالة مشوهة في ادارة المجتمع، من الهيئات والمؤسسات والتنظيمات الرسمية والشعبية، وبالطبع بسبب قصور أصحاب الفكر والمعرفة الثقافية، والمتخصصون بالدراسات الاجتماعية والانسانية، وجمهور نقاد الفكر والأدب والسياسة، معظمهم، وبنسب متفاوتة، يتحملون حصتهم من حالة الترهل والضحالة التي نعيشها.
الموضوع الثقافي لا يحظى بمكانة ضمن أولويات مؤسساتنات الرسمية والشعبية، وانا أظن ان للثقافة قيمة بنيوية فكرية وتربوية واجتماعية لا تقل أهمية عن أي موضوع نضالي نطرحه على أجندتنا.
اذا لم نبن مجتمعنا قوياً، مثقفاً، عقلانياً، متنوراً أخلاقياً ومليئاً بالجماليات وبالفكر الانساني، وبالاستعداد للتعاضد والتكامل الاجتماعي، والتجند وراء مطالبه الحيوية، ولا أستثني السياسة من هذه المطالب، ستبقى كل ممارساتنا الثقافية والسياسية، تعاني من قصور في الرؤية، من العجز في فهم دور الثقافة الاجتماعي والحضاري، وكيفية توجيه ودعم وتطوير حياتنا الثقافية.
الثقافة ليست كماليات في حياة الانسان والمجتمع. الثقافة عنصر استهلاكي أساسي في حياة الشعوب التي تنشد التقدم والرقي الحضاري. الثقافة هي المفتاح لأن نكون أبناء عصرنا، أبناء عالمنا، بدون الثقافة نظل أبناء الماضي، محكومين لغرائزنا، مقيدين بأحكام نهائية لا تربطها بالمنطق حتى شعرة معاوية.
أحاول ان أطلع على كل ما ينشر من نقد وإبداع أدبي وفني، أحيانا أعجز عن قراءة سطر آخر من النص الابداعي أو النقدي. عندما أجد لغة مقعرة لا أجد أدباً. عندما أواجه نصاً كل مميزاته هو رصف كلمات لا تقود الى معنى، أسقط النص من أي تعريف أدبي. لا أتحدث من وجهة نظر نقدية، انما من وجهة نظر ذوقية. ما قيمة النص الذي لا يشد قارئه؟ لا أريد إعطاء نماذج حتى لا أثير ضدي المزيد من الغاضبين. لست نافياً للقدرات الإبداعية لأي من الأدباء، خاصة الشباب.. ولكني أرى ان نقدنا الراهن لا يخدمهم، بل يخدعهم، لا يخدم الهدف من وراء النقد، بل يخدم أهداف شخصية لكاتب النقد.
كنت أديباً شاباً، ومتحمساً، ومن المنتجين بغزارة، وتنشر أعمالي في أفضل الصحف العربية وقتها، "الاتحاد"، بل وفي أهم منبر ثقافي للعرب في إسرائيل، مجلة "الجديد"، والتي كان يعتبر النشر فيها شهادة بلوغ أدبية، ولم أكن قد تعديت السادسة عشرة عندما ظهرت أولى قصصي في الجديد. وقد عانيت فيما بعد من ظاهرة التجاهل لكتاباتي، وأصابني الأمر بالقلق ؟ هل الآخرون أفضل مني ؟ كنت أريد أن أعرف أين أقف. وهل كتاباتي الابداعية تستحق هذه التسمية، أين نقاط ضعفي وقوتي ؟ ماذا ينقص نصوصي لأنطلق نحو آفاق جديدة؟
ولكني لم أحظ حتى بلفتة واحدة. كانت الساحة محجوزة لأسماء محددة، وبدأت أفهم ان ما يجري تهريج ثقافي في معظمه، وتسويق أسماء وليس تسويق ثقافي. وقررت ان أحمل السلم بالعرض.. حقاً أدواتي النقدية تعتمد على قراءاتي الواسعة واطلاعي الموسوعي على مجالات ثقافية وفكرية واسعة جدا ومتعددة الاتجاهات. رغبتي حتى اليوم ليست، وبشكل مطلق... الكتابة النقدية... وليست وبشكل مطلق، الكتابة السياسية. رغبتي حتى اليوم الكتابة الإبداعية من قصة ورواية ومسرح... لقد دفنت رغبتي حتى لا أترك الميدان لحميدان. وخصصت الأدباء الشباب بجل