كان ذلك في
:
الاحتفال الذي نظمته جمعية الائتلاف الجمعوي المحلي لمدينة تطوان والمنظمة الإفريقية لمحاربة داء السيدا / الإيدز؛
بدعم من الجماعة الحضرية بتطوان
وتضامنا مع ساكنة غزة وهو حفل خيري لأجل شعب غزة
بالمساهمة بشراء الأدوية
بمشاركة جوق الهلال التطواني والفنان عبد الهادي بلخياط والفنانةسلوى الشودري ومجموعة من الفنانين التشكيليين لمدينة تطوان وذلك بإعطائهم لوحات قصدبيعها ووهب مداخيلها لشراء الأدوية لأطفال غزة والثنائي جميل جمال ونور الدين فيلوحات كوميدية ساخرة،
وذلك يوم الجمعة 30 يناير 2009 بقاعةسينما إسبانيول
كان لهذا الحفل وقع خاص في قلوب الحضور، الذي عاش لحظات من الحماس والتأمل في الأوضاع الراهنة، من خلال مجموعة من الأغاني التي اختارت الفنانة سلوى الشودري كلماتها وألحانها بعناية فائقة ،
استهلتها بكلمة قالت فيها :
أهلا وسهلا بكم أيها الحضور الكريم ، في هذا التجمع الجميل من أجل قضايا قد جعلتنا نشعر أننا أصبحنا مهددين بالموت في كل لحظة، مع أن الله سبحانه وتعالى خلقنا كي نعيش ونحيا حياة كريمة نتمتع بالحرية وبالصحة، لكن ما نراه حاليا وفي عصرنا من الحروب والأمراض؛ ما يجعلنا غير قادرين على أن نفرح ، وحتى عندما نضحك تبدو ابتسامتنا باهتة وحزينة،
أيها الحضور الكريم:
خلال ما عشناه هذا الشهر من المآسي، ومناظر الأطفال وهم يذبحون في غزة، وما سيطر علينا من إحساس بالغضب، حاولنا أن نفجره أحيانا في المسيرات الشعبية، وبإرسال مساعدات كثيرة من أدوية، ولو كان بإمكاننا كنا ذهبنا بأنفسنا ،
وكانت أولى الأغاني قصيدة نزار قباني : (طريق واحد) وهي من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب والتي غنتها سيدة الطرب العربي أم كلثوم في حرب النكسة والتي مطلعها:
أصبح عندي الآن بندقية،
إلى فلسطين خذوني معكم ،
=
وقد أدتها بطريقة أذهلت الحاضرين،
ثم بعد ذلك انتقلت إلى أغنية تتعلق بمعاناة العراقيين قائلة :
ربما بأحداث غزة الأخيرة نكون قد تناسينا ما حصل ويحصل بأرض الرافدين ، بغداد الحضارة، لكننا لا يمكن أن نمحو من ذاكرتنا ما عاناه إخواننا العراقيين من ويلات الحصار والحرب، ولتكن هذه الأغنية وما تحمله
من ألم الغربة والحنين إلى الوطن المفقود؛ أقل مواساة يمكن أن نعبر بها لإخواننا العراقيين عن إحساسنا وتضامننا معهم،
الأغنية هي للدكتور علي عبد الله .. في مناجاته لبدر شاكر السياب/ شاعر العراق والمهجر بعنوان : (غريب على الخليج)
تقول:
جلس الغريب
يسرح البصر المحير في الخليج
ويهد أعمدة الضياء بما يصاعد من نشيد
صوت تفجر في قرارات نفسي الثكلى
كالمد يصعد كالسحابة
كالدموع إلى العيون
الريح تصرخ بي عراق
الموج يعول بي عراق
ليس سوى عراق
الشمس أجمل في بلادي من سواها
حتى الظلام هناك أجمل
فهو يحتضن العراق
يا بعد أبويا العراق
=
بعد ذلك أنشدت أغنية أعطني الناي... وتلتها بأغنية للشاعرة المصرية شريفة السيد والتي تعتبر من أهم الشاعرات العربيات
المبدعات القلائل التي تهتم بواقع أمتنا ، القصيدة بعنوان : "سيدة الحزن الجميل" وهي من ألحانها ( أي سلوى الشودري) وتوزيع الفنان مصطفى هارون :
تقول كلماتها:
أنا يا سيدي امرأة تعلمت ارتداء الصبر
بريق الضوء أعينها ملامحها قصيدة شعر
ترى الأيام عصفورا تبلل في مياه العمر
=
أنا امرأة يعذبني بكاء الطفل في شجن
ويأسرني الندى المذبوح لو مرت به مدني
طربت فخانني زمني وطيف الحب خادعني
=
حملت هموم أوطاني فما أشقى وما أصعب
يحار الناس في أمري فدربي شائك مجذب
فهل سيظل ذا قدري يؤرقني المدى الأرحب
=
وقبل أن تختم عرضها الذي كان أغنية زهرة المدائن ، قامت بتقديم أغنية
أهدتها إلى كل الأطفال الذين فقدوا الأهل، وتيتموا جراء الحروب والأمراض، وهي من ألحانها وتوزيع الفنان مصطفى هارون
بعنوان النائمة في الشارع وهي للشاعرة العراقية / نازك الملائكة التي تمثل أبرز الأوجه المعاصرة للشعر العربي الحديث الذي يكشف عن ثقافة عميقة الجذور بالتراث والوطن:
تقول:
في ليلة أمطار ورياح
والظلمة سقف مد لا يزاح
الشارع مهجور تعول فيه الريح
كان البرق يمر ويكشف جسم صبية
الإحدى عشرة ناطقة في خديها
في رقة هيكلها وبراءة عينيها
رقدت فوق رخام الأرصفة الثلجية
ضمت كفيها في جزع في إعياء
وتوسدت الأرض الرطبة دون غطاء
والحمى تلعب هيكلها ويد السهد
ظمأى للنوم ولكن لا نوما
وتظل الطفلة راعشة حتى الفجر
حتى يخبو الإعصار ولا أحد يدري
أيام طفولتها مرت في الأحزان
تشريد جوع أعوام من حرمان
ولمن تشكو؟
ونيام في الشارع
يبقون بلا مأوى
باسم المدنية
باسم الإحساس
فواخجل الإنسانية
=
وبعدها قدم الثنائي جميل جمال ونور الدين وصلة هزلية ساخرة ،
ثم جاء موعد الجمهور مع المطرب الكبير عبد الهادي بلخياط ، الذي أطرب الحضور بأغانيه الخالدة والرائعة، وهكذا انتهى الحفل بجو من الفرح والانسجام .
وقد قرر مجلس الجمعية الإداري المنظم للحفل أن يبعث بكل ما قام بجمعه من هذه الاحتفالية وسوف يقوم بالإعلان عنه بعد
أن يتم الانتهاء من كل الترتيبات .