رد: ظواهر مقلقة في ثقافتنا
المفكر والقاص نبيل عودة...........
...
بادي ذي بدأ.. أقول أن التغير الإجابي يتطلب لأن يكون للشخص المبدع والناقد المفكر بصورة ذهنية واضحة ‘ إذا ما أراد في المستقبل أن يسعى لتحقيق إبداعه الفكري الناقد ، وذلك شريطة أن يتوصل لنفسه... و الاستعداد بأن يحقق التنظيم الناشط بصورة فعالة نقدبة سليمة مُجددة ، لذا يجب أن يتوجه صوب أهداف ذات قيمة ، وذلك انطلاقا من بداية الإنسان والإيمان بفلسفة حياتيّة نقدية قيّمة... إلى فكرة إبداعية مُهيمنة ، فجميع فنون الأدب والنقد تؤصّلت إلى الحرص على الكمال والهدف للوصول للقمة ،إن تنمية الذات الفكربة والفلسفية والإبداعية يا سيدي تتضمن التغيير.... والخطر ..الخطر...هو الخوف و الانسحاب عن الكفاح والإبداع والتحيّزْ إلى النمط المتجاهل ، لكن التعامل الصحيج مع الفن والأدب والإبداع والنقد الثقافي الفكري الرّاقي يتطلب إحداث توازن مطلوب بحيث بتم اختيار الجماليات ..ورُقي وحُسْن الحوار.. وتَجسيد النمط المعرفي والمصطلحات ..التاريخية ..والسياسية ..والأدبية.. والفكرية ،بسلوكيات تُجسّد الموهبة الفكرية .. الذاتية..و العقلية .. المعرفية ..و الإرشادية .. تبتعد عن النمط المتجاهل.. حتى لا تظهر معاناة وسوء توافق واضطراب بين الأدب والفكر ..والنقد .. و التاريخ...فيؤدي إلى مجتمع غير منتظم ..وبين الفوضى الأدبية الفنية والإبداع ، لذا إن الإبداع يتضمن الخلق والتمو المستمر ، وذلك ليضفي معايير وخصائص جديدة مبتكرة لم تكن موجودة ...
*************
1-من المؤسف والمؤلم والمقلق يا سيدي ، هو حال المثقف السعودي وهو يعيش على الهامش.. مُحبط الحال للأدباء الذين أفنوا عمرهم وهم يكرّسون صحتهم وعقولهم ومالهم من أجل الوطن الذي لم يقدر تعب وجهد هذه الفئة الغالية.. من يشاهد حال الأدباء التعيس ومعاناتهم مع الفقر والتوسل لأجل الحقوق ..وذلك قد يؤدي جديّاً بالابتعاد عن الأدب الذي لن يمنحنا علاجاً بقدر ما يكسبنا بؤساً فتكون العقول اتقيادية من قبل سلطات عليا حكومية كمقال يُحذف ..ويُرفض لأنه ينطق بالحق ...كبحث صريح متجدد ...وهذا يا سيدي ( مقلق لثقافتنا) ، وأقول الحق أني تعرضت للحذف.. والرفض في الصحف . هنا تجد أن حرية الموهبة والإبداع تختفي وتختنق ، حتى وإن كان كاتب وباحث مبتدئ، ...والكثير من الصحفيين يعانون من رفض مقالاتهم الإنتاجيّة ،
وأنا لا أعمم حتى لا أظلم الصحافة ...والمواقع
أكدّ المفكر (إبراهيم البليهي) في إحدى ندواته .. "أننا لسنا متخلفين فقط، بل نتقهقر ونجر العالم إلى التخلف، فكلمة تخلف ليست كافية فهي لا تصور الواقع فهو أسوأ بكثير ولا تستطيع أي مفردة أو أي لغة أن تصور أوضاعنا كعرب. وهذا شيء لا يعم البعض ..
• ثم أشار البليهي إلى أن موارد البترول لدينا في الدول الخليجية، ما هي إلا موارد اقتصادية ريعية، بعيدة عن الاقتصاد الإنتاجي، فكيف يصنف البعض نفسه ضمن الدول المتقدمة!