كتاباتي، ووجدت نفسي أغرق أكثر بالفكر النقدي والفكر الثقافي والكتابة الفكرية والسياسية، محاولا إيجاد أجوبة على ما يحصل لثقافتنا ومجتمعنا وسياستنا، بعد العشق المجنون للعالم العربي لكل ما أنتجناه في العقود التي سبقت حرب 1967 وما بعدها... وكانت آثار الخلل الثقافي، وفقدان الاتزان قد بدأت تتبلور بعد نهاية الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي لتتحول مع الوقت الى فوضى واندثار للمقاييس الأدبية، وغياب لجيل المحررين الأدبيين أصحاب الرؤية الثقافية، وحلول مرحلة صارت فيها الصفحات الثقافية في صحافتنا أقل الزوايا أهمية، بل وتشطب قبل غيرها اذا ورد اعلان تجاري جديد، الى جانب حقيقة مؤلمة اننا لا نستطيع ان نسمي محرراً أدبياً يستحق ان يحمل هذه الصفة في صحافتنا بحيث يقدم للقارئ ما يستحق صفة الثقافة، وليس إغراقنا بنصوص بلا مضمون وبلا اشراق وبلا مسحة ثقافية .
اذن لماذا نستهجن حالتنا الثقافية المتردية ؟؟
أين النقد البنيوي الذي يعرف وظيفته التربوية والتثقيفية، وليس الترويجية فقط؟
أين نقد واقعنا الاجتماعي وفكرنا السياسي الذي يتهاوى ويتحول الى صراع بين "الديوك" على مناصب أهمها منصب عضو في الكنيست، لا فرق بين من ادعى القومية والعداء للصهيونية، ثم أقسم يمين الولاء للدولة الصهيونية ونشيدها وعلمها (عزمي بشارة مثلا)، وبين أحزاب أقرت حق إسرائيل في الوجود وترى بالكنيست منبراً سياسياً يجب استغلاله (الحزب الشيوعي مثلا) وصولاً الى خوض الحركة الاسلامية (الجنوبية) معمعة الانتخابات، وصارت عضوية الكنيست ساحة للخلافات حتى داخل صفوف الحركة الاسلامية ومجلس شورتها، تماماً كما في صفوف العلمانيين، وغنيّ عن القول ان أهداف قادة الأحزاب، بات ينحصر في الوصول الى عضوية الكنيست، وكأن نضالنا الفكري والسياسي والثقافي وتوعية وتثقيف الجمهور، الذي بواسطته حافظنا على لغتنا وبنينا كياننا السياسي والقومي، لم يعد ذا قيمة. وما عدا الكنيست أصبح الشارع فقط لمتطلبات تحضير الأرضية المناسبة لانتخابات الكنيست القادمة. كان معاش الكنيست يسلم للحزب الذي اوفد ممثليه للكنيست (الحزب الشيوعي)، وعضو الكنيست ليس صاحب امتياز بين سائر قادة الحزب، لا يتميز عنهم بالمعاش. اليوم صارت عضوية الكنيست مكانة اقتصادية تميزه عن رفاقه الآخرين، دخل شخصي مرتفع وشروط اجتماعية وشخصية وخدماتية واسعة للغاية، والآخرين في قيادة الأحزاب، حطابين وسقاة ماء.
عضو الكنيست متنعم بالخيرات، والباقون يعانون من عجز متواصل في إنهاء الشهر. هذه العقلية سادت في ثقافتنا أيضا. هناك من يعتبرون أنفسهم أوصياء على الأدب والأدباء، ولكن عهد الوصايات انتهى، عهد الخضوع للخزعبلات الثقافية والسياسية سقط، عهد عبادة الفرد كانت مرحلة مدمرة فكرياً للأحزاب التي مارستها، وتركت ترسبات سياسية وثقافية صعبة لم نخرج منها بعد.
اذا لم نكن، نحن المثقفين، في الصف النضالي الأول، بأقلامنا ونشاطنا الميداني، وحريصين على قيمة كلمتنا، وقوة موقفنا، ومصداقيتنا، فهذا يعني ان صفتنا كمثقفين مصابة بالقصور والنقص في المضمون.
ان صمت المثقف هي خيانة لذاته الثقافية ولعقله.
