التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,868
عدد  مرات الظهور : 162,399,524

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03 / 11 / 2008, 45 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
نبيل عودة
كاتب نور أدبي مضيئ

 الصورة الرمزية نبيل عودة
 




نبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond repute

كنت معها

كنت معها...



قصة بقلم : نبيل عودة



(مهداة للزميلين القاص رشيد الميموني ، والمشرفة ميساء البشيتي مع تقديري - نبيل )


ان يعيدك تلاقي نظرات غير متوقعة , الى ما كانت تظن انه محي من سيرتك وتاريخك , تلاشى من ذاكرتك واضمحل اثره في وجدانك , وان يحيي ذلك اللقاء الصامت , ما صار منسياً ثم الاندفاع بالنظرات للبحث في القسمات والتعابير بلهفة و عبر لقاء فجائي بين زوجين من العيون , فيعود المنسي ببريق متوهج ينجلي تماما بأبهى صوره , يكثف جوهره , يتجذر وكأنك تواصل ما كان بلا انقطاع , ويسيطر بلا مقدمات ... بدفقه السحري على ذهنك , ومن شدة مفاجأتك وارتعاشك تكاد تطفر دمعة , ليست دمعة فرح بعد لقاء . فلم يكن بينكما لقاء , وليست دمعة حزن على فراق , فما كنتما في لحظات فراق , كان لقاء لم تشارك فيه سوى نظراتكما , وانفاسكما , ومع ذلك تمنيت ان لا تؤول اللحظات الى انتهاء , ان لا تفنى الدقائق , ان يتوقف كل ما في العالم عن الحركة , ان يتجمد , تتشابه كل النساء في العالم في حياتك , الا هي , تشابهت كل الاختراقات وبقي اختراقها سراً مكتوماً . تشابهت كل القبل وبقي لقبلتها طعم النبيذ المعتق , تجلس ضامة شفتيها , بهدوء رخيم , ولا يتحرك فيها الا عيناها المتنقلتان بين عينيك وبين صحن الطعام . نفس النظرات ونفس الاناقة ونفس الجاذبية . هل عرفتك؟ نظراتها تقول نعم , وقسمات وجهها لا تقول شيء . ربما تقول ..؟؟
أيقنت ان الذكريات لا تعترف بالزمن , ولا تستسلم للانتهاء , فوجئت بارتعاش اطرافك ووجيب قلبك , وغبت مجبراً عما حولك . كنت موجوداً بجسدك وغائباً بذهنك , وها انت ترحل الى حلم بعيد تكتشف نفسك من جديد .
تفزعني كثافة حلمي . أهو حلم يعتريني , ام واقع غريب كالاحلام ؟ كالسحر ؟ هزتني المفاجأة ونقلتني من حال الى حال . كنت كمسافر اضنته الطريق واخذته بعيداً . أرهقته المسافات , وتاه طويلاً في المساحات , خطفه الحزن وتنازعته شتى الامنيات والرغبات , كرب وفوضى رغم الحقيقة الواضحة , متيبس في صحراء ... تائه , وفجأة ينطلق الرذاذ الرطب الى وجهي ... التقطت انفاسي طالباً المزيد , وما كانت من وسيلة للمزيد الا نظراتي , فيزداد حلقي تيبساً وتزداد شفتاي جفافاً , ازداد لهفة , ازداد لوعة.
من لي بقاهر الزمن , يمحي من ذاكرتي فراقها , ربما يعيدني اليها , يعيدها الي لأغير ما جرى , لنغير نبض أيامنا و نعطي لما بقي من عمرنا وعشقنا رونقه المقدر , نعيد أجمل ما في العمر ونواصله .. نجدد الوصال و نجدد العشق.
كنت اظن ان الزمان كفيل بطي ما كان . ينهي الرغبات ويبدد الأحلام . فاذا الزمان يخر صريعاً امام رحيق امرأة جعلت مني غير ما انا .
زرعت في أحاسيسي رعشات قبلاتها , وملأت الهواء حولي بخمرها , بعبقها , برحيقها , بطعم النبيذ الفاخر المعطر بفعل الزمن , يبعث بمجرد التفكير فيه تخديراً لذيذاً يجري في الشرايين , يتدفق مع دمي لكل أطرافي , ولا يتوقف...
لا أدري ما يراودني . أبحث عن استراحة ارتب فيها نفسي واوراقي ويقيني لأعود أتابع حلمي البعيد.
أهو حلم حقاً؟ ربما رغبات ضائعة ؟ وربما أوهام ؟ أو حقيقة لم تتم ؟ عدم تمامها يعذبك ؟ وهل تقدر الأحلام ان تحفظ رحيق امرأة ونشوة ابتعد بها الزمن؟! وهل الزمن وهم... تخيلات ؟ ام حقيقة موضوعية؟
انتهى كل شيء قبل عقدين ونصف العقد . من السهل قياس حياتنا بالزمن ومن المستحيل قياس ذكرياتنا بالزمن. الزمن معادلة قهرية , لا تستقيم مع الحب . ربما ما يعتريني يؤهلني لكتابة نظرية عشقية في مفاهيم الزمن والصبابة؟ ولكن رحيق المرأة لا يؤمن بالزمن , لا يؤمن بالمقاييس الثابتة... وكم اتمنى الاقتراب من ملتقى الرقبة بالكتف, لأستنشق خمرة أنوثتها بعمق وحرية . هل أنا في عالم ملموس ؟! ام في زمن خرافي ؟ هل يحد الزمن سحر امرأة ؟! هل يقضي على الاحساس بالنشوة التي كانت؟! وأقول لنفسي ان الصبابة لا تؤمن بالزمن. والعاشق لا يؤمن بالزمن , لكن لا شيء يوقفه , الزمن لا يتوقف . ربما انا بحاجة الى شيء من الادراك؟! هل في الجنون ادراك؟! وهل في هذا اللقاء ادراك؟