• وأخيرا أوضح البليهي / ان غالبية رجال الدين للأسف يريدون ان يكبلونا مستخدمين الدين أداة، للترهيب والتخويف، مؤكداً أن الله لم يخلقنا للتعاسة بل لنحيا سعداء لنكون مع الحياة وليس ضده
ربما هو يبالغ لكن فيه شيء من الحق
أضيف إلى القلق في الثقافة والخطر .................
2- إن غياب النقد الجاد, قد يؤدي الى مجانية التعبير, وهلامية الاسلوب فالناقد رقيب مثقف, معني بدراسة ادوات الكاتب, لغة.. واسلوبا ..من اجل بعث حياة جديدة فيها تعمل الى جانب ابداع الكاتب الى تحسين مستوى العمل المنقود.. وتحسين مستواه.. وهذه العناية بالعمل الادبي من قبل الناقد المبدع المفكر والمنتج تُسهم في اضاءة النص, وتنقيته, وتحقيق جماليات اضافية الى ما في النص الادبي من قيم فنية وموضوعية اصلا.. باعتبارها الاساس, والاصل الماثل بين يدي الناقد.والأديب
4-جدير بالذكر أن أول إنتاجٍ ثقافي يجب أن يجادل به نقد ثقافي ... أما مسألة دور الناقد داخل النقد الفكري والإبداعي .. فقد كان ولا يزال محل نقاشٍ في النقد الثقافي بكل تَفُرّعاته الفنيّة..و الجمالية.. والفلسفبة ، كواحدة من المقدمات المنطقية ..وذلك أن الناقد يستطيع ( تغيير الثقافة عن طريق الدراسة).
ويؤمن (ماثيو رنولد) بأن الثقافة منفصلة عن الحياة اليومية، ويصوّر «النزاهة« أو الانفصال عن الاهتمامات التطبيقية على أنها الكنز الحقيقي للناقد.
5-( على المبدع المثقف ان ينشغل ويقلق و يستمتع بما يكتب من نقد حول عمله هذا او ذاك كما هو عند القارئ )
, بغض النظر عن طبيعة ذلك النقد.. ، فالنقد هو الاداة الاساسية لتطوير الذات و حرفية المبدع بل يشكل له دعوة للمضي قدما في سبيل مواصلة التجربة الابداعية
6- أضيف أن هنالك مبدعين روائيين في السعودية قد تناولوا قضية السياسة الظالمة ومنهم (محمد الشمراني) وهذا شيء يبشر للخير بإبداع وموهبة ونقد موضوعي سياسي اجتماعي وإبداع حدبد يضيف للسعوديون خاصة والعرب عامة ..عمل مغاير ...
فقد صدرت للروائي السعودي (محمد الشمراني) روايتين يتوقع أن تثيرا كثيراً من الجدل كونهما تمسان جوانب مهمة جداً في الساحة الثقافية السعودية وتدخلان في إطار استخدام الرواية في المعارك الفكرية التي تخوضها التيارات الثقافية المتنوعة. وستكون الروايتان متوافرتين في معرض البحرين للكتاب الأسبوع القادم، وكذلك في بقية معارض الكتاب الأخرى في جناح الشبكة العربية للأبحاث والنشر.
وتحكي رواية "أميرة 2" التي فازت بمسابقة مجلة البيان الشهيرة عام 2007، قصة فتاة عراقية مقاومة للاحتلال الأمريكي، وأدت ظروف تتعلق بالنشر إلى تأخر طبعها لثلاث سنوات. ويقول الشمراني عن ذلك: "تأخر صدور الرواية ثلاث سنوات
بسبب حجج لم يكن لي إزاءها حول ولا قوة". (
7- ولكن عادة ما ينزعج الكتاب مما يكتب عن نصوصهم, بل انهم يوجهون الاتهامات الى النقاد ،ويَعدّونهم متطفلين عليها, (مع ان تاريخ الكتابة والنقد منذ بدأ البشر يُدوّنون افكارهم وأحاسيسهم,شفويا.. ثم تطور النقد الشفوي جنبا الى جنب مع النقد المكتوب لهذه الكتابات الثقافية النقدية الإنتاجية المبدعة , وعادتاً ما يفتح النقد افاقاً جديدة غير منظورة في تطور الاشكال والانواع الادبية ومن هنا فان النقد يبدو ضرورياً لا غنى عنه بالنسبة للكتابة الابداعية ولا اقول بالنسبة للكتاب المبدعين فقط , بل المطلوب من كذلك النقد الإنتاجي ان يؤثر في المناخ العام وان يحدث تأثيرا في الذائقة الفنية والادبية.المثقفة والإبداعية الجمالية...
