| 
	
		
		
			
			 
				
				بيض فاسد
			 
			 
			
		
		
		بيض فاسد 
( 1 ) 
هناك .. كان الهدوء مخيما والمكان مظلما , والتكييف ينسيك لفح الشارع . 
بدأ  العرض فاذا بالعلم الامريكى يملأ الشاشة .  
انسحب العلم تدريجيا فرأينا فراشا ورجلا نائما مغطى بالعلم وفى المراَه امرأه عارية . 
خرجت المرأه من المراَه قاصدة الرجل . داعبت انفه باناملها .  
لم تثره مداعبتها . احست بضيق . أزاحت العلم عن صدر الرجل . 
استدار الرجل مبتعدا عن المراه زفرت يضيق .  
وفجاه 
انطلقت بيضة من مكان لم نره . اصطدمت بمقدمة الفراش فزعت المرأه وراح الرجل يحدق فى السقف بغضب . 
.  .  . 
مدت المرأه العاريه يدها ناثره شعر الرجل . أمسك الرجل بيدها ركز حدقتيه على ثديها . ثدياها ملأ الشاشة راَها الرجل اثداء كثيرة , تحوم حوله وتطوف . 
ونحن رأينا الاثداء على الشاشة تدور حول دائرة مركزها رأس الرجل الدائخ . 
أستبد الدوار بالرجل فأمسك جبينه بيديه . أغمض عينيه فاسودت الشاشة . 
انطلقت بيضة اخرى . أرتطمت برأس الرجل . هذه المرة لم تفزع المرأه . ضحكت بشدة وهى تمسح بالعلم البيض المخفوق على جبهة الرجل . ولما انتهت سمعنا الرجل يسألها : 
-	لماذا يبيض السقف بيضا فاسدا ؟ 
مالت فوقه . احاطها بذراعيه . احمرت الشاشة بينما العلم ينحسر تدريجيا عن الرجل ليسقط فوق الارض . ومن الارض انبعث دخان أزرق كثيف . ظل يتصاعد حتى غطى الفراش فلم نر من الرجل والمرأه الا شبحين يصطرعان فوق الفراش . 
وكنا نتابعهم مفتوحى العيون والافواه , وكان الدخان الازرق يتسرب من الشاشه فيزيد الهواء لزوجة ويحيل انفاسنا فحيحا وكان اللون الاحمر ينسكب ويفيض حتى يغطينا . 
فنظل غائبين حتى ينتهى الفيلم .  
 
(  2  ) 
فى الخارج , 
 كان الهواء ساخنا . والنساء كن غير االلائى شاهدتهن على الشاشة . واحدة تسير منفوخة البطن تتوجع , وأخرى تحمل طفلا وتجرى فى أثر اتوبيس . ثالثة تشوى الذرة ورابعة تبيع الجرائد . انحنيت على كومة الصحف أمامها . أخذت صحيفة ونقدتها الثمن , ثم اسرعت الى موقف الاتوبيس . 
كان الرصيف خاليا فوقفت أطالع الجريدة . 
المروحيات الاسرائيلية تضرب غزه وأمريكا تقصف بغداد . وتهدد سوريا , تحذر ..... , ...... 
تزرق الدنيا امام اعيننا وتحمر ويصبح للكون لونا العلم أم تراهما لونا الدم والغيبوبة ؟ 
اختلطت الحروف امام عينى فطويت الصحيفة . 
ولما قدم الاتوبيس هجمت عليه كى أفوز بمقعد . اَخرون هجموا , 
ارتطمت رؤوسنا بشدة . شجت الرؤوس . سالت دماء مصفره لها رائحة كريهه تشبة رائحة البيض الفاسد . 
		
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
		
     |