ما يجري داخل ثقافتنا يشبه "المذبحة الثقافية". أجل زراعة الوهم لدى المبدعين بانهم أصبحوا عالميين، وإبداعهم وصل الى قمة لا سابق لها، هي مذبحة لأولئك المبدعين ولمستقبلهم الابداعي، ولثقافتنا بمجملها.
للأسف هذا ما يرتكبه بعض المتنشطين ثقافيا... تحت صياغات تحمل اسم النقد وتفتقد لمضمون النقد. لو قاموا بتغطية الإصدار اخباريا لخدمونا وخدموا صاحب الابداع أكثر من نقدهم.
بعضهم يدعون بجرأة يحسدون عليها، ان ثقافتنا أضحت عالمية، لو سالتهم ماذا قرأوا في عمرهم المديد من أدب عالمي، كلاسيكي أو حديث، لأصيبوا بما يشبه دوار البحر؟ على الأغلب لا يعرفون حتى اسماء الأدباء البارزين. ويفهمون في الحداثة أيضاً ولا يترددون في استعمال تعبير الحداثة لوصف ما يقع تحت أيديهم من نصوص أشبه بالطلاسم، دون فهم إشكاليات هذا التعبير(الحداثة) حتى في الثقافة التي جاء منها هذا التعبير. ماذا يفهمون من الحداثة غير لصقها كنوع من المديح، وكأن ابداع أدبي غير متأثر بالحداثة هو ابداع فاشل؟ هل يعون ان الفكر الحداثي بدأ بعصر الرنيسانس، ووصل أسمى مراحله في عصر التنوير الأوروبي، وانه يعتمد على ثقافة اجتماعية دمقراطية ليبرالية، وفكر التعددية الثقافية، ونقد الفكر الديني الكهنوتي، وتحرير الانسان من عقلية التلقين؟ أين مجتمعنا من هذا كله، أين ليبراليينا؟ لا أنفي وجود ثقافة حداثية، ولكن وصف الطلاسم الشعرية بالحداثة، او جعل تفكيك ترابط اللغة حداثة، او تفكيك المعاني والصياغات، أوتفكيك بحور الشعر... الخ. هذه مهزلة، لو وصفوا ابداع محمود درويش بالحداثة لما أعترضت. لو وصفوا كتابات المفكر العربي البارز د. هاشم صالح بالحداثة أو د. رجاء بن سلامة.. لفهمت ما يعنون بالحداثة، اما إلصاقها بمجموعات شعرية تفتقد لعناصر الشعر، واعذروني من الإستعراض المباشر.. او لكتابات أدبية لم تتجاوز المساحة المحلية الضيقة، فذلك يستعصي علي فهمه، حقا أعرف الجواب... وهو اننا أمام ظاهرة تفكيك القيم الثقافية، وتحويل الثقافة الى سلعة للمزايدة، وتوزيع الألقاب، ظناً ان هذا ما يرفع قيمة الناقد. المسألة الأساسية ليس موضوع النقد، انما جعل الناقد معشوقا !!
الحداثة تعتمد فلسفة اجتماعية أفرزها عصر التنوير. يقول هاشم صالح: لقد سار الفكر التنويري في طريق وعرة، قال عنها الشاعر الألماني العظيم شيللر (1759-1805): "إن الإنسان يبتعد عن هدفه الأسمى بطريقتين: إما أن يصير ضحية العنف، وإما أن يصير وضيعًا ومنحلاً، ويجب على الجمال أن ينقذ الإنسان ويوصله إلى الطريق الصحيح، بعيدًا عن هذين الخطأين". ويتساءل هاشم صالح: "ترى، متى يكون لنا، نحن العرب، عصر تنويرنا؟!!
كما يبدو لم يقرأ نقدنا المحلي!!
حقا لدينا مثقفون يفهمون ما هي الحداثة، لدينا أكاديميون يدرسون عصور التنوير وفلسفاتها. اما إبداعنا فيواجه مشاكل لن توصله شطحات نقادنا التخيلية الى الحداثة... او الى الابداع في أسمى صوره، حتى بدون هذه المخلوقة المستوردة "الحداثة" !!
على الأقل حتى نتقدم، تعالوا نعود الى طروحات الماوردي، لعل فيها ما يلزمنا أكثر من الحداثة الأوروبية. ولعل الأوروبيين استغفلونا وخطفوا عقلانية الماوردي من الذين وأدوها !!
نبيل عودة – كاتب، ناقد واعلامي فلسطيني
nabiloudeh@gmail.com

