خاطرة ... من ذاكرتها
خاطرة
من ذاكرتها
أيها الطيف العائد من بعيد... من دركات الذاكرة المهدورة، وعرائس الزمن الجميل قد هرمت ،على ضفاف نهرك الهرهار تنتظر...كانت..شيبتها سمفونيات السكون..رقراق الماء..وشوشة الريح العليل..زقزقة القواطع التي تهم بالرحيل، وأوابد تقرأ تراتيل أمنياتها التي كانت رحيقا و يخضورا .. اصفرت أوراق ذاكرتها، تتقاذف عند سفح معالم اللقاء على ايقاع اليأس وتحتضر.. جفون أسقطت الليالي البيضاء أهدابها ، و على الجبين حرث الدهر حيرة بقهره ، وبأحرف الشوق كانت و لا تزال تنصهر ..
و شفاه الورد عطشى ذبلت، و ابيضت ، وغار نبع النبيذ الذي كان يروي الضمأ حتى الثمالى ، وبنشوته يرتعش القلب و يترنح الجسد..
هذه مفاتنها انحنت هامتها ، تروي تفاصيل الشحوب و أنين الغروب الذي يسكنها..مهجورة الفضاءات يهيم فيها الجرح شوقا ، ويأوي بعد العناء الى ذلك الركن الفظيع الذي تسكنه أشباح الأمل المغتال ..يدفع آلام الجحود صرخة الموت و يسقط الوفاء شهيدا في ساحة الخيانة بطعنات الغدر.. هكذا يطرق الحادي في نفسها ، و تتوقف الحياة.. تقيد الأمنيات و تنقاد الى أوكار الأسى و معاقل الحزن ، يطوف حولها ذلك الطيف على أنها أطلال لزمن كان الوفاء فيه قائد الذات ، و مروض التداعيات...
ها هي ذي تعود من ذاكرتها لتروي لنا أسطورتها ، تصنع فرجتنا ، و تمتعنا بآلامها من جديد
مختار سعيدي
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|