تفاحة القلب
[align=justify]
حبها صارخ .. أقلتها لك من قبل ؟؟.. حبها يشرش حتى في الضلوع أحكيت لك عن ذلك ؟؟.. وراء كل سؤال كان ينظر في عينيّ ويقول : لا لم تقل .. ثم يشرد في البعيد .. كان مسكونا بشيء من الأسئلة وفضاء الأغنيات الغاضبة.. قلت : أنت تدري أن الحب هو الشيء الوحيد الممكن في حالتنا يا صديقي .. قال : والكره ؟؟!!.. قلت : ربما .. لكنني أتحدث الآن عن الحب لا عن الكره.. خذ مثلا علاقتي بفلسطين وعلاقتك وعلاقة كل واحد من أهلنا، وعلاقة العرب كل العرب ، إنها علاقة حب بامتياز.. فلسطين يا صديقي تفاحة القلب ونرجس العمر وقصيدة الشوق داخلنا .. خذ أي شيء فينا ، في حياتنا ، في أيامنا.. هل تستطيع أن تفصله عن فلسطين ؟؟.. هل تستطيع ؟؟..
ضحك وهو يقول : لماذا تسألني كثيرا اليوم ماذا تريد بالتحديد أو إلى أي شيء تريد الوصول ؟؟.. قلت : لا شيء على التعيين فقط لأنك تطيل الحديث عن الكره والحقد والعداء والسواد داخل قلبك .. قال : الآن عليّ أنا أن أسألك أتريد مني أن أحب عدوي ؟؟.. قلت : لستُ مجنونا إلى هذا الحد .. قال : أتريد أن اعشق من اغتصب عمري ووطني ؟؟.. قلت: طبعا لا .. قال : هل عليّ أن أمد يدي لمن شرد شعبي ودمر بيتي وقتل أهلي ؟؟.. قلت : مالك .. طبعا هذا غير معقول أو منطقي .. قال : كرهي وحقدي على هؤلاء .. لا يمكن أن أفكر بالحب وهؤلاء يحتلون وطني ويسيطرون على كل حبة تراب من ارضي .. لذلك اكره وتطول كراهيتي وتمتد حتى تصير بكل هذا السواد كما تقول .. أفكر بأيامي التي مضت فلا أجد يوما سعيدا وعندما ابحث عن السبب لا أجد غير هذا العدو الغاصب .. لقد اخذ كل شيء وسيطر على كل شيء ومسخ كل شيء .. مثل هذا العدو الغاصب لا يترك لك وقنا كي تحب .. هو صادر الحب .. صادر حياتنا الطبيعية ، صادر وجودنا .. طفولة أطفالنا صادرها .. قل لي ماذا أبقى لنا كي نفكر بالحب بشكله المطلق .. أطبق على أنفاسنا .. جعلنا غرباء في كل مكان من الأرض .. أخذ حقنا وراح يصدر للعالم كله انه سيعطينا جزءا من هذا الحق ، سيتصدق علينا بقطعة من وطننا ومقابل ذلك علينا أن نتنازل عن كل شيء .. عن الكراهية .. عن دفتر العذابات .. عن سنوات التشرد .. عن الدموع التي ذرفت من عيوننا على مدى سنوات بطول التاريخ.. كيف يحدث ذلك وبأي ميزان.؟؟.. هل نحن أنبياء؟؟.. حتى لو كنا فلماذا كل هذا التنازل عن الحقوق ؟؟.. فكر لحظة واحدة بأمك بأبيك بعمك بخالتك ، بمن شئت من أبناء شعبك ، فكر كيف كانت عيشتهم في فلسطين وكيف صارت بعد أن شردوا .. انظر في ملامح الوجوه دققْ .. سترى في كل وجه مأساة وألف مأساة .. هذه الملامح تقول لك بصريح العبارة إن عدونا كريه ومثير للاشمئزاز .. فكيف أحب واعرف الحب وهو موجود في ارضي .. يا صديقي سأترك لك ولغيرك الحب وصدقني لن أعرف غير الكره والحقد على مغتصب وسارق حقوقي وقاتل شعبي..
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|