أعطني شيئاً من الحب..
وخذ مني الكثيرْ
فأنا منذ زمانٍ
أبتغي الحب الكبيرْ
تاقَ قلبي لأسارٍ..
فخُذِ القلبَ أسيرْ
أعطني شيئاً من الحبّ..
وخذ مني القوافي
تُنبِتُ الأطيابَ أِنْ
تُسقى الفيافي
تورقُ الأزهارُ والأشجارُ
لو جادَ الغديرْ
أعطني شيئاً من الحبّ ..
وخذ مني الكثيرْ
أطرِب القلبَ بألحانِ التمنّي
وأنسّهِ ما ذاقَ ..
في عصرِ التجنّي
ظلمَ الدهرُ فؤادي..
فامحُ عنّي
أثَرَ الظلمِ المريرْ
أعطني شيئاً من الحبّ ..
وخذ مني الكثيرْ
أعطني الحبّ ..
وخذ صدقَ المشاعرْ
والتّفاني..
عندما يعشقُ شاعِرْ
والأغاني..
كلما تشدو الطيورْ
والترانيمَ...
على متنِ الأثيرْ
أعطني شيئاً من الحبّ ..
وخذ مني الكثيرْ
بسِتارٍ من ظلامٍ..
لَفّت الدنيا حياتي
لم تدع غيرَ مآسي ذكرياتي
تركتني منذ أعوامٍ أعاني..
ظلمة الآفاقِ كالشيخِ الضريرْ
مجهَدَ الأفكار.. أرنو للثبورْ
أعطني شيئاً من النورِ..
وخذ مني الكثيرْ
فيكَ يانبعَ الهوى.. ألمحُ ذاتي
فيكَ لا أشعرُ الاّ بحياتي..
طعمها طعمٌ مثيرْ
فافتحِ الأبوابَ....
وامنحني أساركْ
ضاقَ هذا الكونُ..
عن فسحةِ داركْ
فقيودٌ للهوى...
أعذبُ من كونٍ خطيرْ
غربةُ الروحِ بهِ شيءٌ مريرْ
قفصُ البلبلِ أحلى..
له من دنيا النسورْ
آمنٌ فيهِ وأن..
كان أسيراً لايطيرْ
أعطني شيئاً من الدفءِ..
وخذ مني الكثيرْ
لم يكن يُخلقُ للصمتِ الشعورْ
لم تكن تخلقُ للموتِ الطيورْ
لم يكن يُخلَقُ حزنٌ..
دون أن يُخلقَ...
في الدنيا السرورْ
فلمن تتركني دون هواكْ؟....
أيّها البدرُ المنيرْ
أعطني شيئاً من الحبّ ..
وخذ مني الكثيرْ
مزقَ البحرُ شراعي..
والرياحْ أخذت مركبَ عمري..
عندَ ميناءِ الجراحْ
حطمَ اليأسُ قلوعي واستباحْ
كَلّ آمالي وأحلامي ... وراحْ
لم يعُد لي ..
مركبٌ أسعى بهِ غيرَ هواكْ
لم أعد أبحثُ عن شيءٍ سواكْ
فافتحِ الأبوابَ للطيرِ الكسيرْ
أعطهِ الحبّ وخذ منه الكثيرْ
30/3/1999
[/frame]