أحياناً تبدو الكتابة عن المحسوسات غير المادية مستحيلة عبثية , وان عالمنا المادي لا يعترف الا بالموضوعات المرئية والملموسة , وان خروجنا عن هذه القاعدة يرسلنا بعيداً نحو الغيبيات . لوهلة لم اثق انها هي . ترددت غير اني تأكدت من نفسي . هذه تفاصيلي التي أعرفها . تمتد يدي المعروفة لي تماماً نحو كأس النبيذ . أبيض يميل الى الاصفرار.
طعمه معروف لي ولساني يعتصر بتلذذ أخر ما تبقى من الرشفات .لا أشعر بقدمي , ولكني متأكد من ملكيتهما , وهذه يدي اليسرى تسند ذقني وأنا مسحور من المفاجأة , وعيناي ترفضان الأبتعاد والتعقل . لا ارادة لي في زجرهما , ولكن ذهني يتلقى وقائع اللقاء المرئية مما يثبت انهما عيناي حقاً . تحسست رأسي متقيناً ان موقعه لم يتغير . ربما انا بحالة هلوسة من فعل الخمر ؟ ولكن الخمر لم تغدر بي في السابق , ولم تتغير العلاقات المتوازنه بيننا . وها انا بالكاد تذوقتها , وما حان الوقت لتفصح عن نفسها ملوحة زاجرة . فأي خطوب تلم بي ؟! وأي طقس يعتريني , أهو طقس سكر ام طقس الحب ؟ أم السكر والحب بتعاون لا يعرف الخلاف ؟! هل لي بشفيع يخفف حيرتي ؟! يفرج كربي ؟! يرشدني؟! تكررت النظرات وتشعبت الذكريات , أحياناً تبدو الذكريات كلمحات لا يمكن الوصل بينها .. كتناقضات من المحال ان تشكل وحدة واحدة , غير ان يقيني التام ان الحب لم يهجر جوانحي ... والا ماذا تسمي الاحاسيس التي تدغدغني ؟!
غرقت في نفسي لاستجلاء انصع ما يكون من ترابط للذكريات التي تعصف بي . اوراق كثيرة تنتعف بوجهي , فألهث وراءها لاجمعها في نسق صحيح وارتبها بذهني , ضفيرة وراء ضفيرة . هل كنت أتمنى لقاء بلا ميعاد ؟! هل كان اللقاء ضمن توقعاتي ؟! خمس وعشرون عاماً تندفع في لحظة لا تقاس بمقاييس الزمن المتعارف عليها . تتوالد من الابعاد مشاعر ما كنت اظن انها ستعود لي . هل سأكتفي بها ؟! وهل تستعاد أيامنا من التاريخ ؟!أم نبقى رهائن للذكريات ؟! ما تبقى لي منها اطلال من الأحاسيس لا تغادرني. اخاف ان تغادرني . ربما توهمت اني نسيتها . ربما تناسيتها عجزاً من الوصول اليها ؟ تناسيتها لتخفي هزيمتك؟ وفجأة تكتشف ان ربع قرن يفصل بينكما , وامتار قليلة تبعدها عنك , قريبة وبعيدة المنال ... ربع قرن لم المحها ولم تلمحني . وها هي تجمعنا لحظة مجنونة كغرباء. لا يستطيع ان يقترب احدنا من الأخر ليتأكد بالملموس من صدق المحسوس ... وليتني اعانقها ولو للحظة , أكون قد حققت مرادي في الحياة , قلت لنفسي الحب لا يعرف الاستقرار . لا أذكر اني لمحتها منذ تباعدنا , انا متأكد من ذلك . وأنا واثق انها لم ترني منذ ودعتني بقبلة رطبتها دموعها . وهل تنسي تلك القبلة ؟! هل يتغلب الزمن على حرارتها وملوحتها ...؟ هل ينسى وجيف القلب؟!
لم يكن فراقنا تنافراً . انما كان قراراً وحيد الجانب . قالت انه ادراك للمسؤولية . رأيت به ادراكاً مشوهاً لحقيقة مشوهة , كان الأحرى بي التحدي . كنت مستعداً للتحدي.ولكنها أصرت على الابتعاد. فألتزمت برغبتها . وقلت لنفسي ان الانسان يحمل في داخله ضده.
كان التعارف بيننا سريعاً وغريباً وبلا مقدمات وبلا اجتهاد , بادرتني:
-انت تشدني.
كانت تتوهج بجمال فطري , اضافت اليه أناقتها البارزة , وحسن الاستعمال للاصباغ سحراً أخاذا.
لم افهم ما تعني "بتشدني" . ولكن بروز صفي اسنانها المرتبين بدقة و من وراء انفراج ابتسامتها , جعلني أفهم وأتغابى . اربكتني بجرأتها . لم اتوقع هجوماً بلا مقدمات . واعترف انها نجحت بارباكي كما لم يربكني احد من قبل . ارباك انقلب الى سعادة , ثم فراق ثم شقاء.