إن الثقافة هي قوة روحية توازي الدين، ولكنها تتفوق على الدين في أنها تضع في اعتبارها "جميع التجارب البشرية...في الفن، والعلم، والشعر، والفلسفة، والتاريخ، إلى جانب الدين" .
8- على المبدع ان يتقبل النقد, وان ينظر اليه كما ينظرُ الى عمله المنقود نصا كان, ام عملا فنيا.. وان يتعامل معه بجدّية واحترام, ويُفيد منه في تطوير اعماله الابداعية.. وينظر اليه على انه محاولة اخرى للدخول الى العمل وقراءته من اجل تطويره.. وان يأخذ منه ما يعتقد انه المفيد, ويترك ما يراه هامشيا لا قيمة له. فليس كل نقد ذا قيمة, وليس كله من دون قيمة. المهم ان يكون الناثمة مبررات لحضور الناقد كما النقد، وحضور مثاقفة نقدية لا تتكئ على المنجز النقدي الغربي، بل تهضمه وتنهل من شرطه الفلسفي والتاريخي، ما يعمق أبعادها الحياتية، فيحضر القارئ فاعلاً فيما يختص نسيجه الاجتماعي والوجودي، منتجاً للنص، ومنزاحاً من وجوده الهامشي إلى مساحة أكثر رحابة، والنقد في وجوهه الجوهرية هو حفاوة بنصوص الإبداع واستبارها واستشراف علاماتها ليتجاوز قلق صيرورته هو، لأن في البحث عن قارئ محتمل، فإن النقد سيتخفف من وظيفته المعرفية، فضلاً عن فتنته بالتجريد. وربما يبقى ذريعة لتبرير مواقف أيديولوجية وسواها.
9- ويتساءل مبدعون، من أمثال الشاعر والناقد( محمد علي شمس الدين) في (مباشرة النص العاري) (هل بالإمكان مثلاً إطلاق دعوة إلى إلغاء النقد؟ بمعنى أن يطلب إزالة أي حائل أو حاجز تنظيري أو تفسيري، يقف بين النص الفني والمتلقي، فيترك هذا النص، سواء كان قصيدة أو قصة أو رواية يترك عارياً كالمخلوق في بداية خلقه، قد مؤهلا لهذا العمل الدقيق الشاق, وان يكون مسلحا بالذوق الرفيع, والرؤية الواعظة, والاحساس المرهف, بكثير من التجرد والموضوعية لكي يتمكن من تقديم خبرته الفنية الى خبرة الفنان صاحب النص. وهذا
الأمر يتوقف على هدف النقد, وماهيته, واحاطته بحركة النقد القديم والحديث ومواكبته.
