التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,861
عدد  مرات الظهور : 162,367,251

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > جمهوريات نور الأدب > الجمهوريات العامة > هيئة المثقفين العرب (للنقاشات الأدبية والأخبار الثقافية)
هيئة المثقفين العرب (للنقاشات الأدبية والأخبار الثقافية) هيئة المثقفين العرب والأخبار الثقافية + صالون أدبي ومساحة إضافية للحوارات والنقاشات الأدبية تعتمد على المواضيع الأدبية والثقافية لا على الضيوف - مساحة نناقش فيها كل ما يتعلق بالأدب والثقافة.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 02 / 02 / 2009, 52 : 02 AM   رقم المشاركة : [1]
هشام البرجاوي
ضيف
 


السينما..العلم..السياسة.. الفلسفة، في متجر العولمة للعم سام.

[align=justify]
منذ أن انطلق مشوارها التاريخي الحافل، و هوليود تصنع دون ملل أو تثاؤب أفلام رعب و حرب، شعارها الأسمى مشاهد إراقة دماء الإنسان من أجل أن تنعم الإنسانية بالسلام و الاستقرار. قد تنطوي الحلول السلمية على فعالية وازنة إزاء القضايا الأخلاقية و الفكرية، لكنها تفقد كل أسباب الوجود عندما يكون الهدف حماية المصلحة القومية للولايات المتحدة المرادفة طبقا للرؤية الهوليودية للمصلحة الكونية. فميل جيبسون في فيلم بلاتون الذي أنعش في الذاكرة الأمريكية مآسي فيتنام ساعد السياسيين الأمريكيين على تخطي الارتدادات الجماهيرية العكسية لكارثة فيتنام من خلال البطولات الفائقة التي أظهرها جنود اليو إس آرمي و هم يواجهون الإرهاب الفيتنامي. و على النقيض من الحقائق الموثقة و في صدارتها شهادات الناجين من هول الحرب و الذين يعاني أغلبهم من إعاقات جسمانية دائمة التي تؤشر إلى الرعب الفظيع الذي عاشه الجنود الأمريكيون، فإن ميل جيبسون أبدى بسالة نادرة و هو يسحق منفردا العشرات من المقاومين الفيتناميين. نفس المحاكاة و التحوير نجحا في إزالة آثار الإخفاقات العسكرية الذريعة من رفوف الذاكرة الجمعية الأمريكية في أعمال سينمائية تطرقت للعمليات العسكرية التي نفذتها اليو إس آرمي في كل من الصومال و العراق و أفغانستان. كانت ملاحظة السوسيولوجي الفرنسي إميل دوركايم قيمة لدى قوله بأن أسهل معبر يسمح بتزييف الحقيقة التاريخية هو المعبر المؤدي إلى ما سماه الذاكرة الجمعية. و باستعمال الدعايات الاشهارية التي تستهلك ملايين الدولارات أنجزت هوليود مواطنا أمريكيا شغوفا بالسينما رغم استهتارها الصارخ بالتاريخ.

الواجهة الهوليودية لا تحكم السيطرة على فن السينما في أمريكا، حيث تعالج العديد من الأفلام قضايا أحادية العمق الفلسفي، يجدر بنا أن نلاحظ بوضوح أن السينما الأمريكية لا تتناول بواسطة الأسلوب الموضوعي التقليدي، المختزل في إعادة تشكيل الواقع على الشاشة، المشكلات الاجتماعية التي تعاني منها فئات عريضة ضمن المجتمع الأمريكي، و إنما تفضل إذابة المشكلات الإجتماعية في وسط ثقافي، و هكذا تتحول الغيتوهات النائية الممتلئة بالمواطنين السود و المتسمة بتفشي أشكال متفرقة من الجريمة إلى شكل ثقافي يميز التنوع و التعدد الذي تحاول الولايات المتحدة تسويق أحد أرقى النماذج بخصوصه. بالنسبة إلى المتابعة المرتكزة على المنهج السوسيولوجي البحت، الأنماط التعبيرية عن القسوة و التي ابتكرها السود تحيل إلى معوقات اجتماعية تقليدية، لكنها تعبير فني متطور يعكس الخصوصية الأمريكية الإفريقية . من خلال مقارنة بسيطة بين أعداد الأفارقة في أمريكا و سياسات البيت الأبيض اتجاه إفريقيا تتعرى مفارقة عميقة يختصرها سؤال محوري: هل الأفارقة الأمريكيون مازالوا أوفياء لأصولهم؟ من خلال المشاهد السينمائية التي تكرس للتبعية الدائمة بين البيض و السود بعد انتهاء عهد الميز العنصري ، و باعتبار القيمة الديمغرافية و الوظيفية التي حققها السود في الولايات المتحدة، فإن شيئا اسمه : أصل إفريقي تلاشى بصورة شاملة في الذاكرة الأمريكية للمواطنين السود. غير أن هذه الحقيقة لم تحصل بعد على القدرة الاقناعية الكافية، فالاستقبال الذي خصصه العالم و تحديدا الأفارقة لولوج حسين أوباما إلى المكتب البيضاوي شبيه بالاستقبال الذي منحه الجنوب إفريقيون لمقدم مانديلا إلى الرئاسة. يبدو أن السود و أنصار الواقعية السياسية في المجتمع الأمريكي يتوقعون أن تكون فترة باراك حسين مفعمة بالمعجزات. بالنسبة لآمال السود، فإن الخصوصية التي يؤمن بها الأسود الأمريكي تقضي عليها، أما الواقعيون الأمريكيون فالتشابه الغريب بين إسم الرئيس الجديد و أسم الرئيس العراقي صدام حسين الذي اتهمته بروباغاندا بوش بمحاولة زعزعة العالم، يتقاطع مع تصريح الوزير برنار كوشنير الذي أورد فيه: أن حسين أوباما لا يمتلك عصا سحرية.

