الحديث عن تسخير المرأة في الإعلام واستغلالها الاستغلال السيئ يثير الشجون ويستحق وقفة.
من يراقب الساحة يلاحظ ان المرأة تلعب دوراً كبيراً في الترويج الإعلامي ، أي انه يتم استخدامها لجذب اكبر عدد من المشاهدين ، ولزيادة الأرباح، اصبح الإعتماد بالدرجة الأولى على الشكل للترويج لعمل معين، كالأعلانات على صفحات المجلات، والملصقات الإعلانية والتلفزيونية،
اما في التمثيل، الرقص،و الغناء، لم تعد الموهبة هي الأساس او المَعبر لهذاالعالم الذي تحفه الكثير من علامات الاستفهام الى جانب الذوق العام الذي أصبح لا يفهم إلا لغة هز الوسط ولا يطرب إلا لمفردات ( الواوا والاهات الساخنة ...الخ) ولا ترتاح عينيه الا الى شراشف وغرف النوم في الكليبات الساقطة....شئ يثير الاشمئزازحقيقة.
والأن دخلت المذيعات السباق المحموم للاستعراض والتسابق من اجل اظهار مفاتنهن واصبحن يبالغن في مظهرهن بطريقة ملفتة للغاية ، واصبح المشاهد المغلوب على امره يتغاضى عن كم الأخطاء اللغوية التى يسمعها كرمال عيون المذيعة الجميلة.
لم تعد الموهبة هي المقياس فيالمجالات الفنية ، ولم تعد الثقافة واللباقة هي المقياس في المجال الإعلامي ، أهمالعوامل التي تؤهل لدخول هذا المجال هو الشكل الجميل
(cool look)
لي صديقةتعمل في إحدى الفضائيات في قسم التحضير ، لها قريبة خريجة كندا وتجيد ثلاث لغاتبطلاقة وخريجة إعلام من أرقى الجامعات الكندية ، عندما حاولت أن تقدم لها أوراقها ،سألها مسئول المقابلات دون النظر في مؤهلاتها (Is She Cool) أن المظهرهو المعيار الأول للتوظيف في هذه المجالات.
نتيجة لكل ما ذكرت اصبحت المرأة التى تعمل بالوسط الفني والإعلامي تمر بضغوط نفسية هائلة للحفاظ على مظهرها ،صحيح ان الله جميل يحب الجمال ، ولكن الجمال الطبيعي المقرون بجمال الروح والعقل ، وليس الجمال الذي مقوماته المساحيق التجميلية ،العدسات اللاصقة الملونة ، الصبغات بأنواعها ، السليكون وغيره من مواد الجراحات التجميلية التى لا تعد ولا تحصى ، وإذا لم تفعل اللازم من عمليات التجميل والترميم، يحٌكم عليها بالإبعاد من الوسط الإعلامي الذي يهتم بالمظهر اكثر من المضمون ، بعبارة اخرى اصبحن من يعملن في الفضائيات والوسط الإعلامي مثل عرايس المولد ، وعلى رأي المثل المصري " لبس البوصة تصبح عروسة"
انعكس هذا سلبياً على ربات البيوت ،اللاتي أصبحن يتهافتن على العمليات التجميلية المحفوفة بالمخاطر لمجردإرضاء زوجها المغرم بعيون فلانة وجسد فلانة وانف فلانة بعد أن أصبحت الإغراءات تصل لداخل بيوتنا ، فأصبحت المرأة في ميزان المقارنة وأصبح الرجل في حالة إحباط يراقب التلفاز وفي عينيه حسرة ويتطلع لزوجته المسكينة المغمورة بأعمال المنزل وطلبات الأولاد ولسان حاله يقول " جتنا نيلة في حظنا الهباب"
كلمة اخيرة:
للمرأة دور اكبر واهم بكثير من الاستعراض للعامة ، ويجب عليها أن تطور عقلها وفكرها بدلاً من تطوير مؤهلاتها الجسدية من شفط ونفخ وسليكون وغيره وعليها ايضاً ان تحترم نفسها وان لا تعطي الفرصة للأخرين لإستغلالها استغلال سئ ، وهنا اللوم يقع على المرأة التى تبحث عن الشهرة والأضواء والثراء.
اماالرجل فعليه ان يكون اكثر انصافاً وان يحاول استكشاف المرأة من الداخل وان يستغل قدراتها الفكرية بطريقة تفيد المجتمع وترقى به .
اشكرك استاذي أحمد القاسم على هذا الموضوع المهم.
تحياتي وكل الود،
سلوى حماد