[طلعت سقيرق]

[align=justify]
يا أهلنا وحبنا وصورة عمرنا الموزّع بين سنوات التشرّد والألم والاحتلال والعذابات الصغيرة والكبيرة ، كفاكم تناحرا وتباعدا في هذا الزمن الصعب المخيف !!.. غير مبرَّر ولا مقبول وجود الخلاف بين القلب والقلب والعين والعين، وغير منطقي إطلاقا استمرار وتواصل الخلاف بأي شكل من الأشكال .. كل ما وقع ، رغم آلامه وجراحه ونزيفه ، قد وقع ولن نعيد الزمن إلى الوراء ، كي نتلافى ما كان ..!!.. لكن من الأجدى أن نتذكر ونعي أنّ الذي حصل ووقع إنما كان في البيت الواحد ، وبين الأخ وأخيه، وعندما نصرّ – من الجانبين – على استمرار الحال ، فإننا نزيد التعب والعنت والعذاب على أهلنا وشعبنا في فلسطين والمنافي .. وما اختار هذا الشعب رئيسا أو حكومة أو غيرهما من أجل إطالة العذاب وزرع الشقاق والفرقة والتنابذ .. بل اختار عن وعي وحكمة ، ليكون الحاكم للشعب وليس عليه بأي شكل من الأشكال ..
لسنا في باب الفرقة والتفريق كي نقول الحقّ مع هذا الجانب أو ذاك ..موضوعنا غير ذلك..ولسنا مع جانب على حساب الآخر كي نلقي اللوم والعتب وما شابه .. لأن الجانبين منا ولنا .. كما أنّ الجانبين أهلنا وسندنا دون فارق أو تفريق .. هؤلاء قدموا الكثير ، وهؤلاء أيضا .. هؤلاء أعطوا الكثير من الدم والشهادة ، وهؤلاء أيضا .. أما من المخطئ، فتعالوا نتجاوز البحث عن ذلك ، إلى شيء أهم نكون فيه جبهة واحدة كما كنا ، وهو المفروض والطبيعي .. بينما حالنا الآن هي الشواذ الذي يدعونا إلى نسيانه والمضي بعيدا عنه قدر المستطاع .. هذا الشواذ والمغاير السيئ والمرعب إن استمر ومضى دون تراجع ..!!.. كل يوم يمضي على هذا الحال هو خسارة فلسطينيا ، وكسب وربح وراحة بال لسيئة الذكر " إسرائيل " .. فمتى كنا مع عدونا ضد أنفسنا حتى نطيل هذا التناحر القاسي في كل الأحوال ؟؟.. !!..
يا أهلنا وعزنا وجبهتنا العالية ، والتي ستبقى عالية ، تعالوا إلى الوطن ومصلحة الوطن وشعبه لتلتقوا .. وما ظني أنّ منكم من يمكن ان يكون ضدّ الوطن أو ضدّ مصلحة شعبه !!.. كلكم كان وما زال مع الوطن وشعبه .. فلماذا نقف في صف واحد وخندق واحد وجبهة واحدة ثم نكون ضدّ بعضنا وكيف؟؟.. غير منطقي ولا مقبول أن يكون الواحد منا مع نفسه وضدها في الوقت ذاته !!..
أخطانا .. نعم .. كلنا في وقت ما أخطأنا .. قدمنا وضحينا وبذلنا الغالي والرخيص؟؟.. أجل كلنا دون استثناء كنا كذلك .. فهل حدث ما يغير الاتجاه كله ، والمسار كله ، وسكّتنا واحدة ؟؟..
لا أظن أن هناك من يبدّل ويغير لأن هذا يعني ببساطة شديدة الميل نحو الجانب النقيض وهو الاحتلال .. ولعمري ما كان لفلسطينيّ مسكون بعروبته ، ان يميل نحو الاحتلال ضدّ شعبه وعروبته .. فكل الأيدي على درب واحد .. وكل القلوب بنبض واحد .. وكل الأرواح مسكونة بحب واحد هو الوطن .. يا أهلنا لا تطيلوا الفرقة والتفرق ، حتى لا تطيلوا آلام شعبكم وعذاباته .. !!..

[/align]