عرفتها في زيارة بيتيه لاحد اصدقائي. كانت تجلس في الصالون وتتبادل الحديث مع مجموعة من الصبايا في امور لا أذكرها , وربما لا أفهم منها شيئاً لو تذكرتها . بعضهن ارتبك لدخولنا فصمتن اما هي فواصلت حديثها بنفس الحيوية , بعد ان توقفت للحظة لرد التحية, مرفقة بأبتسامتها ... فراقبتها دون ارادة بطرف عيني . كان فيها شيئاً مميزاً لا تكتشفه بسهولة ولكنه يشدك . وجدت نفسي أغوص بما لا عهد لي به , لم أستطيع مبادلة صديقي حديثه, ولم يفهم ما يعتريني , ربما فهم وصمت , أخترقت احاديث الصبايا بلحظة مؤاتيه وبمهارة , قد تكون اثارت شكوك صديقي لتحولي المفاجيء من الملل بتبادل الحديث معه , الى الحماسة بالحديث اليها ... وللأخريات . بدأ الاستلطاف من حيث لا أدري . وحدث التعارف من حيث لم أتوقع . النظر اليها راحة , والرغبة بالازادة لا تعرف حدوداً . حين قامت لتذهب , اعطتني يدها ... أسلمت يدي بحماس ليدها . ضغطت بلطف وصعقتني "بانت تشدني" ... بصراحة وبلا مقدمات وبلا توضيح اضافي .
وقالت:
- سأتصل بك لنواصل حديثنا.
قرصني صديقي بخصري فجفلت . إنتبهت فابتسمت ولم تضف , انما استدارت لتخرج وراء صديقاتها , وعدت لمللي من مواصلة الحديث غارقا بتوقعات وتحليلات سحرية .
بعدها التقينا كثيراً . ربما قليلاً .. يتعلق بمفهومنا النسبي للكثير والقليل, ولكنها كانت لقاءات كافية لتوحد ما بيننا . كانت الفعل وكنت رد الفعل المشابه والمساوي له بالقوة . وتفاهمنا ان الاعجاب متبادل وبنفس القدر وان الاستلطاف تم واكتمل...فنعم ما حصل . قلت لنفسي ان كربي انفرج وأشرقت شمسي , وهذه بداية حقيقية للحياة . وقلت لنفسي هل تبيع اصلك الصعلوكي ومبادئك الملتهبة مقابل عشرتها؟! فقلت لنفسي ان الصبابة هي الخمر والمباديء هي الأمر . وهما مثل الليل والنهار , لا يحل الواحد مكان الأخر , انما يلتقيان في رقصة دائرية لا فكاك منها.
اندفعنا بعشقنا , غافلين عما تخبئه لنا الأيام , وكانت وقائع حياتنا تتجلى بين لقاء ولقاء . كان لقبلاتها طعم خاص لم أعهده في مغامراتي الأولى , حتى توتري وهيجاني مختلفان , اكتشفت نفسي من جديد . اكتشفت الحب من جديد. انتشيت, سحرني ما انا به وتمنيت دوام الشروق . تمنيت دوام الاستقرار وقلت لنفسي :
- ما انا به لم يراودني حتى في احلامي . وقلت : هذا منتهى احلامي ولن أطمع بامرأة غيرها .
كنت اريدها برغبة لا تعرف الحدود... قالت :
- اعرف ما تريد , وانا اريده كما تريده انت , ولكني لست بغجرية.
- الغجرية حارة حتى في الشتاء وحين ترقص تصبح مرغوبة أكثر.
- لا اعرف ما شدني اليك.ربما هذه حماقة حياتي الأولى.
- اضيفي اليها حماقة اخرى , لينزل على قلوبنا الأطمئنان والسلام وانا حاضر لأي ثمن تطلبينه.
قالت بشيء من الحدة والألم :
- هل انا بغي لتفاوضني على ثمن لحبي؟!
قلت مخففاً من زلتي :
- لا تفسري كلامي بغير معناه. انا اسير هواك...أصرخ مستغيثا ًللمزيد , فأحتملي نزوات لساني... لن اتجاوز ما ترفضينه . ولكن الرغبة مجنونة... ضمت راسي لمنحدر صدرها تحت الرقبة فتمنيت الا يؤول الزمن الى انتهاء , تفحصت بنظراتي معالم وجهها وامتداد الرقبة بين الذقن والكتفين محاولا المقارنة بالأصل الذي اعرفه. اجابتني بنظرة تقول اشياء ولا تقول شيئاً , أتستعيد هي ايضاً ذكريات ايامنا الملتهبة ؟ تحتفظ بطعم قبلاتي؟ بانسلال اصابعي بين خصلات شعرها ؟ بتفحصي مناطق صدرها المحظورة؟ كم تمنيت ان اكتشف بالرؤية ما ينتهي به انحدار الصدر, وصدتني بقوانين عشقها الصارمة المتزمته. كنت احاول ان استجلي بالعناق عن طريق ضغط صدرها الى صدري , ما لم استجله بالرؤية المثبتة , والقبض عليهما بالجرم المشهود . صبرت حبيبتي على جنوني فتماديت .. ولكنها وقفت بالمرصاد . قالت لي ان مبادئي الثورية هي تغطية ناجحه لعبثي . قلت وهل تنفي المباديء الثورية الحب؟! قالت ولكنك عابث. كان حكمها غير قابل للاستئناف.
حددت المسموحات واكدت الممنوعات . قلت بأني سأتقدم لطلب يدها.فصدتني. قلت :
- انت تدفعينني للجنون , ويستعصي علي فهمك ...هل هناك قيمة لحبنا الا بالزواج؟
- افضل من ان تدفعني للندم .. انت مغرور. انت طفل انت مستهترا.. احياناً بلا تفكير؟
- ترفضين ما اؤمن به من افكار؟ الم تجمع افكارنا بيننا؟!
- ماذا تساوي بلا افكارك؟! ولكن ليت توازنك كأفكارك , ليت تفكيرك كأفكاري .
- أكرر اقتراحي... أريدك زوجة لي , الزواج يعيد الي توازني , يوصلنا للسعادة .