10- تبدو ثنائية (العقل والجنون) كاستعارة إضافية للنقد والإبداع، ما يعني أن النقد كآخر سيظل يغريه التماس والانخطاف لما يكتمل به، لتتخلق لحظة إبداعية فارقة، يتماهى فيها الجنون الخلاّق بالعقل الرائي....بل أبضا نحن نقع في ثنائية التضاد والمتناقضات
فلو تساءلنا: أين الدراسات التي رصدت التجربة بكل تفاصيلها: المالية، والإدارية، والقتالية؟ وأين التقويم لهذه التجربة؟ وما نتائجها على الأمّة؟ وأين النجاح وأين كان الفشل؟ أين الكتابات التي رصدت كل ذلك؟ لا تجد أي كتابات ذات قيمة بمنظار إسلامي، وإنما تجد بعض الكتابات المحدودة التي تتناول أجزاء متفرّقة من هذه التجربة. مع أنه يفترض أن نجد عشرات المؤلّفات التي تتناول التجربة بكل تفصيلاتها لأنها كانت منعطفاً في حياة الأمّة،
فالمحور الانطباعي النقدي الصادق
والمحور الفكري الثقافي المبدع
يتشكلان بالقوة والحيوية وبشكل تصاعدي في العملية الذهنية وهذا تطور ياتي بالصياغة الفنية في رسم المدركات وفق قدرة وحيوية يسميها هيوم ( الانطباعات الحسية - والعاطفية ) وداخل تجسيد مكاني وزماني ( للانفعالات) آثارها عليها. أي ينبغي للضرورة الحتمية في ان العقل لا يستطيع ان يشكل فكرة، الا ان الافكار تتولد عبر الانطباعات والاطباع هو الذي يقوم بانشاء الفكرة الضرورية
وأخيراً : لقد قرأت لك ياسيدي مقال قد يربط بين ما ذكرته في "ظواهر مقلقة مما جعلني أقترب للحقيقة
وبين ماتقول في مقالك:
هل يتحول المجتمع العربي الى مجتمع لا ثقافي ؟
عندما ذكرت فيه أن :" الثقافة العربية داخل اسرائيل هناك عوامل عمقت الواقع الادبي المأزوم, وهذا انعاكس للأزمة الاجتماعية والفكرية الخانقة التي يواجهها مجتمعنا العربي داخل اسرائيل , والتي تتميز بغياب الثقافة الكامل عن الاجندة المطروحة على ساحة العمل السياسي والفكري .. بمعنى الفصل بين الثقافي السياسي , بين الثقافي والفكر التاريخي , بين الثقافي والفكر الديني , لدرجة اننا اصبحنا مجتمعاً لا ثقافياً , لا يقرأ , لا يناقش , لا يشترك بالندوات الثقافية . لايفكر ... يتلقى كل ما هو جاهز ... ويتعامل مع الثقافة كتعبئة فراغات في الصحافة ...... بقلم نبيل عودة) "
وهذا يقسر ما قلته في مقالك ظواهر مقلفة ....ا"
يا سيدي.. لا أعلم لما أشعر أن مقالاتك ممتدة بجسر فكري يصل كل موضوع بالآخر ، وهذا يعني أنك غير مشتّتْ وتحاول بذهنك أن تصل للمتلقي المثقف القارئ..............
وكثيراً ما ألحظ أن مقالاتك تتطرّق للثقافة كما هو هنا............. ،
إن موضوع الثقافة ..والتناقضات البشرية الثنائية المترادفة .. موضوع يشغل فكري وأحاول أن أبحث عنه
بينما هنا أجد نفسي أني في ينبوع من (ينابيع نييل عودة )..في الفكر والثقافة ...ولا أقول إلا اللهـــــــــــــم زدنـــــــي ثقافــــــــــــة ........
*************************
أعتذر عن الإسهاب وأتمنى أن أكون قد أصبت وأضفت القليل ،يا سيدي إني أحاول أن أرتقي بفني الأدبي لكل المجالات حتى لا يتجمد قلمي ...وإني أحاول أن أحمل الكتب ..والمصطلحات.. الغائبة ليكون( النقد الغائب حاضر بأسلوب جديد يكشف عن ماهية الإنسان وثقافته وموهبته الفنيّة..والفلسفية ..والتاربخية ..والإنتاجية ..المبدعة )، أي أحاول أن أدمج بين الحاضر والغائب وهذا شيء صعب يتطلب مجهود ثقافي دقيق مركز........... والذي أتمنى الوصول إليه
وهذا ليس بشيء بعيد ، (فأنا بطبعي متفائلة) ...لذا قلمي يحرث في آبار الأدب ..ويشرب من ينبوع الحروف والكلمات والأبجديات والأدباء......
أول ما فرأت لك " حازم يعود هذا المساء" وقد أعجبتني هنا وفي رابطة أدباء الشام
لك مني أجمل الأمنيات ..والطموحات والأمسيات ...
ولي المزيد من فكر ومعلومات ..................نبيل عودة
أعتـــذر علــــى الإســـــــــــهـــــــــــــــاب .....
تحيتي وتقديري لأدبك الراقي
خـــــولة الراشــــــــد..
|