سامي الحاج لـ الشرق:أعطوا المعتقلين حبوبا مهلوسة لينبحوا كالكلاب ...
تعمّد أطبائه إحداث تشوّهات وإجراء جراحات غير ناجحة للمعتقلين.. سامي الحاج لـ "الشرق": الانتهاكات الكبيرة في غوانتانامو تأتي ضمن الحرب ضد الإسلام -2
2009-05-21
طبقوا علينا اشد انواع التعذيب على مستوى العالم تحت إشراف أطباء نفسيين
الإدارة الامريكية فرضت عزلة على المعتقلين والجنود لكيلا يفشوا الانتهاكات الكبيرة
طلبوا مني مدَّ الاستخبارات الأمريكية بمعلومات عن الجزيرة مقابل الجنسية الأمريكية ومنزل ومبلغ من المال
الضباط والجنود الأمريكيون أكثر من تأثر سلبيا بغوانتانامو
قبضوا على 6 بوسنيين أبرياء بتهمة النية في تفجير السفارة الأمريكية
عانيت صنوفَ العذاب في غوانتانامو على مدى 6 سنوات
أعطوا المعتقلين حبوبا مهلوسة لينبحوا كالكلاب أو يخرجوا أصواتا كالقطط
حرمونا النوم 6 أيام متواصلة مع التحقيق المستمر مابين 12 - 18ساعة
حوار لبنى شعلان :
أكد سامي الحاج المعتقل رقم 345 بغوانتانامو سابقا، رئيس قسم الحريات العامة وحقوق الانسان بقناة الجزيرة حاليا، قيام الادارة الامريكية السابقة بانتهاكات كبيرة لحقوق الانسان داخل المعتقل سيئ السمعة وخارجه، بدون رادع دولي لها، مشددا على ان تلك الانتهاكات لا تأتي ضمن الحرب ضد الارهاب ولكنها ضمن الحرب ضد الاسلام.
واضاف الحاج في الجزء الثاني من حواره الخاص لـ "الشرق" حول رحلته في معتقل غوانتانامو ان من ابرز تلك الانتهاكات، تطبيق نظام (التجنب والبقاء والمقاومة والهرب) ، الاول من نوعه، والاشد قسوة على مستوى العالم، تحت اشراف اطباء نفسيين.
وقال انه القي القبض عليه في معبر جمان على الحدود الباكستانية الافغانية، ومن ثم تم ترحيله الى بغرام ثم قندهار الى ان انتهى به المطاف في معتقل غوانتانامو منذ 13حزيران / يونيو عام 2002 حتى 30 نيسان / إبريل عام 2008.
واشار سامي الحاج الى انه عندما تيقن الامريكيون من براءته واصراره على عدم الادلاء بأي معلومات تفيد بارتباط الجزيرة بالقاعدة بدأ التفاوض معه من قبل أستيفن رود ريجينز، رئيس المحققين بغوانتانامو للتعاون مع الاستخبارات الامريكية ليكون عينا على الجزيرة والمنظمات الارهابية مقابل الجنسية الامريكية، ومنزل في امريكا، ومبلغ من المال يتحدد حسب اهمية المعلومات التي سيقدمها، ولكنه رفض بشدة وتمسك بموقفه حتى آخر يوم من اعتقاله.
وكان الحاج قد تحدث في الحلقة الاولى من حواره مع الشرق كأول جريدة عربية، حول خفايا وانتهاكات غوانتانامو ، عن كيفية تأثره بفترة اعتقاله الطويلة من خلال معرفته الدين الاسلامي على الوجه الصحيح وايضا كيفية تأسيه بسيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الصبر ،والإيمان ،واحتمال الأذى، كما تحدث ايضا عن الاهانات المتعددة التي تعرض لها القرآن الكريم من قبل المحققين والجنود الامريكيين ، وكذلك واقعة قتل الامريكيين للمعتقلين الابرياء، اضافة الى عرضه للجهود الكبيرة للحكومتين القطرية والسودانية في اطلاق سراحه.