- انا خائفة ! احبك وخائفة . اقول لنفسي اني لن استطيع ان اكون لغيرك . وأقول لنفسي ان الحب سلطان كاذب , واقول لنفسي ان مصائرنا ليست بالضرورة ان تكون محكومة لرغبات نفوسنا. ربما ما بيننا هو طيشنا. هو لا وعينا . احبك واخاف. يهيأ لي اني ارتكب حماقة . أتألم واقع في حيرة. لا اعرف كيف اندفعت, ولا اعرف كيف اتوقف , اتمهل لاستعيد تفكيري . يجب الا نكذب على بعض . نحن مختلفان , اجتماعياً مختلفان. المسألة ليست بقدرتي على قبولك , ليس هذا ما يقلقني , ولكنك لن تقبل ذهنيتي الاجتماعية , لن تقبل اجواءنا , لن تقبل صياغاتنا و لن تقبل خصوصياتنا .
واجهشت بالبكاء , اخذتها بين ذراعي بقوة , لامست وجنتيها بشفتي . استلطفت ملوحة دموعها وحرارتها.
- ساتغير , سأتعلم ان احترم اسلوبكم ... المهم انت. يؤلمني عذابك!!
- ليس هذا ما ابحث عنه. انا لم اخلق لما نحن به , اكاد انكر نفسي .أرفضها.
بدأت افهم ما يعتري فكرها.بدأت المس خطأي في الاندفاع العابث المجنون .. واعترتني كآبة وتوجس . كان واضحاً اني رسبت في الامتحان .. فهمت ان ما شدنا الى بعض ليست رغباتنا . ربما اوهمتها بفلسفتي اموراً تبخرت. تلاشت مع العناق والقبلات , فلم يتبق الا الموضوع الصعلوكي , حتى في الحب قد اكون اندفعت باستهتار لأشباع رغبة مجنونة , فلم اميز بين الحب وبين المتعة العابرة . وها هي تستعيد توازنها . تبكي وتستعيد ادراكها. تحبني ولا تستطيع قبولي . استجديها فتبتعد اكثر . لأول مرة أتوجس ان تتركني امرأة , ان ابقى بدونها . كنت اركض من علاقة الى علاقة ومن رغبة الى رغبة , حتى وصلت اليها . حتى وصلت الي , فاتحدنا. كانت صريحة ومقنعة وساحرة في صراحتها . اقامت حدوداً جغرافية لا يجوز تجاوزها . وافقتها معتقداً ان قدرتي وفني كفيلان باختراق المستحيل . كنت مندفعاً مغروراً , وها أنا ادفع ثمن اندفاعي وغروري , رغم اني لم أحب امرأة كما احببتها , واعترف لا زلت احبها .. وهل يكفي الحب؟! نظراتها تلتقي نظراتي ولا تقول شيئاً . ربما تقول ما لا استطيع ادراكه. وبنظراتي اتفحص مشدوهاً المساحات التي اعرفها , واحاول ان اطابق بين الصور الباقية في ذهني والصورة المتجلية أمامي.
وعلى حين غرة , وانا غارق في توجسي من انتهاء ما بيننا , باحثا عما يزيل كربي ويثبت قربي اليها , التفتت الي , وقالت بحزم طاريء.
- انا احبك ..اعترف.. ولكن سعادتي وسعادتك بالافتراق. عرفت هذا منذ اليوم الاول, ولم اصدق حدسي ... لا تقل شيئا .. لا تزد حزني ... اريد ان اذكرك كما انت...
قبلتني قبلة طويلة حرارتها فوق العادة . نظرت بعيني , ثم طبعت قبلة فوق جبيني , وتركتني وانطلقت دون ان تنبس بحرف أخر . ولفني الصمت .
انتظرتها في المواعيد المتفق عليها , فلم تحضر , انتظرت بلا أمل ولم احاول الاتصال بها. وجررت نفسي بعيداً عن طريقها . اتجرع وحدتي وألمي . اضطرب توازني وثقتي بنفسي . عشت عذاب الفراق . زاهداً بما يحطيني , متحسراً على ما فقدت وحزيناً لانقضاء اجمل ما في حياتي . هل من وسيلة تستعيد فيها الذات ما تحب ؟! ما بدا حقيقة مجسمة تناثر بلحظة؟!
مضي ربع قرن , خمس وعشرون عاما بالتمام والكمال. لم يفارقني حبها . لم يفارقني عبقها.
اريجها عطرها حرارتها , ملوحة قبلتها الاخيرة ... ولكنه انزوى في حنايا الذاكرة . حبي لها اكتمل ولكن رغبتي لم تكتمل , وما كان لها ان تبلغ وتكتمل حتى لو وصلت لما اريد .... كنت اريدها ليس للحظة , اريدها لكل العمر , ولما بعد العمر لو تيسر ؟ علمت بزاوجها وهجرتها مع زوجها الأمريكي الجنسية, والقريب ... ربما هو السبب ؟! وها هي نظراتنا تلتقي , تقول اشياء ولا تقول شيئاً. تصمت ولا تصمت . كنت جالساً مع مجموعة اصدقاء في مطعم غير بعيد عن شواطيء البحر في عكا, ورائحة السمك المقلي الذكية تخدرني . فهو ملاذي بعد فقدانها, السمك والنبيذ الابيض المائل للأصفرار . ربما فقداني لها بطريقة لا تختلف عن تملص السمكة من يد صيادها , جعلني انتقم من الاسماك ... او احبها اكثر . رفعت كأسي المليئة بالنبيذ الأبيض , مستنشقاً عطره الاخاذ , حين التقت عيني بعينيها. كانت اكثر من صدفة . صدمة شعرت بعدها بارتعاش اطرافي وكأني أعود الى الماضي . وملأت الخمرة انفي بعبق انوثتها. ربع قرن وعبقها لا يفارقني شربت دون وعي ... اكلت دون وعي , وكنت مع اصدقائي وبعيداً عنهم , كنت معها وكانت معي ... وكان بيننا ربع قرن ... وأمتار قليلة!!

