[كنان سقيرق]

فوق قناديل المساء وتحت هدير الرصاص المسكوب ..أكتبُ لكِ رسالة حبرها ممزوج بالدماء الزكية ووجعها يتلاشى مع طلوع فجر الصباح ..مع هبوب نسيم الأمل..مع كل لحظات السعادة المتدقة بمناراة الشهادة والشهداء..هنا من أمام الدواة على مكتبي ومن داخل الغرفة المسكونة بالظلام ..تشرق الشمس بعد طول الليل وبعد ارتحال الغمام ..مع اشراقة أفق السكة المنسكب بها طريق حبنا أجد أن الإقبال على العالم الآخر هو أفضل ما يكون لينرسم في درب الأماني بعض الحكايات من خلالنا وفي وجع الذكريات حكايات اسردها للعالم بأسره نحن شعب يرفض الاستسلام يرفض الذل والهوان في عز لحظات الألم نبتسم ..أطفالنا مسلوبة أحلاهم ..أطفالنا في العلياء ضحكتهم وفي زمان الصمت تنزف دمعتهم ..تزداد كل يوم غربتهم ..تزاد كل يوم لوعتهم ..نستهم أو تناستهم أمتهم تركتهم وعلى جدار الصمت صلبتهم والصهيونية سلبتهم رغيف الخبز وللموت البطيء قدمتهم .....من غزة إلى غزة طاردتهم الوحشية ولاحقتهم أطفال غزة أمتهم وئدتهم...وأهل المقاومة لا الطائرات ولا الدبابات أرهبتهم ..لا الوحشية ولا النيران أخضعتهم ..لا المجازر ولا التصفية أضعفتهم ..زادتهم اصراراً وقوة من وحدتهم .. ولكن بعض الزعماء العرب تمنوا أن يفرحوا لهزيمتهم تمنوا أن يروا بأم أعينهم نعوتهم هذه المواقف المتخاذلة قد أورثتهم صبراً ونصراً قادماً يزيد من عزتهم ..
لا أعلم ياحببتي أأكتب رسالة لكِ أم رسالة لهذا العالم المشلول ..
كل يوم أمضي في طريق أمطر دمعي الإنسان هنا يمضي في رحلة لا تصفو.. عذابها شديد.. مركبنا لا يرسو على ألم دائماً تحملنا الأمواج المتلاطمة إلى عرض البحر حيث لا سكن ولا أهل لاشيء سوى مزيد من ماء مالح ..ترى إلى أي منفى وصل المركب بكِ ياحبيبتي؟! أين أجدكِ الآن في امتداد بحر من الوجع..اليوم كان لي لقاء مع ركام بيتكم.. كانت وقفة طويلة مع الحجارة هناك حدثتها عن شمعة تبكي في عتمة الإحتلال سألتها عن الدماء الطاهرة علنيّ أجد دمكِ مغموساً فيها ضممت الحجر إلى صدري أحسست بجرح زاده حرارة هو جرحي.. هذا الحجر هو ماتبقى لنا من هذه الدنيا إنه سلاحنا ولكن ماذنبا نحن إن كان الصهاينة يصنعون في كل يوم ملايين الحجارة ؟! ضممتُ الحجر بقوة أكبر شعرت به يكاد ينفجر كان أذان الفجر يعلن قدوم نهار جديد من الأسى يعلن قدوم الصباح الحزين مجدداً لا أعلم حتى لماذا الأيام تتكرر مانفع ذلك...اليوم سيصبح الأمس وغداً سيصبح اليوم الأيام تتكرر وكل ماحولنا لا يتغيير..الحيرة تأخذني بعيداً فأغرق بفجوات الجدران التي كان يعيش بداخها أطفال ونساء وشيوخ لا أعلم أين ذهبوا ربما استشهدوا أو رحلوا من الدمار إلى الدمار .. .ياحبيبتي نحن الفلسطنييون أهل الصمود منذ خلقنا خلقت المقاومة معنا ولكن نحن أيضاً نتأمل وننتظر بذوغ فجر التحرير ترى إلى أي مدى سوف نبقى ننتظر ؟؟تعلمت من رحلة الإنتظار أن العمر فواصل من أجزاء مكسورة أجمعها لألملم أوراقي وأجرب مطاردة طيفك في كل الردهات حتى أراكِ واقفة هناك حيث العيد عند بيارات البرتقال .. حيث العيد يرتسم على خديّ فلاح نشيط ..حيث يوجد مكان للعيد يوجد مكان للفرح ..ما أن أفتح عينيي حتى أرى أن العيد سراباً.. تجرف التربة و تهدم البيوت فوق رؤوس قاطنيها..في كل عائلة شهيد .. وكل هذا لا يقابله سوى الصمت فأين نجد العيد إلا من خلال أحلامنا ؟؟!حبيبتي استشعر أن دوري قد حان لمد جسر التحرير الذي نرسمه بدمائنا.اسمع هدير الطائرات المكثف ..لاداع لأن أكمل رسالتي فبعد ثوان ألقاكِ..

14\1\2009

[نصيرة تختوخ]

"لا أعلم حتى لماذا الأيام تتكرر مانفع ذلك...اليوم سيصبح الأمس وغداً سيصبح اليوم الأيام تتكرر وكل ماحولنا لا يتغيير."
هناك تغيير ياكنان ستتكرر الأيام حتى يكبر التغيير ليتفتت الذل و الخضوع كالحجر , أطفال غزة الذين كبروا قبل أوانهم يعطون درس التغيير الأول.
تحياتي لك و تشجيعاتي

[كنان سقيرق]

الأستاذة العزيزة نصيرة .. نعم إن كان كل ماحول غزة لا يتغير فأبناء غزة هم الذين يعلمون العالم معنى التغيير .. شاكر لمشاركتك ..مودتي وتقديري..