الكلمة وعشق الحياة ..
[align=justify]
ليس جديدا أو مفاجئا أن يطرق السؤال الذهن والرأس وصيرورة الحياة : لماذا نكتب؟؟.. ولمن نكتب ؟؟.. وما معنى أن نكتب ؟؟.. وربما من البديهيات التعميم قولا عن الفن والثقافة والجدوى من كل ذلك ؟؟.. خاصة حين نرى سواد الصورة في التعامل مع الفن والإبداع في زمن تضيع فيه ملامح كلّ شيء ، وتختفي من حولنا جماليات كل شيء .. والقول يستتبع القول : هل يفيد أن نزرع الكلمة أو الفنّ في أرض بور ؟؟..
الإجابات أيضا متعددة بتعدد الآراء والأفكار والنظر إلى جدوى كل شيء .. لكن باعتقادي أنّ الجواب يفترض أن ينطلق من نقطة مغايرة تماما تقول : نحن نكتب لأننا نحبّ ونعشق الكتابة وباعتقادي هذا كافٍ بالنسبة لمن يحمل القلم لأنه بالتأكيد لا يكتب ولا يتحرك في دائرة مفرغة .. بل هو يكتب لأنه يعشق هذا الحرف .. والأمر ذاته بالنسبة لأي فنان أو مبدع .. أي على مفردة الحب أو العشق أن تقف لتربط بين السؤال والجواب.. لكن هل يعني هذا أننا نضع جوابا ؟؟.. ببساطة أقول ..لا.. بل نحن وضعنا الصورة أو التصوّر الذي نجد معه مبرر الكتابة وغيرها .. فالفكرة الأولى هي عشق الحياة من خلال عشق الحرف والفن عموما..والحب هنا لا يجزأ ولا ينقسم ولا يجوز أن ننظر إليه في حالة تجزيء ..
أما الجواب شديد البساطة ، فهو أنّ الحياة بحاجة إلى الفن ، إلى الإبداع ، إلى العطاء ، إلى كل ما يتعلق بالثقافة والعمل على بناء شيء يمتع الآخرين .. ومن يظنّ أننا نبالغ ما عليه إلا أن يفكر بمسيرة الحياة بعيدا عن الإبداع والفن والعطاء الجميل !!..
نحن نمشي ولا نفكر بخطواتنا .. نتحدث ولا نفكر بآلية الحديث .. نبني ولا نفكر بآلية البناء .. ننظر إلى الأشياء جاهزة ونريد أن نمنطق ما هو جاهز .. لكن لنعد بخطواتنا إلى الوراء ونفكر بكل هذه الأشياء قبل وجودها..من خلال التفكير بهذا الوجود الذي كان عدما أو في حالة عدم ، نتعلم كيف ننظر إلى قيمته .. يكفي أن نسأل بدل سؤالنا عن جدوى الكتابة أو الإبداع أو الفن والثقافة وما إلى ذلك .. عن معنى الحياة والعيش والوجود دون الكلمة والإبداع والموسيقى وزقزقة العصافير ؟؟.. لنتصور شكل الوجود دون حضور هذه الأشياء في حياتنا برمتها؟؟..
نحن نفكر بقيمة الكهرباء عندما تعمّ الظلمة فجأة ويتوقف كل شيء يعتمد على الكهرباء. أما بوجود الكهرباء فنحن نعيش نعمتها دون أن نشعر بها حقيقة لأنها موجودة وكل شيء يسير بانتظام من خلال وجودها .. كذلك الإبداع والفن والكلمة وكل ما له علاقة بذلك. نحن نعيش ونحيا الشعور بجمالية هذه الأشياء أو نتائجها دون التفكير بقيمتها أساسا .. وإن تخيلنا مجرد تخيل انتفاء وجود الكلمة والإبداع والفن ، لذهلنا من التفكير بنتائج غياب أو فقدان هذه الأشياء من حياتنا ووجودنا ..
كثيرة هي الأشياء التي نقف أمامها حائرين متسائلين واضعين أسئلة الجدوى والفائدة وما إلى ذلك ، متناسين أننا نفكر بالنتائج وبالموجود الذي نتمتع بوجوده ، ولو كنا منطقيين لفكرنا بالأساس والبداية ، لأن هذا يعطينا أجوبة مقنعة عن كل شيء .. التفكير بالموجود غير التفكير بعدم الوجود .. وحين نريد أن نعرف معنى الكلمة والفن في حياتنا لنبدأ بالسؤال : ماذا كان سيحدث لو لم يكن الإبداع موجودا ؟؟.. لو كانت الكلمة غير موجودة ؟؟..
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|