الروض يبكي
الـرَّوض يبكي والبلابل نـوَّحُ
رحل الصبا وبه الصبابة تسبحُ
وغـزا المشيب مفارقي بترسلٍ
وكـأنـه آسٍ يجسُ فيفصح
حتى الثمالةَ فيَّ تندبُ حـظَّـهـا
بين الرزانةِ والخمولِ تراوِحُ
ونـديـمِ كـأسٍ ثاورته قريرةٌ
ألَّـا ينادمني فبؤسي يطفحُ
حتى أتـاني طيفُها في لـيـلةٍ
فإذا الصبا في مهجتي يتصدحُ
أسرعـتُ للروض الحزين مبشرا
وكَناتـهُ بـتمهل تتأرجـحُ
هـبـَّتْ عـليها نسمةٌ صيفيةٌ
جعلت ربيع العمر فيَّ يُفتحُ
وإذا بعصفورٍ يـطـلُ بـرأسهِ
يشدو لزهرة نرجسٍ تتفوَّحُ
حـدثـتـُهُ عن ذكرياتٍ لي هنا
قـال البكاءُ عليكما لا يُصلحُ
فـحـبستُ أنفاسي وحالي يائسٌ
لكنَّ قلبي في هواها ينضحُ
يـا مـن غوت بجمالها وتكبَّرت
حسب الحبيبِ بقبلة يتصبحُ
حسب الحبيب من العيون وسحرها
نظرات شوقٍ للحبيب فيفرحُ
تـبـاً لـذاك اللَّـحظ لما سهمه
أصمى الفؤاد برميةٍ إذ يلمحُ
عينٌ تصيب القلب في أحشائـه
ومـن الغرائب أنها تتسلحُ