بالرجوع إلى البعد الفلسفي في السينما الأمريكية، فإن إشكاليات عويصة أحيتها السيناريوهات المدققة، تماما مثلما بدا واضحا في فيلم القانون و النظام من بطولة روبرت دو نيرو و آل باتشينو، كانت فكرة ممتازة، جمعت بين التناقضات المعقدة بين القانون و علته الغائية التي هي النظام، تناقضات متنوعة تبتدئ بالرابطة المثالية بين العنصرين انتهاء بالاستحالة المادية بينهما، فالقانون يستخدم اللانظام لإرساء النظام. و كاستنتاج نظري، تجسد في الفيلم، فإن خرق القانون بمثابة جسر نحو تحقيق النظام. في فيلم الآخرون و الذي جسدت دور البطولة فيه نيكول كيدمان، تكتشف عائلة أرستقراطية بعد صراع مرعب مع دخلاء في دهاليز و غرف قصر بورجوازي فاره و معزول، أنها ماتت منذ سنين بعيدة. السيناريو يقدم الكثير من الدروس الحياتية و التي يمكن أن تستثمرها السياسة الرسمية الأمريكية و من بينها أن الهدف يتكون من شيئين منفصلين: الإصرار و مادة الهدف و على الشخص العاقل أن لا يبحث عن مبررات مخترعة لعنصر الإصرار الذي يشبه إلى حد بعيد عدد أفوكادرو في علم الكيمياء و الذي يبقى ثابتا بالرغم من استخدامه لدراسة العديد من المعادلات الكيميائية. أما مادة الهدف فهي شبيهة بالتفاعلات الكيميائية المتسمة بالثبات الخارجي، لكن عناصرها متغيرة. بالرغم من المساوىء التي تفرزها السينما الأمريكية، تظل التأملات البانورامية التي يستغرقها الإنسان في الثقافة الأمريكية منتجة على مستوى صناعة المفاهيم، فالعلم و الفلسفة و السينما و السياسة تشكل مركز ثقل ذلك المجسم المادي تارة و اللامادي تارة و الذي سماه العم سام :"العولمة". و أختم بقولة مشهورة للمثل إيستوود : "في هذه الحياة، هناك من يمتلكون الريفولفر و هناك من يحفرون، أنت سوف تحفر". ربما كان إيستوود يقصد ب :"أنت" الإنسان غير الأمريكي و هذا يذكرنا بسياسة :"إذا لم تكن معي فأنت ضدي" التي تبناها الرئيس جورج بوش قبل أن تختتم باليوم العالمي لرشق الرئيس الأمريكي بالحذاء.

هشام البرجاوي/ العاصمة الرباط
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة هشام البرجاوي ; 01 / 03 / 2009 الساعة 58 : 02 AM. سبب آخر: تعديلات
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عن المثقف الغائب في السينما الجزائرية و المأزوم في السينما العربية.. محمد الصالح الجزائري نقد ودراسات 5 26 / 02 / 2021 51 : 10 PM
غوايـات الشـيطان – مهـن مختـلفة د. محمد رأفت عثمان الإعجاز.القرآني.والمناسبات.الدينية والمناظرات 7 25 / 02 / 2015 34 : 09 AM
حبّ في زمن العولمة محمد بوحوش القصة القصيرة جداً 3 20 / 09 / 2010 15 : 06 AM
باقون في الفلسفة ..! نبيل عودة الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 0 18 / 09 / 2009 34 : 10 PM
راح منظل طلعت سقيرق الشعر 0 28 / 09 / 2008 30 : 01 AM


الساعة الآن 36 : 12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|