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
نبيل عودة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19 / 09 / 2008, 25 : 10 AM   رقم المشاركة : [2]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: حوار مع نبيل عودة

الأستاذ نبيل عودة كما ابتدأ محاورك بمقولة لفولتير أجدني أيضا أميل لاستهلال تعليقي بمقولة لنفس الكاتب و المفكر الفرنسي.
يقول فولتير:"لا شيء أسهل من كتابة كتاب سيء إلا النقد السيء"".
أتفق مع ما أوردت خاصة في هذا المقطع:'اذا لم نكن، نحن المثقفين، في الصف النضالي الأول، بأقلامنا ونشاطنا الميداني، وحريصين على قيمة كلمتنا، وقوة موقفنا، ومصداقيتنا، فهذا يعني ان صفتنا كمثقفين مصابة بالقصور والنقص في المضمون.إن صمت المثقف هي خيانة لذاته الثقافية ولعقله.ما يجري داخل ثقافتنا يشبه "المذبحة الثقافية". أجل زراعة الوهم لدى المبدعين بانهم أصبحوا عالميين، وإبداعهم وصل الى قمة لا سابق لها، هي مذبحة لأولئك المبدعين ولمستقبلهم الابداعي، ولثقافتنا بمجملها.للأسف هذا ما يرتكبه بعض المتنشطين ثقافيا... تحت صياغات تحمل اسم النقد وتفتقد لمضمون النقد. لو قاموا بتغطية الإصدار اخباريا لخدمونا وخدموا صاحب الابداع أكثر من نقدهم".
فإيهام شخص بامتلاكه لملكات و إبداع ليس فيه طامة كبرى على الساحة الأدبية و الواقع الثقافي العربي كله.
أما ماذكرت عن دور الأدباء في نهضة الأمم فما من شك في ذلك وإلا لما كان عصر" الأنوار" سمي بذلك الاسم في فرنسا.
المثقف ذو الفكر المنير عليه أن يخرج من تعيش عقولهم في عتمة الظلام نسبيا أو كليا من حالتهم تلك أو على الأقل يسعى إلى ذلك بمصداقية و جد ولايساهم في ترسخ الترهات و الأوهام والأفكار التي لاتجر إلا إلى التبعية أو المزيد من التخلف الحضاري.
أخيرا وبخصوص هالات الفنتازيا المستوردة أو المحلية مادامت تلاقي إقبالا وليس هناك من يقدم البديل بإتقان وإبداع وأهداف نبيلة في نفس الوقت فإنها ستستمر فكثير من العقول العربية صارت تفضل التسلية والنوم على الديناميكية و التفكير الحي المتجدد .
تقبل تقديري و تحيتي؛
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19 / 09 / 2008, 30 : 11 AM   رقم المشاركة : [3]
نبيل عودة
كاتب نور أدبي مضيئ