وفي هذه الحلقة من حواره مع الشرق، يتطرق سامي الحاج الى الحديث حول كيفية القبض عليه، واهم المحطات التي مر بها حتى وصوله الى غوانتانامو، ووسائل التعذيب المتبعة في المعتقل سيئ السمعة، واثرها على المعتقلين والجنود الامريكيين.
وحول كيفية اعتقاله رد سامي الحاج قائلا: حتى هذه اللحظة لم يتم اثبات اي تهمة ضدي وحتى في حالة الصاق بعض التهم فهي واهية لانها لا تستند الى ادلة قاطعة، وبالنسبة للقبض علي فقد تم وانا في طريقي الى افغانستان لتغطية الاحداث عقب سقوط حكومة طالبان حيث تم توقيفي على الحدود الباكستانية الافغانية، في معبر جمان، اخر ايام شهر رمضان المبارك، بناء على طلب من الاستخبارات العسكرية الباكستانية وظللت في المعبر يوما كاملا، وفي اليوم الثاني اخذني رجل امن الى مقر استخبارات جمان وهناك اخبروني بوجود خطأ ما بسبب تشكك المخابرات الباكستانية في جواز سفري، وتواجدت في هذا المكتب منذ 15 ديسمبر 2001 حتى 7 كانون الثاني / يناير عام 2002، حيث تم تسليمي للقوات الامريكية في كويتا، ومن ثم بدأ التحقيق معي في بجرام في 7 كانون الثاني / يناير، وهناك تعرضت للضرب الشديد مع السب المتواصل ووجهت لي تهمة تصوير اسامة بن لادن، وحاولت الدفاع عن نفسي باسانيد تثبت نفي ذلك منها، ان عرض الشريط الاول الخاص باسامة بن لادن على شاشة الجزيرة كان قبل التحاقي بالقناة، وعرض الشريط الثاني يوم الضربة الامريكية لافغانستان بعد حادثة 11 من سبتمبر وجواز سفري يثبت وجودي بالدوحة في ذلك التوقيت، اما المقابلة الثالثة فقد اجراها زميلي الأستاذ تيسير علوني في كابل وكنت وقتها قد دخلت قندهار ولم اذهب الى كابل.
واستطرد الحاج في سرد روايته قائلا: كانت بغرام بمثابة نقطة تجميع المعتقلين في المرحلة الاولى مع التحقيقات التي تستهدف انتزاع معلومات سريعة تساعد في القبض على قيادات القاعدة وطالبان حيث تختلف طبيعة التحقيقات من معتقل الى اخر، وفي قندهار يحاولون الخروج بمعلومات توقف أي هجمات ارهابية مستقبلية، أما التحقيقات في جوانتانامو فتأخذ طابع الدقة في التعريف بالجماعات والمنظمات اضافة الى تركيزهم معي في الحصول على معلومات هامة حول الجزيرة.
شفافية تامة
وتابع قائلا ظللت في بغرام حتى 23 من كانون الثاني / يناير وبعدها نقلوني الى قندهار في الفترة من 23 كانون الثاني / يناير حتى 12 حزيران / يونيو ثم نقلت الى معتقل غوانتانامو بتاريخ 13 حزيران / يونيو عام 2002 حتى 30 نيسان / إبريل عام 2008، وعندما تيقنوا من براءتي واصراري على عدم الادلاء بأي معلومات تفيد بارتباط الجزيرة بالقاعدة في الوقت الذي كانت تؤدي فيه عملها بشفافية تامة، بدأ التفاوض معي من قبل أستيفن رود ريجينز ،رئيس المحققين بجوانتانامو للتعاون مع الاستخبارات الامريكية لأكون عينا على الجزيرة والمنظمات الارهابية مقابل الجنسية الامريكية ومنزل في امريكا ومبلغ من المال يتحدد حسب اهمية المعلومات التي سأقدمها ولكني رفضت بشدة وتمسكت بموقفي حتى آخر يوم من اعتقالي.
