هذه السطور تصف حالة من يعاظل في الكلام, ويكثير من اللغو وهو يظنه
نصيحة, كمن يقول: الأرض كروية, ثم كروية الأرض, ثم أرض كروية
وهكذا....
أيشتمني القصيرُ وليسَ يدري
بأنَّ الشتمَ من شيمِ القصير ِ
وأنَّ القذفَ منقصــةّ ُّ وعيبُّ
ولا يُثني السحابَ عن المرور ِ
أقول لجيدر ٍ يزري بشعري
بأنَّ الشعرَ فاضَ على البحور ِ
وأنَّ فطاحلَ الشــعراءِ كانت
لها قبل الخليل ِ صدى الأثير ِ
وما عابَ القصيدَ سـوى معان ٍ
يجن لســـخفها عقلُ البعير ِ
أقولُ الشـــعرَ إن أوتيتُ عفواً
فأطلقُ صـرخة َ الحرفِ الأسير ِ
ولا أهــــتمُّ إلا بالمعاني
ووقع النغم ِ في اللحن ِ المُثير ِ
ســمعتُ النقدَ في سعةٍ وصبر ٍ
وقدمـتُ الجوابَ على الأمور ِ
ولكني رأيتُ النـــــقدَ عِنداً
وتشــويشاً على هدفِ السطور ِ
وحُبَّاً في الظهور ِ وفرضَ رأيِّ
وقانا اللهُ من حُبِّ الظــهور ِ
أتقنــــعني بأن البدرَ أنثى
وأن الشمـسَ من صنفِ الذكور ِ
فدع عنك الجــــدالَ فإن مثلي
يضــيق بمنطق الجدل ِ العسير ِ
وإني غير ملتفــــتٍ لباغ ٍ
غريبِ الطـبعِ مُرتبكِ الشعور ِ
يؤرِّقهُ شـــعورُ النقصِ حتى
يُفرِّغ سُـــمَّ خافيةِ الصدور ِ
وما كنتُ المغــفَّلَ في زماني
لكي أختالَ في ثوبِ الغُرور ِ
ولكني بفضــــلِ اللهِ حُرُّ
تقيُّ النفـسِ مُرتاحُّ الضمير ِ
فدع عنك التملقَ ليـس يجدي
ولن "تجـزيك" أثوابَ الحَرير ِ
فأنتَ كقطـــرةٍ في لَجِّ بَحر ٍ
عظــيمِ الموجِ مُرتَفِعِ الزئيرِ
أتنـــسخُ كي يقولَ الناسُ فذاً
وتهذرُ هذرَ فاقدةِ العشـــير ِ
وتزعجنا بهذيانٍ وســـخفٍ
فهل وثَّقتَ أســـفارَ الحمير ِ
وخيرُ القولِ لو يغنيكَ حرفُّ
أتفهم أم أعيدُ على القصير ِ!