[مختار سعيدي]

خاطرة
مواجعات الصمت والسكوت
هنا وقفت ، في هذا المكان ،أسمع ذلك الصدى..توقف كل شيء في ذاتي ، أنظر ، أتبصر ، شيء ما يغازلني من بعيد.. انه الطيف المؤرق يساعده الامتداد الذي يسكنني ..أيها العراء الممتد ، رفقا بتلك الأشداب التي خلفها الاستلاب ، والضجر ، والفراغ الرهيب ..وأنين الوجدان ..و آلام الجراح المثخنة ..و..و.. هي ذي شجرة السرو في ذاتي انحنت مكرهة ، تقاوم قساوة المكان ، وتقلبات الزمان ، ورحيل الخلان ،وهجر الأوطان ...تقاوم الصمت ..تقاوم السكون.. تقاوم السكوت.. تنفجر العبرات دون شهقات ، تسقي الشحوب وتنتظر ..مسكينة ساذجة تلك الدموع ، على ايقاع ترادف الزفرات..ترحل النفس كاليرقاء تبحث عن سرب ، تجوب تلك الفضاءات الموحشة ، حيث الأطلال ومدائن الخراب التي خلفوها..لا..لا ..لاشيء لترميم الذكريات التي ظلت تراودني ، الا عبثية ذلك الطيف ، وغقغقات الغراب فوق تلك الأشداب ، تصنع بمعزوفتها وهن الأمل على قارعة الوصل الذي دمرته عاصفة الزمن القلقال..
أدركني برد صقيعها ،فتذثرت بمعطفي وانصرفت ضائع الخطى ، الى حيث يقودني الصدى ، بطواعية ورقة خريف لريح عليلة ،تدفعها نحو الفناء ..لعلي أجد في هذه الوجهة الرفق الذي يحتفظ بما يراه غيري تافها ، للذكرى أو للعبرة ، أو يصنع بهذا الهوان رمزا للضعف الذي يختفي وراء تداعيات النفس في عمق كل انسان..
هكذا ، كنت أمشى...و أمشي..و أمشي..حتى اختفيت ، واختفى أثري ..و تحول الطيف الى صدى تم الى سافياء تحمل ذلك الغبار الذي ما هو في الحقيقة الا سعيدي... أو ... مختار..
مختار سعيدي

[د. ناصر شافعي]

الأستاذ مختار سعيدي :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إسمح لي أولاً أن أرحب بك معنا في منتدي نور الأدب القدير ، بصحبة كوكبة فريدة متميزة من الكتاب و الأدباء و المفكرين .. بقيادة الإدارة الحكيمة للأستاذ طلعت سقيرق و الأستاذة هدى نور الدين الخطيب .
وثانياً : أترك نقد الخاطرة للأستاذة القديرة ميساء البشيتي و الأستاذ رشيد الميموني و النقاد الأجلاء في المنتدي .. فهم أقدر مني في القيام بهذه المهمة .
ثالثاً : إسمح لى بتقديم باقة ورد و زهور تحية تقدير و ترحاب بسيادتكم .

د. ناصر شافعي

[ناهد شما]

الأستاذ الفاضل مختار سعيدي

أجد نفسي أمام لوحة فنية أتنقل بين أرجاء الصمت والسكوت
لعلي أجد مختار سعيدي إلى أين سيصل ؟
طيف . غزل . عراء .
ضجر . فراغ . أنين
آلام . هجر . رحيل
قساوة المكان .. تقلبات الزمان .. رحيل الخلان .. هجر الأوطان
شجرة السرو في ذاتي انحنت مكرهة
مع أن البعض يضرب المثل في شجر السرو بحسن المنظر
الامام علي عليه السلام مولود في أيام
شجرة السَّرو فهي موجودة منذ الآف السنين وهي من الأشجار
ذات الأعمار الطويله
خضراء في كل الفصول خشبها متين

رغم جمالها ورشاقتها واخضرارها الدائم الذي يدلل على رقتها الا انها قوية بما يكفي لتحمل الثلوج والامطار الغزيرة في فصل الشتاء وهي رمز للحب والسلام..

خاطرة رائعة جداً برغم أنك قسوت قليلاً على نفسك فاجعل شجرة السرو تنحني في ذاتك محبة وليست مكرهة مادامت ترمز للحب والسلام
ننتظر المزيد
دمت ودام يراعك

[مختار سعيدي]

د.ناصر شافعي
أيها الرجل العظيم..
يقال أن الكرم والفروسية في غير العرب بدعة..هي ذى الحقيقة ظاهرة في شخصكم الكريم.
فارس المقال و كريم المقام
دمت و دام الوصل الجميل
احترامي و تقديري
مختار سعيدي

[مختار سعيدي]

ناهد شما
قدرات رهيبة لاختراق النصوص ، أحسدك عليها ، من فيض تفاعلك مع النص نرتوي ... ردك خاطرة بخاطرة أجمل..
يستحيل يا سيدتي وضع المقال في المقام أحيانا ، خاصة في لحظات الانفجار.. قلمي يرفض الدكتاتورية..لأن المكان
الوحيد الذي أشعر فيه أنني حر ، عندما أمارس جنون الكتابة على القرطاس.. أتمرد أحيانا حتى عن البديهيات..فمعذرة
يا سيدتي، و سأحاول ..الشجرة الوحيدة التي لا تطاوعني على الانحناء..هي شجرة الزيتون.. رمز السلام وتحديات الزمان..
أشكرك ، و أعول عليك في ليالي الكتابة الدهماء..للعربية و العروبة فقط.
دمت بخير
مختار سعيدي