 الصورة الرمزية نبيل عودة
 




نبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond repute

رد: حوار مع نبيل عودة

نحن مجتمع محبط يا سيدتي . نكاد لا نرى أفقا جديدا. ثقافتنا هائمة بلا فلسفة تضبط انطلاقتها وتعطيها زخما وقوة. الفكر الظلامي لم يبق لنا فسحة من الحرية الفكرية.
أعود في ذاكرتي الى الماضي القريب ، وأرى اننا بتراجع .. تراجع ثقافي ، تراجع حضاري ، تراجع علمي وتعليمي وتراجع فكري.. مجتمعنا يزداد انغلاقا وانعزالا..
بصراحة أنا متشائم من المستقبل!!
نشرت مقالا سياسيا في المنتدى " عرب طيبون .. الى متى " نقلت فيه صورة اجتماعية وسياسية وثقافية أيضا لما يحدث في وطننا وبين شعب كان من المفروض ان يكون صفا واحدا وراء حقوقه القومية .. رما يعر المقال أفضل تعبير عما يخيفني من المستقل.
أشكرك على كلماتك ، وآمل ، رغم كل شيء .. أن يظهر جيل لا يخاف من قول الحقيقة .. ولا يقبل التلقين الغبي .. هذا هو أملنا الوحيد اليوم ، حتى لا يضيع ما أنجزناه !!
نبيل عودة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19 / 09 / 2008, 50 : 01 PM   رقم المشاركة : [4]
سلوى حماد
كاتب نور أدبي مضيئ
 





سلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant future

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: حوار مع نبيل عودة

الأستاذ الفاضل نبيل عودة ،
بحث في غاية الأهمية نظراً لأنه يسلط الضوء على الحالة الثقافية وما آلت اليه من ترد واضح.
اسمح لي ان اقتطف بعض من فقرات بحثك لأعلق عليها

"العقل السوي المدرك يفهم ان المجتمعات البشرية تستهلك الثقافة بصفتها قيمة روحية تثري عالمها بجماليات مختلفة، وتثري الانسان على المستوى الشخصي"، فكراً ومعرفة، وتوسع مداركه لحقائق الحياة، ولأساليب بناء العلاقات الاجتماعية، والتواصل الانساني داخل المجتمع الواحد، بدل حالة التشرذم والعداء التي تسود للأسف الشديد مجتمعاتنا على قاعدة فكرية ودينية واثنية. وتعمق وعيه الفلسفي حول مجمل القضايا المطروحة. وربما مشكلتنا أيضا أن المجتمعات العربية تعرف المثقف بدوره وليس بالثقافة التي يحملها".


لو نظرنا الى مجتمعاتنا العربية سنلاحظ بأن أخر ما نفكر فيه هو بناء الأنسان ، صحيح بأننا نملك المدارس والجامعات والمراكز الثقافية ، ولكننا لا نبني البنية التحتية للفكر الإنساني، نعتمد اسلوب التلقين ونسخ ما يمكن نسخه من مجتمعات اخرى لا تمت لمجتمعنا العربي بصلة ولا تتماشى مع موروثنا الثقافي ولذلك يجئ النتاج هلامي غير مجدي.
لم يعد يدري المرء مفهوم الثقافة الحقيقية ، لو قمنا بعمل استطلاع بين الجيل الناشئ عن كم كتاب قرأ ، او حتى اسماء بعض الكتًاب العالميين ، سينظرون الينا باستهجان وكأننا نسأل عن احجية، ولكن ان سألناهم عن اشهر دي جي في العالم ، او اشهر مطرب راب ، او غيره من صرعات هذا العصر سيجيبونك بطلاقة.

ولذلك ما نلاحظه الأن في مجتمعاتنا العربية هو تردِ طال كل مناحي الحياة، العلاقات الاجتماعية ، التطورالعلمي، والثقافي، لا أبالغ اذا قلت اننا نمر بعصر اقل ما يوصف به هو عصر الجاهلية.


"لا أنكر وجود مثقفين ونشاط ثقافي متعدد الوجوه رغم محدوديته. ولكن بين وجود مثقفين ونشاط ثقافي محدود وبين الحديث عن حركة ثقافية وحياة ثقافية نشطة مساحة شاسعة جداً، تتعلق بشروط ومناهج وسياسات وتوظيفات غير متوفرة، واذا توفرت فهي لا تخدم الا أشخاصاً، وليس مجمل الحياة الثقافية وحركة الإبداع الثقافي والفني، خاصة في ظل القصور في التوظيفات ، وغياب الأجندة الثقافية من برامجنا الاجتماعية.

