[Arouba Shankan]

[frame="15 95"]

ليّ والبحر
كانت ليّ طفلة هادئة، تميل إلى الإنطواء ، والعُزلة، تُقضي جانباً كبيراً من وقتها عِند نافذتها المُطلة على البحر
أحبت ليّ البحر كثيراً مع مرور الأيام صار صديقها،
مع كل مد وجزر تودعه صدفة، كانت توشوش لها أسرارها، تبثها حنينها لوالديها الذين رحلا بعيداً عنها، ذات رحلة بحرية
تعرض قاربهما للغرق، نجت ليّ بينما ابتلع البحر والداها

أحست لِيْ بضيق ذات مساء، فالخريف ألقى ببرودته على شاطئ البحر، وعليها أن تُغلق نافذتها التي بدأت تُشعرها بالبرودة تسري في أوصالها
بكت بحرقة، عليها أن تحكي للبحر بهمومها اليومية، وتسأله أن يُعيد لها والديها
بينما هي على هذه الحالة، دخلت جدتها غرفتها، وسألتها لماذا لم تُغلق النافذة، إنها تخاف من البرد عليها
رأت آثار دموع عند خدها، حضنتها، لقد فهمت سر تعلقها بالنافذة
إنها تُبقيها على اتصال بالبحرالذي ابتلع والديها، سوف أتركك تتمتعين بالبحر ياليّ
توجهت الجدة إلى خارج غُرفة ليّ، لِتعود إليها حامِلة مِدفأة ، وشالاُ صوفياً جميلاً
جلست ليّ جانب المدفأة، والشال قد غطى كتفيها الصغيرين
وراحت تراقب حركة البحر، مدٌ ثم جزرٌ
مدٌ ثُم جزرٌ
فجأة لاح لها طيفُ والدتها من بعيد، كان يُناديها: ليّ،، ليّ ياصغيرتي
اندهشت ليّ، إنه صوت اُمها، اقشعر بدنها، وهي تهمس أُمي، أُمي
تعالي إلى نافذتي ياأُمي
اقترب صوتُ الأم، ليّ ياصغيرتي كوني قوية، كما أنفاس هذا البحر الكبير
إنه لا يمل من حركات المد والجزر على الدوام، انتبهي لنفسك، سأكون برفقتك ليل نهار
ابتسمت لي، بينما خبأت داخل عينيها دمعة كبيرة، سوف تُلقيها للبحر في طريقها إليه
غداً عندما تتوجه إلى مدرستها
بكل اصرار على أن تبقى صديقة نافذتها المُشرفة عليه
تترقب صوت أُمها لتطمئن عليها كل مساء

.....................
انتهت
بقلمــــــي: عـــروبة[/frame]