الأبناء و العنف
د. ناصر شافعي
ظاهرة العنف ليست ظاهرة جديدة على أي مجتمع .. و لكن ازدياد العنف و اللجوء إليه كوسيلة للتفاوض و حل المشاكل أصبحت ظاهرة خطيرة لدى أطفال و شباب هذا الجيل ..
لقد أصبح العنف هو السائدة في تعامل الأبناء مع الأشياء و مع الأشخاص .. و أصبحت رغبة التحطيم و الدمار مسيطرة على أفعال أبناء هذا العصر .
فيا ترى ما هي الأسباب الحقيقية التي أدت لزيادة و انتشار ظاهرة العنف لدى الأبناء ؟
و كيف يمكن لنا ( نحن الآباء ) أن نقضي على هذه الظاهرة و نعيد إلى الأبناء الهدوء و السكينة؟
أسباب انتشار ظاهرة العنف :
¨ لاشك أن سلوك الأب و الأم داخل المنزل و طريقة تعاملهما مع بعضهما و كثرة الصراخ و المشاجرات و المشاحنات تدفع الطفل نحو العنف .
¨ كذلك سلوك الآباء نحو الأبناء إذا تميز بالعنف و استخدام الضرب و الإهانة كوسائل للعقاب من شأنها أن تدفع بالطفل لإتباع سلوك عنيف و غير مهذب في تعامله مع الآخرين .
¨ مشاهدة الطفل لأحداث العنف في التليفزيون و السينما و في المجتمع الذي يعيش فيه لها تأثير شديد على إتباعه للسلوك العنيف و العدواني .. كذلك كثرة اللعب بألعاب العنف المنتشرة على أجهزة الكمبيوتر و الألعاب الإلكترونية لها تأثير سلبي شديد على سلوكيات الطفل .
¨ العنف في المدارس أصبح ظاهرة منتشرة .. و تقليد الأطفال لحركات العنف التي يشاهدونها في السينما و التليفزيون و الكمبيوتر ساعدت كثيراً على انتشار هذه الظاهرة .
كيف يمكن القضاء على ظاهرة انتشار العنف بين الأبناء ؟
¨ علينا منذ بداية حياة الطفل بإدخال الهدوء إلى نفسية الطفل بتعليمه القراءة و الاستمتاع بالموسيقى و المناظر الجميلة و الرسم و ضرورة التأمل و استخدام العقل و التفكير مثل استخدام الجسد و الأيدي .. ثم نحاول إدخال الهدوء و الراحة في نفسية الطفل بإعطائه الجرعات المناسبة من العطف و الحنان و منح الطفل الطمأنينة و الأمان .
¨ تفادي المؤثرات التي قد يتعرض لها الطفل و تؤدي به إلى العنف .. فيجب إبعاد الطفل على مشاهدة مناظر العنف و المشاجرات التي قد تحدث حوله أو في وسائل الإعلام أو وسائل التسلية المختلفة .
¨ إشباع حاجات الطفل و طاقاته الحركية و مشاركته في رياضات تساعده على الاستفادة من هذه الطاقات مثل المصارعة أو الكراتيه أو الجودو أو التايكوندوا و ذلك تحت إشراف مدرب رياضي متخصص .
¨ يجب أن يوضح الآباء للأبناء النتائج السلبية و السيئة للعنف مع شرح مبسط لأهمية تعود الطفل على التعامل بهدوء و سياسة و عدم اللجوء إلى استعمال العنف عند تعامله مع الأشياء أو الأشخاص .
¨ معاملة الأطفال بالرفق و الهدوء و البعد عن معاملتهم بالعنف و القسوة و الضرب .. لأن هناك قاعدة تقول " أن العنف يوّلد مزيداً من العنف "
تحياتي . د. ناصر شافعي