[نصيرة تختوخ]

أين هو موسم الفرح؟ قيل لي قبل أربعة فصول أنه آت ، أنه على الموعد، أنه يحب المفاجآت..وأنا أنتظر كمن انتظروا غودو دون جدوى...
الحقيقة أن غودو ذاك زارني متحديا ماكتب وماقيل وكل الرمزيات والإسقاطات.
قال لي أنه كان على علم بأحاديث فلاديمير و استراغون بآمالهم، بتطلعاتهم، بالمواعيد.. لكنه استسلم للتفكير في قضية الخضوع والمشيئة، الإلحاح لايهزم القدر والانتظار لايحضر من يأبى المجيء.
لم أكن أريد أن أستمع لغودو، لحكاية العقارب التي تدور ولا يتغير معها شكل الأوضاع، لحكاية القط الذي ظن أن السعادة مرتبطة بذيله و أنه إن أمسك ذيله سيجلب له ذلك السعادة فظل يدور و يدور كعقارب الساعة، يدور و يقفز بروتينية و دون جدوى، يدور و يدور حتى تناسى ضروريات حياته إلى أن مل و تعب و أنهك، إلى أن انتبه لتدهور حالته ونحافة جسده.
قال غودو:'اكتشف القط أنه إن مشى إلى الأمام فإن ذيله سيتبعه، أنه ملتصق به حتى وإن لم يمسكه.'
تمنيت أن يرحل غودو والقط وذيله وأن تتوقف عقارب الساعة عن الدوران ،تمنيت أن يسكن كل شيء و أن تحدث المفاجأة:أن يظهر الفرح!
بدا وكأن إرادتي ستكون لها قوة وقدرة، اختفى غودو , غابت دوامة الدوران وسقطت عيون القط من مخيلتي لكني لم أرى شجرة الفرح تزهر ولا تطرح كرزا .
مشيت للأمام ولازلت أمشي ،كرز الفرح إن كان خلفي فلن أستطيع أن أمسك به، ترى هل هذا ما كان يريد أن يقوله غودو؟ أم أن فرحي مثله هو حل في غير محله وآجاله؟
Nassira