نبيل عودة – كاتب ، ناقد واعلامي فلسطيني -الناصرة
nabiloudeh@gmail.com


نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة رشيد الميموني ; 07 / 11 / 2008 الساعة 31 : 12 AM.
نبيل عودة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07 / 11 / 2008, 44 : 12 AM   رقم المشاركة : [2]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: كنت معها

أن يكون تعليقي متبوعا برد فهذا ما يثلج الصدر وينعش النفس .. ولكن أن يكون الرد إهداء في مثل هذه التحفة ، ومن طرف أديب لا يشق له غبار ، فهذا منتهى الكرم الأدبي .. مفاجأة من العيار الثقيل .. لا تحسبن ، أيها النبيل ، أني غفلت عن هذا الإهداء ، لكنني وطوال هذه المدة كنت أقرأ ، وأمعن القراءة ، وأغوص في أعماق سمفونية عشق تنساب بإيقاع يزداد حرارة من سطرإلى آخر .. وفي هذه الأثناء كنت أتساءل عن كيفية الرد .. كيف سأرد ؟ وأي أسلوب سيكون قمينا بأن يضاهي قيمة الإهداء روعة و عذوبة ؟..
في الأخير.. قررت أن أعقب .. بأي شيء .. المهم أن اكتب شيئا .. أطلقت العنان لليراع دون أن أتكلف شيئا لأني أعلم ألد أعداء القلم هو التكلف .. لن أقول كلمة شكر .. فهي تبدو باهتة أمام وزن الإهداء .. سأترك هذه السطور تعبر بنفسها .. وأترك لك استنباط كل ما أريد قوله لك من بين ثناياها ..
نبيل .. اسمح لي أن أذكر أاسمك هكذا .. وأنت تدري متى ينادى المرء هكذا ..
كتبت فأجدت .. ووصفت فأجدت .. وأهديت فجاء إهداؤك ملامسا لأوتار القلب ..
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07 / 11 / 2008, 38 : 02 PM   رقم المشاركة : [3]
سلوى حماد
كاتب نور أدبي مضيئ
 





سلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant future

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: كنت معها

لا أدري إن كان من حقي ان أتطفل وأسطر اعجابي هنا أم لا، فالقصة مهداة الى زميلين عزيزين واعتقد انهما فقط لهما الحق في الرد هنا.

