ملعون أبوإسرائيل ــ ملعون أبو السياسة
]معشر الأحبة الكرام: ... ماهي حدود الجهر بالحق ؟ وإإلى أي مدى يمكن أن يصل المرء في الكتابة المسؤولة , ؟ وكيف لمن ينخرط في منتدى ما ويتحمل شرف الإنتساب إليه أن يكون صادقا مع نفسه ومع قضيته ــ هذا لمن كانت له قضية أصلا ــ .
معذرة معشر الأحبة ,,, هي مساحة للبوح . أليس كذلك ؟ وهذا بوحي ممزوج ألما , ومضمخ لوعة . ولأن شكل المنتدى أصبح رائعا وأخاذا , فربما حان الوقت لمناقشة جوهر المنتدى .
الجميع يعلن عن حبه للمنتدى , لكن لكل واحد تصوره الخاص لهذا الحب ... هناك من يتصور المنتدى مساحة للدردشة , وهناك من يتصوره نافذة عالية يطل منها على الناس في أبهى زينة . هناك من يحسبه مجرد استراحة لارتشاف قهوته , وهناك من يعتبره حلية يتباهى بها أمام الآخرين . هناك من ينتحر لأجله كل يوم مائة مرة , ويوقد من قلمه وأفكاره شموعا للنور وللأدب , وهناك من يخونه عند أول انعطافة بعد أن كان يتغزل فيه , ويعتكف في محرابه . وهناك كوكبة الصامتين الذين يبغونها سهلة لا غبش فيها , وحين تحدثهم بخطر داهم , أو بشر قادم , يصمون آذانهم ويتمنون لو أنك تصمت إلى الأبد .ينزعجون لحضورك ويرتاحون لغيابك , ويولون من مقالتك الأدبار , لا لشيئ إلا لأنك ملحاح تصر على أن تقرع أجراس الحقيقة المرة فوق رؤوسهم .وهم يرفضون الحقيقة . يرفضون أن يعترفوا أننا فقدنا كل شيء...
لقد سرق الصهاينة الأنجاس التاريخ والجغرافيا , وسرقوا الماضي و الحاضر . سرقوا الحضارة والتراث والماء والهواء , والطبخ واللباس . إغتصبوا الأرض واغتصبوا البسمة على الشفاه والفرحة في الأعين .
لم يبق لنا من التاريخ سوى ومضاته , ولم يبق لنا من الشعر سوى مرثياته , ولم يبق لنا من الوطن سوى خريطة معلقة على الحيطان , ومجسم ذهبي لقبة كانت تسمى بيت المقدس . عماذا أكتب إذن ؟؟؟ .
بل ولماذا أكتب أصلا وأتعب قلبي , وهذه إسرائيل تطل علي ساخرة من المحبرة كلما هممت بالكتابة , وتسيل مع المداد سيلان الوباء في الجسم المعلول ؟ ... كيف السبيل إلى أن أعشق فتاتي , وأرتب لها أبيات القصيدة , وقلمي مغموس في مداد الوجع . ؟ كيف السبيل إلى أن أجلب لمن أحبهم باقات ياسمين , وكل الحقول العربية ذابلة ورودها , ومسقية بعكر الأضغان والأحقاد .؟
ليت هذا الطنين في رأسي يهدأ ساعة , فأقلع عن الكتابة وأتوب عن قرع الأجراس , .. ملعون أبو إسرائيل , ملعون أبو السياسة , غدا سأجرب أن أكتب في المطبخ , ما رأيكم في طبق تبولة ؟؟؟... .
للحديث بقية ...
حسن الحاجبي
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|