هناك ظاهرة لاحظتها على المستوى السياسي وهي ظاهرة الغزل السياسي ، اقبلها لأنني اعلم مسبقاً بأن السياسة لعبة غير نظيفة ويجوز فيها ما لا يجوز في غيرها، ولكن ان تمتد هذه الظاهرة لتصيب القطاع الثقافي فهذا غير مقبول، نعم صرنا نلاحظ ان هناك غزل ثقافي مبتذل وعلى العلن، هناك من لا يملكون اي من ملكات الإبداع الأدبي وأسمائهم تملأ الجرائد والمجلات وتطلق عليهم الألقاب التمجيدية، وهناك مثقفين جادين لهم فكر بنًاء لا تٌعطى لهم الفرصة للظهور.

الموضوع الثقافي لا يحظى بمكانة ضمن أولويات مؤسساتنات الرسمية والشعبية، وانا أظن ان للثقافة قيمة بنيوية فكرية وتربوية واجتماعية لا تقل أهمية عن أي موضوع نضالي نطرحه على أجندتنا."

يا سيدي الفاضل نحن شعوب لا تقرأ التاريخ ولا تخطط للمستقبل وتعيش الحاضر بطريقة عشوائية ، لا توجد اي أجندة لا ثقافية ولا اقتصادية ولا سياسية، لنأخذ مثالاً من الوضع الفلسطيني، هذا التخبط الذي تشهده الساحة السياسية الفلسطينية وغياب رؤية موحدة مدروسة في اجندة واضحة اضعف قضيتنا العادلة وأطفئ بريقها، ببساطة لم نستطع ان نقدمها بالشكل المقنع ولأننا تعاملنا معها كما نتعامل مع باقي الأشياء بلا تخطيط.
فعدم وجود اجندة ثقافية شئ عادي ، فنحن لا نملك اجندة اقتصادية ، ولا اجندة سياسية .

"الثقافة ليست كماليات في حياة الانسان والمجتمع."

على المستوى العام أضحت الثقافة للأسف في مجتمعاتنا العربية كنوع من الترف والمظهرية والتقليد الغير مدروس، فما اكثر المهرجانات التى في ظاهرها ثقافية وحقيقة الأمر هي عبارة عن تهريج في تهريج.
على المستوى الفردي ، كثيرون يملكون مكتبات في البيت كقطعة ديكور ، تمر سنين ولا تفتح الا لتنظيف الغبار عنها، يا ترى لماذا كانت اجيالنا تقرأ؟ اتذكر كنا وفي اعمار صغيرة نقرأ كل شئ ، كتب، مجلات، دواوين شعر، قصص ، تاريخ ، كنا نقرأ بنهم واستمتاع.
لقد انحدر الذوق العام، وتغيرت الإهتمامات ، تخيل عندما تقام حفلة لأي من مطربات الدرجة الثالثة تغص القاعات بالحضور ، وعندما يكون هناك ندوة او محاضرة ثقافية يكون عدد الحضور مخجلاً.


أين النقد البنيوي الذي يعرف وظيفته التربوية والتثقيفية، وليس الترويجية فقط؟
"أين نقد واقعنا الاجتماعي وفكرنا السياسي الذي يتهاوى ويتحول الى صراع بين "الديوك" على مناصب ؟
ان صمت المثقف هي خيانة لذاته الثقافية ولعقله"

للمثقف رسالة مهمة وهي الأخذ بيد من حوله للرقي بهم فكرياً وتوضيح الرؤى لهم فهو بحكم ثقافته وعلمه يرى الصور بوضوح اكثر، وعليه ان يكون اكثر شجاعة في تشخيص نقاط الضعف وتسليط الضوء عليها في محاولة لحلها، ولكن اين هم المثقفين الحقيقيين الذين لديهم الشجاعة الكافية للنقد، واقصد هنا النقد لكل شئ وليس النقد الأدبي فقط.
عندما تغيب الديمقراطية الحقيقية وحق التعبير، يصبح لدينا نوعين من المثقفين :
- مثقف يسير مع تيار التهريج ويقوم بدور المهرج فتارة يمدح وتارة يذم حسب ما يتطلبه السوق.
- ومثقف يحمل السلم بالعرض ويسير عكس التيار، فينتهي به الأمر إما الى تكميمه وعدم السماح له بفتح فمه إلا عند طبيب الأسنان، او ارساله الى اقرب عصفورية ( مستشفى المجانين).