واردف قائلا: على فكرة لست البريء الوحيد بين معتقلي غوانتانامو فغالبيتهم العظمى مسجونون دون ذنب اقترفوه، ولدي نماذج حية واضحة على ما اقول منها ما استمعت اليه من خلال اخرين ومنها من شاهدتهم وتعرفت عليهم عن قرب، ومن ذلك سمعت قصة وانا في قندهار تفيد بإبادة عدد كبير من العرب في واقعة قلعة جناكي الروسية التاريخية في مزار شريف حيث نصب لهم كمين بعد انسحابهم من الشمال بعد قتالهم بجانب الطلبة الافغان، في قلعة جناكي حيث دخلها ما يزيد على 600 عربي وخرج منها فقط 120رجلا جريحا وصل منهم لغوانتانامو 85 فقط، وتعرض الباقون للقتل باطلاق النار او صب الجاز عليهم لاحراقهم، ومنهم من تسلل وهرب من القلعة وذهب الى القرى القريبة حيث ساعدهم اهالي بعض القرى، في حين سلمهم البعض الاخر للسلطات.
وتابع الحاج ذكر امثلته للمعتقلين الابرياء قائلا كان هناك 6 من البوسنيين بعضهم من اصول جزائرية تم القبض عليهم داخل بيوتهم بتهمة ساذجة للغاية ألا وهي النية في تفجير السفارة الامريكية، ومن اكثر ما آلمني جدا طفلة تدعى شيماء ابنة احد هؤلاء البوسنيين حيث توفاها الله تعالى ووالدها في المعتقل وكان يحترق شوقا لرؤيتها قبل وفاتها، كما عاش اياما عصيبة عقب وفاتها ، وقابلت في غوانتانامو ايضا شخصين بريطانيين من اصول عربية كانا يملكان مصنعا للزيوت في دولة افريقية وتم القبض عليهما بتهمة الارهاب و ترحيلهم الى غوانتانامو.
وقال هناك ايضا قصة سفيان الجزائري المتزوج من امرأة شيشانية، كان يعيش في قرية على الحدود الشيشانية الجورجية وبينما هو في طريقه الى السوق برفقة 2 من اصدقائه داخل سيارة صغيرة اعترضتهم المافيا وقتلت السائق الشيشاني واقتادت سفيان وزميليه الى احد المناطق النائية حيث تم بيعهم للامريكيين، وجراء ذلك اخذ سفيان يتنقل من سجن الى آخر مع التحقيق والتعذيب والتنكيل حتى انتهى به المطاف في غوانتانامو لمدة 6 سنوات حتى إطلاق سراحه مؤخرا.
الرأي العام الأمريكي
واكد الحاج ان معتقلي غوانتانامو ليس لهم اية صلة بحرب افغانستان او هجمات 11 من سبتمبر ولكن الادارة الامريكية السابقة قامت بتجميعهم من جهات مختلفة حول العالم، لاقناع الرأي العام الامريكي بنجاحها في حربها في افغانستان والقضاء على عدد كبير من الارهابيين، وتغطية اخفاقاتها في حادث 11 من سبتمبر، لذا ضربت عزلة شديدة على معتقلي غوانتانامو حتى لا تخرج اية معلومات عما يحدث بداخله، كما امتدت فترة عمل الجنود لعامين متتاليين بدون تغيير حتى لا يفشون اسرار الانتهاكات داخله.
واضاف قائلا اود التأكيد في هذا المقام على ان الانتهاكات الصريحة لحقوق الانسان في ذلك المعتقل لاتأتي ضمن الحرب ضد الارهاب ولكنها تأتي ضمن الحرب ضد الاسلام لاسباب عديدة من اهمها، ان جميع معتقلي غوانتانامو كانوا من المسلمين، والتصريحات الواضحة من قبل المحققين والجنود بأنها حرب النجمة والصليب ضد الهلال اي الاسلام، وتصريحات الرئيس الامريكي بوش ووزير دفاعه رامسفيلد ببدء الحرب الصليبية، والمحاولات المتكررة لاهانة القرآن ورفع شأن المسيحية من خلال معاملات الجنود في المعسكر ، اضافة الى اذلال المسلمين في ارجاء العالم وتجريم كثير من الدول الاسلامية ووصفها بالارهاب.