على كل حال نضطر احياناً لنكون متطفلين رغماً عنا، وعذري لتطفلي هو جمال القصة التى اخذتني بشدة ،

اشعر ان هناك اشياء مشتركة بين البشر، تتكرر الأحداث وتتشابه المواقف ولذلك نشعر احياناً اننا نشبه ابطال قصص نقرأها ونندمج مع احداث القصة الى حد كبير.
استاذ نبيل ، لقد وصفت المشاعر في هذه القصة بحرفية عالية وشاعرية آسرة اعطت للحكاية مصداقية وجعلتها واقعية بإمتياز.

اشكرك على هذا العمل الراقي الذي يستحق كل التقدير،

مودتي وتقديري،

سلوى حماد
توقيع سلوى حماد
 
أتنقل بوطنِ يسكنني ولم اسكنه يوماً
فلسطين النبض الحي في الأعماق دوماً
سلوى حماد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07 / 11 / 2008, 44 : 04 PM   رقم المشاركة : [4]
نبيل عودة
كاتب نور أدبي مضيئ

 الصورة الرمزية نبيل عودة
 




نبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond repute

رد: كنت معها

شكرا للأخوة المعقبين .. ما قيمة الأدب اذا لم يثر مشاعر القارئ ؟ كم أشعر بالأسف لأني غرقت بالكتابة السياسية على حساب الآستمرار بالكتابة الأدبية .. ولكن الفلسطيني لا يستطع ان يكون حياديا في الصراع على مستقبله ومستقبل شعبه ، وعلى تشكيل صورته الأخلاقية العامة.
كلماتكم الحارة تقول لي الشيء الكثير .. اردت أن أعبر باهدائي ، ايتها الأخت العزيزة سلوى .. عن ديني الثقافي لقارئين أديبين أعادوا ثقتي بقصة ترددت بنشرها ( الشيطان الذي في نفسي ) ، وسبب لي نشرها في وقته اتهامات بأني كاتب اباحي وما شابه ، وانا ما كتبت الا لأطرح مشكلة تشكل آفة في مجتمعنا .. عشت تفاصيل احداثها .. وبالطبع القاص ليس ناقلا لحدث تاريخي ، انما يبني عالما متخيلا الى جانب العالم الواقعي ، ويجعلهما وحدة واحدة ، أي يدمج بين الخطابين التاريخي والفني ، والا لا قيمة لهذا الفن الراقي الذي نسمية فن القص .
انا مدين لكل من عقب بايجاية .. ويهمني ايضا ان أسمع تعقيبات سلبية اذا وجدت ..
نبيل عودة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07 / 11 / 2008, 26 : 05 PM   رقم المشاركة : [5]
ميساء البشيتي
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية ميساء البشيتي
 





ميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: القدس الشريف / فلسطين

رد: كنت معها

[frame="13 98"]
استاذي الكريم نبيل عودة


لكل من اسمه نصيب

نبيل انت وأخلاقك في منتهى النبل والشهامة

أتهدينا قصة وأنا التي اعتبرك أجمل هدية من السماء ؟

ولا بأس أن تعلم أيضا ً أن قلم كقلم نبيل عودة آتي إليه بعد أن أخلع

عني كل همومي وأوجاعي كما يخلع المؤمن نعليه حين تطأ

قدميه بقعة طاهرة وأدلف إلى واحتك التي هي خميلة من خمائل

الجنة على الأرض وأحرر مشاعري من كل القيود واتركها لتنطلق

مغردة في فضاء واحتك الرحب تذرف الدموع وقت تشاء وتضحك

بل تقهقه وقت تشاء وأغادر هذه الواحة وقد صغرت من العمر

عشرين عاما ً وربما أكثر ...

الف شكر استاذي الكريم نبيل عودة

وتفضل مني هذه الباقة


ولي عودة للقراءة

بعد أن أشرع بالطقوس التي اخبرتك عنها

ودمت بكل المودة
[/frame]
توقيع ميساء البشيتي
 [BIMG]http://i21.servimg.com/u/f21/14/42/89/14/oi_oay10.jpg[/BIMG]
ميساء البشيتي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07 / 11 / 2008, 48 : 05 PM   رقم المشاركة : [6]
ميساء البشيتي
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية ميساء البشيتي
 





ميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: القدس الشريف / فلسطين

رد: كنت معها

عدت إليك استاذي وليتني لم أعد

ربع قرن ... وأمتار قليلة

استاذي ان يدخل الأنسان في أكثر من علاقة هذا شيء وارد

لكن هي علاقة حب واحدة حقيقية التي ترسخ في نفوسنا

وعقولنا وقلوبنا ولا تغادر

لست مع الحب الأول فأنا لا اعترف به بل أعتقد ان الحب الأول قد يكون

هو الحب الأخير ولكنه في حقيقة الأمر الحب الأول والأوحد ولو جاء متاخرأً

العمر كله... هذا الحب ما بينتسى ولا في قوة على وجه الأرض بتنسينا إياه

على العكس تماما ً أشعر به كمسرح الدمى واللعب التي تتحرك بواسطة الخيط

يحرك هو حياتنا بخيوطه ومن خلف الكواليس ونقنع أنفسنا هذا النصيب

والحب القديم راح لحاله وطواه النسيان حتى تلاقي حالك وجها ً لوجه معه

بعد ربع قرن ... وأمتار قليلة .

الف شكر إستاذي على هذه القصة الرائعة التي تحمل في طياتها

وبين ثناياها الكثير الكثير وفي انتظارك دوما ً
توقيع ميساء البشيتي
 [BIMG]http://i21.servimg.com/u/f21/14/42/89/14/oi_oay10.jpg[/BIMG]
ميساء البشيتي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23 / 11 / 2008, 31 : 01 AM   رقم المشاركة : [7]
امال حسين
كاتبة وعضو نشيطة دائمة في منتديات نور الأدب

 الصورة الرمزية امال حسين
 





امال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصــــر

رد: كنت معها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأستاذ المحترم / نبيل عودة


أرجو أن تأذن لى بالتواصل معك عبر موضوعاتك

التى أتعلم منها حُسن التعبير وكيفية صياغة قصة صادقة المشاعر

تصل من قلم أستاذ مبدع مثلك لكل قلب يقرأها

تمتعت كثيراً بقراءة قصتكم (كنت معها ) أيما أستمتاع

بالألفاظ والصور والحركات والسكنات والسرد والأطناب والأسهاب والحوار السيجال بين البطلين

التى تأخذنا لها بابداعاتك القيمه

فقد عجبنى هذه الجزئية جداً
اقتباس

ربع قرن لم المحها ولم تلمحني . وها هي تجمعنا لحظة مجنونة كغرباء. لا يستطيع ان يقترب احدنا من الأخر ليتأكد بالملموس من صدق المحسوس ... وليتني اعانقها ولو للحظة , أكون قد حققت مرادي في الحياة , قلت لنفسي الحب لا يعرف الاستقرار . لا أذكر اني لمحتها منذ تباعدنا , انا متأكد من ذلك . وأنا واثق انها لم ترني منذ ودعتني بقبلة رطبتها دموعها . وهل تنسي تلك القبلة ؟! هل يتغلب الزمن على حرارتها وملوحتها ...؟ هل ينسى وجيف القلب؟!









ولكن (أسمح لى ولن أثقل عليك )

يحضرنى تساؤلات عن خلفية القصة

=هل نعتبر أى مشاعر بين رجل وأمرأة حب إلا أذا تُوج بالزواج ؟

مثلاً مشاعر الانجراف العاطفى تعتبر حب ؟ ومشاعر الأعجاب تعتبر حب ؟

مثل بطلة القصة منجذبه للبطل ولكن لا تريد الزواج منه

بالرغم من أن المرأة تكون أحرص ما يمكن لتتويج حبها بالزواج

وقد يكون أكثر من الرجل

فأنت هنا تضع لنا بطلة تسير وفق رغباتها دون التقيد بطبيعة المرأه فى الأرتباط ببطل القصة

وهذا ما أعتبره انفلات عاطفى بوهيمى غرائزى وليس حب

أقرأ هذا الجزء
اقتباس

تفسري كلامي بغير معناه. انا اسير هواك...أصرخ مستغيثا ًللمزيد , فأحتملي نزوات لساني... لن اتجاوز ما ترفضينه . ولكن الرغبة مجنونة... ضمت راسي لمنحدر صدرها تحت الرقبة فتمنيت الا يؤول الزمن الى انتهاء , تفحصت بنظراتي معالم وجهها وامتداد الرقبة بين الذقن والكتفين محاولا المقارنة بالأصل الذي اعرفه. اجابتني بنظرة تقول اشياء ولا تقول شيئاً , أتستعيد هي ايضاً ذكريات ايامنا الملتهبة ؟ تحتفظ بطعم قبلاتي؟ بانسلال اصابعي بين خصلات شعرها ؟ بتفحصي مناطق صدرها المحظورة؟ كم تمنيت ان اكتشف بالرؤية ما ينتهي به انحدار الصدر, وصدتني بقوانين عشقها الصارمة المتزمته. كنت احاول ان استجلي بالعناق عن طريق ضغط صدرها الى صدري , ما لم استجله بالرؤية المثبتة , والقبض عليهما بالجرم المشهود