سيدي الفاضل، استمتعت كثيراً بالبحث القيم وبمحاورة الدكتور خالد يونس لك.

اشكرك على اعطائنا هذه الجرعة الثقافية الهادفة

مودتي وصادق احترامي

سلوى حماد
توقيع سلوى حماد
 
أتنقل بوطنِ يسكنني ولم اسكنه يوماً
فلسطين النبض الحي في الأعماق دوماً
سلوى حماد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19 / 09 / 2008, 29 : 02 PM   رقم المشاركة : [5]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: حوار مع نبيل عودة

ذكرتني أستاذي الكريم بالمفكر المغربي الكبير المهدي المنجرة إذ يعتبر أن مجتمعنا العربي المعاصر يعاني من أزمة ضمير ومبادئ و خيانة نخبة مثقفة لمبادئنا و حضارتنا وهذه ظاهرة لا مثيل لها في السابق ,حيث كان المستعمر واضحا و معروفا وأعوانه بارزين.
هناك نوع من الخيانة الثقافية والارتزاق الثقافي المنظم حمله مشروع التحديث الغربي وهبت رياحه صحبة الانفتاح و العولمة.
تحياتي وتقديري لك,
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26 / 09 / 2008, 03 : 09 PM   رقم المشاركة : [6]
نبيل عودة
كاتب نور أدبي مضيئ

 الصورة الرمزية نبيل عودة
 




نبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond repute

رد: حوار مع نبيل عودة

[align=right]
تعقيباتكم أضافت لي الشيء الكثير . أشكركم على ملاحظاتكم . الثقافة هي نشاط اجتماعي لا يكتمل الا بالمساهمة الجماعية . لا يوجد مثقف خارج عصره . يوجد مثقف صاحب رؤية ، ويوجد مثقف متخم بالماضي ، ثقافته بلا مقومات تجعلها قوة فاعلة.
ان ما أنشده ، وأدعو لشد الخطى اليه ، هو العقلانية في الطرح ، استعمال العقل وليس المشاعر . هناك قضايا اواجه حولها نقاشا حادا وتحريضا موجها ، من عناصر تدعي القومية ، وتتشنج في فهمها الفكري لجوهر الانتماء القومي، وظنها ان الموضوع ينحصر بكلمات كبيرة مدوية. . ومواقف رفضية . متجاهلين ان السياسية هي فن الممكن في الومن القائم ، والقدرة على طرح مواقف تقربنا من الهدف ولا تبعدنا عنه.
أعزائي نصوصكم فتحت أمامي مواضيع جديدة تستحق المراجعة المتأنية .
تحياتي ومحبتي .. وكل عام وانتم بألف خير .. مع أملي ان يجيء رمضان القادم وشعوبنا العربية قد أنجزت أكبر أهدافها القومية بتحرير الأرض العربية من جميع المتطاولين على أوطاننا. نبيل عودة
[/align]
نبيل عودة غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نبيل عودة يروي قصص هواشية -3 نبيل عودة الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 1 13 / 12 / 2015 58 : 02 AM
نبيل عودة يروي قصص هواشية نبيل عودة الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 1 10 / 12 / 2015 07 : 02 AM
نبيل عودة يروي قصص الديوك نبيل عودة الرواية 0 19 / 02 / 2014 19 : 10 PM
محمد البوجي* يحاور نبيل عودة نبيل عودة حوارات نقدية 1 27 / 07 / 2013 12 : 01 AM
حوار دافيء مع الأستاذ نبيل عودة ميساء البشيتي فنجان قهوة ومساحة من البوح 42 17 / 03 / 2009 25 : 10 AM


الساعة الآن 35 : 01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|