أسرار عسكرية
وحول وسائل التعذيب المتبعة في معتقل غوانتانامو قال سامي الحاج: يطبق في المعتقل نظام التجنب والبقاء والمقاومة والهرب تحت اشراف اطباء نفسيين، وهو نظام استحدثته وزارة الدفاع الامريكية للطيارين في الحروب الامريكية ضد كوريا قبل فيتنام عندما يقعون في الاسر حتى يكونوا اكثرصبرا على التعذيب ولايفشون باسرار عسكرية سرية ،ومن ثم تطور هذا النظام عند بدء الحرب الفيتنامية وشمل القوات البرية والبحرية.
واضاف هذا النظام قد تم تطبيقه على معتقلي غوانتانامو بطريقة عكسية تحت اشراف فرقة من الاطباء الاستشاريين للسلوكيات، حيث يقوم الاطباء بتوضيح نقاط الضعف الخاصة بكل معتقل للمحققين والجنود لاستغلالها في التعذيب، ووجدوا ان نقاط الضعف التي مست جميع المعتقلين كانت اهانة الكرامة الانسانية والتي تمثلت في اهانة القرآن الكريم والتعرية الجسدية الكاملة.
موسيقى صاخبة
وتابع قائلا: من اساليب التعذيب الاخرى المتبعة في غوانتانامو اسلوب العزلة عن الاخرين لفترات طويلة جدا،و حرمان المعتقلين من النوم لمدة 6 ايام متواصلة من خلال تسليط الاضاءة على اعينهم والنقل المستمر من زنزانة لأخرى باصطحاب كلاب متوحشة كل ساعة، وكذلك تعرض المعتقلين للتحقيق لفترات زمنية تتراوح ما بين 12 الى 18 ساعة متواصلة مع تشغيل الموسيقى الصاخبة والتسليط الشديد للاضواء لدرجة تجعل كثير من المعتقلين يفقدون اعصابهم.
وقال لقد تعرضت بشكل شخصي الى جانب اخرين الى التحرشات والاذلال الجنسين من خلال تجرد المحققات من ملابسهن الى جانب قيام جندي وجندية بفعل الرذيلة في غرفة التحقيقات، ومن وسائل التعذيب ايضا التعليق من يد واحدة لفترات تتراوح مابين يومين الى 4 ايام او التعليق من الارجل او التقييد بانحناء الجسم اضافة الى الجلوس على الركب لساعات طويلة.
وقال الحاج: من وسائل التعذيب التي اتبعها الجنود الامريكيون وثارت حولها ضجة شديدة مؤخرا، التعذيب بالاغراق بالماء وذلك من خلال ادخال المعتقل في كيس مليء بالماء مع القفل عليه حتى يصل لمرحلة الغرق وبعدها يفتح الكيس لثوان معدودة ثم تكرار المحاولة السابقة عدة مرات، مضيفا بقوله لقد عهد الجنود على استخدام وسيلة تعذيب اخرى تمثلت في تنفيذ عمليات اعدام وهمية بحق المعتقلين من خلال اعطائهم موادَّ مخدرة والايحاء بأنه سيتم القاؤهم من الجو عبر احدى الطائرات.
واضاف: من وسائل التعذيب الاخرى الاستغلال البيئي حيث يقومون بإدخال المعتقلين الافريقييين في زنزانات شديدة البرودة مع تجريدهم من ملابسهم والتجويع لشهور طويلة، وادخال الاوربيين في زنزانات مغلقة بالزجاج مع ارتدائهم لنوعية من الملابس تسبب حرارة فائقة مع عدم مناسبة مقاساتها لجسم المعتقل ولايتم تغييرها الابعد اسبوع كامل ، هذا كله بجانب السب المتواصل للمعتقلين واسرهم ودينهم الاسلامي.
استخدام المخدرات
وقال هناك ايضا من وسائل التعذيب المتبعة في غوانتانامو الحلاقة حيث يقومون بعمل صلبان داخل الرأس وحلق احد الحاجبين وترك الآخر وايضا استخدام المخدرات في شكل دواء او اعطائها بالقوة، واذكر انه كان هناك معتقل من احدى الجمهوريات الروسية يتميز بالقوة الفائقة كان يداوم على مقاومتهم وكان الامريكيون يخافونه كثيرا، اعطوه حقنة مخدرة وظل لمدة 3 شهور لا يستطيع الحركة وبعد فترة اصابه شيء من الجنون، ولا يقتصر الامر عند هذا الحد بل كانوا يعطون المعتقلين الحبوب المهلوسة مما يجعل بعضهم يتحدثون طيلة الوقت بكلام غير مفهوم، والبعض الاخر ينبحون كالكلاب او يخرجون اصواتا كالقطط.