يفعل ما يريد معها ثم يطلبها للزواج وهى ترفض

أليس هذا غريباً فى معقولية القصة ؟؟

يكفى هذا الآن ولى عودة أخرى للقصة أذا أردت ذلك

لك منى كل التقدير والاحترام
توقيع امال حسين
 مجلتى الرمضانية




===============

أحفظ القرآن معنا فى رمضان


هـــنا
امال حسين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23 / 11 / 2008, 42 : 02 AM   رقم المشاركة : [8]
نبيل عودة
كاتب نور أدبي مضيئ

 الصورة الرمزية نبيل عودة
 




نبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond repute

رد: كنت معها

أعزائي وأصحابي وقرائي
الانسان مثل السفينة ، نرى ما يطفو منها فوق سطح الماء ليس الا ... ونجهل ما يكون تحت سطح الماء ...
لا يوجد أدب بلا تجربة ذاتية .. لا يوجد أدب بلا خبرة حياتية واجتماعية .. لا يوجد أدب بلا خوض اللجة في كل اتجاه... لا يوجد أدب بلا وعي فكري وفلسفي لكل ما يحيط بالانسان .. ولا يوجد أدب بلا قدرة على الحلم ، والتقريب ، أو الدمج بين الحلم والواقع ...
من الصعب أحيانا أن أشرح ذاتي .. ان أتسلل لذاكرتي لأخرج منها حكايات صارت قصصا ...
" كنت معها " لها مكانة مميزة في تفسي .. انه حب شباب لا ينسى .. اندمج الحب بالفعل الثوري ، اندمج الحب بمقارعة الاضطهاد القومي .. اندمج الحب بالتثقيف الفكري والسياسي .. اندمج الحب بتجاربنا الأدبية الأولى .. اندمج الحب بجنونا بأننا قادرون على تغيير العالم ..
هل تتوقع ان تتزوج فتاة عاقلة ، ذكية ، جريئة ، مثقفة ، مكتملة الادراك .. قوية الشخصية ، من بيت أرستقراطي بصعلوك ندر شبابه للنضال والأدب لا يملك ثمن علبة سجائر ؟
لماذ تجرني يا صاحبي الى أيام جعلتني أغير نهج حياتي لأتقدم مهنيا وفكريا وأدبيا كنوع من التحدي حتى لا أبقى في معسكر الخاسرين ..؟؟
الحب لا يعني الزواج الا في المجتمعات البدائية ، حيث المراة مصادرة الشخصية على الأغلب وكل فرصة قد تكون الأخيرة .. والزواج هو تحرر من سطوة الأب والأخ والعم والخال ومرادفاتهم التي تشكل كتيبة كاملة .. والانتقال الى سطوة رجل واحد ..
مجتمعي الذي عشته وأعيشه يختلف نسبيا الى حد كبير .. حقا هناك العقليات القديمة ، ولكنها تسقط بتسارع كبير .. ولكن هناك أوساطا في مجتمعنا تساوي بين الذكور والاناث بشكل مطلق .. المرأة ( أو الفتاة ) لها كيانتها .. لها رأيها .. حسب خيارها .. لا فرض .. لا تدخل الا بالراي والنصيحة ... والقرار هو قرار الصبية ..
[gdwl]والحمد لله لا ضرورة لمحرم يركض الى جانبها اذا رغبت بالمشاركة في رياضة الجري في الاولمبيادة !!!!![/gdwl]
استاذي عالمنا معقد وصعب ومركب وفيه تناقضات لا حصر لها . لا شيء واضح ، لا شيء نهائي ، لا شيء يقف منتظرا ان يتناولوه .. لو انتهى الحب في " كنت منعها" بالزواج لما كانت القصة أصلا ...
القصة هي الشيء غير العادي .. القصة ليست تصويرا فوتوغرافيا للواقع .. البعض يرى انها لحظة توهج .. البعض يرى انها التقاط حدث نادر ... وحتى لو كانت اللقطة الفوتوغرافية مثيرة ، لا بد من كاتب عميق المعرفة والتجربة كي يعيد صياغة الصورة لتصل للقارئ بفحوى ُمثقف ومثير لا يمكن مشاهدته بالصورة الأصلية ، رغم انه ينقل حالة تجسمها الصورة.
نبيل عودة غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فاطمة شرف الدين ، صوت الجنوب .. كوني معنا .. رشيد الميموني مجلس التعارف +أمثال وطرائف 4 06 / 08 / 2013 59 : 06 PM
يا بُني اركب معنا ولا تكن مع الصحافيين.. ناهد شما المقــالـة الأدبية 4 02 / 06 / 2011 49 : 01 AM
احفظ سورة الرحمن معنا امال حسين شهر رمضان و المناسبات الدينية 4 15 / 08 / 2010 40 : 01 AM
من اجل فلسطين اشترك معنا خليل حسن الشعر العمودي 0 20 / 08 / 2008 59 : 08 PM
معها .. في باريس نزار قباني نصيرة تختوخ نزار قباني 4 28 / 06 / 2008 14 : 01 PM


الساعة الآن 08 : 02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|