لحظة وداع
و يبقى ألم الفراق قاسيا رغم ما يؤكده المثل القائل: "هم السابقون ونحن اللاحقون.."
جاء وقت الفراق لأنك ملزم ومجبر، صديقي توقفت أنفاسك وقبرك محفور، لأول مرة سأتركك لأنك وحدك المختار، سأتركك تتقدم وأعود للوراء. كم كنا أقرباء، كم كنا أصحاب، انتهت صداقتنا ورحلت كالسراب. سأعود وأتركك بين الغرباء، ورثت منك ذكريات ستظل راسخة في ذاكرتي من صفحات الماضي الجميل، رحلت وتركت الدموع تسيل، أحس أنك أمامي وفي يدك منديل، لكي تمسح دموعي ولكن من المستحيل، لأنك لن ترجع بعد الرحيل...
الوداع يا صديقي الذي سكنت القبور على غفلة، جاء الموت وأخذك من بين أحضان الصداقة، وأنا واقف وفي عيني دموع الحسرة، عقلي لم يستوعب أن هذه هي اخر نظرة.هل تذكر عندما كنا نمر من أمام المقابر? تتأمل قائلا هذا هو المصير. اليوم أنت في قبرك وفي يدي الريحان، بين البكاء والنواح اختلطت الألحان، أتساءل ان كنت حزينا أم فرحانا، بالنسبة لي الموت فنان الأحزان. كنت صديقي وأخي وستبقى دائما في بالي، رغم الظروف سأزورك على التوالي، صديقي أنت المرحوم، وصل أجلك وأنا المصدوم، سامحني اذا بكيت لأن الفراق محتوم. مفروض علي أن أرضى لأنه قضاء ربي، لأول مرة دونك سأسير في دربي، ولآخر مرة أقول لك الوداع يا صاحبي....
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|