مرثية المتقاعد العجوز
[align=justify]
الإحالة على المعاش، بداية الراحة المقفرة أم نهاية للحياة؟ سؤال خامر الإنسية المرهفة لعظماء الشعر و الأدب، فالمتقاعد يتفقد أروقة مقر عمله بنظرات متثاقلة، يرمق زملاء زمن مضى و يغادر بعد أن يخادع زملاءه بالإبتسامة الرسمية الكاذبة.
الشاعر الكبير وليام بيتر ييلتس عبر قصيدته الرائعة: " مرثية المتقاعد العجوز" يدعونا إلى اقتسام الأحزان المتقاطرة على الموظف الحكومي و هو يتهيأ لرحيل دائم أشد ما يؤلم فيه هو سلطته القسرية. القصيدة مهداة إلى الموظف الذي تفانى في أداء رسالته و إلى الموظف الذي أحس عند مهب العمر بخيانته للمهمة العظيمة التي أنيطت به قبل عشرات السنين، كلاهما عند ساعة المعاش سواء في الإحباط، فالتقاعد يعني عمليا انطلاق خريف الحياة، الفصل الأخير من سيرة كل إنسان مهما كان شريرا أو طيبا. لننصت إلى الشاعر ييتس و هو يقرأ كتابات غير مفهومة نحتها الزمن في خيال أطلال إنسان :
[/align]
برغم أني أحتمي الآن من الأمطار
تحت شجرة مقطوعة
فإن مقعدي كان دائما الأقرب إلى المدفأة
بين كل صحبة
يتحدثون عن الحب أو السياسة
إلى أن غيرني الزمان .
و برغم أن الرجال يعدون رماحهم مرة أخرى
من أجل مؤامرة ما
و الأوغاد المجانين
يتمادون قدر طاقتهم
في طغيانهم الإنساني
فإن تأملاتي كانت تنحصر في الزمان
ذلك الذي غيرني .
يستحيل أن توجد امرأة قد تدير وجهها
تجاه شجرة مقطوعة
و الآن .. كل ذلك الجمال الذي أحببته
لم يعد له وجود إلا في ذاكرتي
أني لأبصق في وجه الزمان
ذلك الذي غيرني
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|