وتابع الحاج قائلا: اشد الاوقات حرجا لأي معتقل كانت عندما يشعر بألم في جسمه ففي تلك الحالة لا يمكن علاجه الا بإذن المحقق ولا يوافق على ذلك الا في حالة انتزاع معلومات ترضيه لدرجة تجعل المعتقل يصرخ قائلا انا اسامة بن لادن، وحتى بعد الموافقة يكون الامر اشد ضراوة لان الاطباء من المتدربين الجدد ويتعمدون زيادة الالام واحداث تشوهات عديدة ومن ذلك خلع الضرس السليم بدلا من العليل، قطع الايدي والارجل في حالات الجروح البسيطة ، وحتى عملية القطع تتم بشكل يجعل من الصعوبة البالغة تعوضيها باطراف صناعية ،واذكر مثالا على ذلك حالة معتقل سعودي يدعى عمران الطائفي ،اجريت له 14 عملية جراحية غير ناجحة ،وللعلم رافق كل انواع التعذيب السابقة، التعذيب من خلال الطعام بتقديم وجبات غذائية قليلة جدا ،ومنتهية الصلاحية منذ فترات طويلة، وغير صالحة للاستخدام الآدمي، ومثلجة وغيرناضجة.
الصبر والثبات
وقال الحاج ما اود التأكيد عليه هو انه رغم التعذيب الشديد والويلات التي عاناها جميع المعتقلين فإنهم جميعا تحلوا بالصبر والثبات وكنا نشعر برحمة الله الواسعة تتنزل علينا ودعاء المسلمين لنا في كل مكان، فبالرغم من نومنا لفترات قليلة جدا فإننا كنا نشعر براحة شديدة خلالها ونستيقظ وكأننا قد نمنا الليلة كاملة، كما شعرنا جميعا برحمة الله الواسعة بنا ايضا عندما انتشرت امراض فتاكة من ابرزها السل داخل المعتقل ولولا لطف الله عزوجل لقضت على الجميع، واؤكد ايضا انه رغم الحرب النفسية القاسية التي تعرض لها المعتقلون فإن القليل جدا منهم من فقد عقله لهول التعذيب وعظم الانتهاكات لحقوق الإنسان.. كيف لا وهم لأكثر من 7 سنوات معتقلين.. لا اتهام.. ولا جريمة أسندت إليهم ولا محكمة أحيلوا إليها.. ولا قوانين تسعفهم للدفاع عن أنفسهم بل كل ما يدور حولهم ينتمي إلى شريعة الغابة بقوة السلاح و الجبروت وقوانين الكابوي، والتاريخ والحكمة يقولان أن وجود نظام احتجاز غير مقيد بفترة زمنية محدودة يحمل في طياته إمكانية أن يصبح وسيلة للاضطهاد و الظلم لتنقلب الصورة من حرب ضد الإرهاب الى إرهاب حقيقي.
واستطرد قائلا: اود التأكيد في هذا الجانب على ان احوال الضباط والجنود الامريكيين كانت على النقيض لأنهم كانوا اكثر من تأثر سلبيا نتيجة وجودهم بالمعتقل لبعدهم عن الملاهي والملذات التي لا يعرفون غيرها، وايضا لثبات الرجال لانهم كانوا يعذبونهم ليل نهار والبسمة لا تفارق وجوههم، فهناك ضابط شهير اطلق النار على نفسه وذكر في رسالة قبل انتحاره ،غوانتانامو سجن كبير للجنود ومعتقل ضيق للمعتقلين، كما كان لتماسك وصبر المعتقلين اثر كبير ايضا في اعتناق عدد من الجنود الدين الاسلامي.
من جريدة الشرق القطرية
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|