هبت رياح الذكريات محملة بأشواق وأشواق وأشواق ... وقفت قرب نافذة الواقع بحياء, على غصن لقلب منفطر من انتظار شعاع شمعة تحمل سلام بكلام... ذكريات حملتها أنوار بسمة بالعيون, ولن يعلم أحد معنى أو معاني العيون وهي تبتسم, إلا من رفيق الروح لبوابة روح الروح... وهي تنطق على أنغام إيقاعات قلب راقص هائج مائج فرحا وطربا بلقاء ... في تلك اللحظة يشعر المرء وكأن الدنيا تضحك , وكأن المادة فقدت خواصها وتحولت لعالم هائم فوق الغيوم ... لتحاكي نجوم العيون ببريق لامع متوقد ... كشعلة معلقة بخيط نوراني رفيع , له القدرة على إيقاف عقارب الزمن , والقدرة على خلق حالة من الذوبان لا بل الانصهار ... انصهار يتعدى حدود القلب المألوفة, ليصل عمق الصميم... بصدق الإحساس وأرقى شعور... بحب قوي كجدول غزير من نبع برائحة الياسمين ... وبصفاء ونقاء أكثر وأنصع بياضا من من بلورة ثلجية متوهجة ضياء يفوق الوصف وأكبر من أي خيال... ولمسة ليد تحمل القلب بين أصابع محكمة لقلب عرف الحب ... لتنطلق الروح من بوابة العيون, لتصرخ بصوت دافئ: أحبك... أحبك ... أحبك ... يكون لهذه الكلمة وقع كمعزوفة في سماء عالية, تصدح كنسيم البحر, لنهبط على قمم جبال شامخة... ليسمع صداها بلحظ العيون ... تتلقفها رموش العيون , كحاضنة حنونة لتغطيها يدفئ وجنون ... وتمضي الأيام والحب يكبر بقطرات الشوق وعبير الذكريات وهمسات المساء ... كبراعم مهما كبرت تبقى يانعة رقيقة, تحتاج لرفيق ليعطيها حب من روحين بروح واحدة, ويغذيها بضياء من قلبين بوعاء قلب واحد... الانتظار مثل كفن بتابوت الصمت تحمله أيدي الحيرة والتعجب, بآهات البعد, ومقبرة الغربة... وصرخات من داخل قبر مظلم ... لا يسمع صراخنا فيه أحد , نحكم إغلاق أفواهنا بلحظة الشوق وعبق الذكريات , لتخرج تنهيدة عميقة ... لتبدد غيوم الواقع بكل ألامه وأحزانه... والله لا أعلم أيهما أكثر صعوبة العيش برقعة تحمل ذكريات حبيب بعبق كل مكان وزاوية, أو غربة تحمل في ذاكرتها حنين وحب للأطلال بكل مكان...! كلاهما صعب, وأهونهما مر كالعلقم, ولكن حديث المساء... ورسل الطيور والنجوم والزهور... تجدد كل حديث, وتعمق لتخلد كل ذكرى وهمسة... بكل نفس , وكل قطرة ماء . فلسطين كنعان .
الانتظار مثل كفن بتابوت الصمت تحمله أيدي الحيرة والتعجب, بآهات البعد, ومقبرة الغربة... وصرخات من داخل قبر مظلم ... لا يسمع صراخنا فيه أحد , نحكم إغلاق أفواهنا بلحظة الشوق وعبق الذكريات , لتخرج تنهيدة عميقة ... لتبدد غيوم الواقع بكل ألامه وأحزانه... والله لا أعلم أيهما أكثر صعوبة العيش برقعة تحمل ذكريات حبيب بعبق كل مكان وزاوية, أو غربة تحمل في ذاكرتها حنين وحب للأطلال بكل مكان...! كلاهما صعب, وأهونهما مر كالعلقم, ولكن حديث المساء... ورسل الطيور والنجوم والزهور... تجدد كل حديث, وتعمق لتخلد كل ذكرى وهمسة... بكل نفس , وكل قطرة ماء .
فلسطين ذكرتني هذه الفقرة بنص سابق لك عن موضوع الكفن .. رجاء ان توفر
لديك النص انشره هنا .. كان من أروع النصوص ..
عودة لخاطرتك الجميلة يخيل إليّ أحيانا أن التنهيدة تتكلم وتبوح لذلك أحيانا
التنهيدة نحاول إخفاءها إن تمكنا طبعا .. هناك بعض التمرد على قوانين الطبيعة
فلسطين بالمناسبة لديك مشكلة في تكبير الخط .. هذه المرة ركضت إلى معين آخر
لإحضار النص وتكبيره .. لماذا أنت تواجهك هذه المشكلة ؟ هل راسلت الإدارة ؟
الاديبة الراقية ميساء ...
لديك القدرة على تذوق النص بذكاء واحساس ... ولديك ذاكرة جيدة ... وهناك مشكلة مع الخط واللون ... لديك اكثر بكثير من الشعور بحاسة فريدة ... لك مني دائم الاحترام بباقة ياسمين مقدسية تقديرا لكم .
الاديب الراقي محمد الساهري ...
الصمت هو تلك اللغة الخالدة ... لها وقع قاتل احيانا ... لعل التعبير والبوح بالقليل يعطي دفئ ... شكري واحترامي لمرورك الراقي .
أنهار من الحب , بمشاعر وأحاسيس صادقة , تصب في بحار صمتك العميق .... تضيئ لك قناديل وحدتك , وتمسح غبار غربتك , بعزة وكبرياء ... لتعطيك سمو وعلو ببهاء ... لتعلمي انك غالية كنت في وطنك ... لا تعتقدي ... انك وحيدة بقلب ضائع بيت ثنايا النسيان ... ولا تحسبي انك مميزة بجمال او ذكاء او بشكل من اشكال الشكل او المظهر ... انت لست مخدع او فراش دافئ , لعاشق جسد كباقي الآجساد ... انت أسمى من مجرد وعاء , لتلفريغ الشهوات او حديث لثرثرة , ووصف لجمال العيون , او مدح لسرعة بديهتك , او لحسن ظن بوطنيتك وحبك للوطن .... انت عبارة عن كفن متحرك لجسد مثقل بتعب , تعجز الجبال عن حمل أتعابك وهمومك المنغمسة بواقع الحياة ... لعلي مجرد نجم حزين في سماء النجوم البعيدة ... ولكني أملك أنوار النجوم السعيدة , لآسعادك رغم العواصف والآعاصير العديدة ... لن ألقاك يوما على أرض او بسماء قريبة ... لآن عنوانك كان وما زال نجم الليل , بلا نور او ضياء ... أني أدمنت غيابك , وتعودت على بعدك ... ولن أسمح لنفسي بلقياك او سلامك ... لا أستطيع أنكار حبي لروحك , بكل ما فيها من أمال او أحلام ... روحك ملهمتي وألهامي وحبي ... رغم ظلام الليالي ووحدتي , في تلك السماء ... سأحمل جراح قلبين , في ثنايا روح بروحين ... ولن أقول لك ... ما معاني حب الروح ولا تجلياتها ولا أسرارها ... سأحتفظ لنفسي برقعة , أكبر من مساحة الكون , لاحلق مع روحك لعالم الصدق والمصارحة والشفافية .... ولن أنزل للآرض او الثرى ... لآن ضياء الثريا أقوى من ظلام الثرى ... وأكثر صدقا من زبد البحر ... سأكتب حروفي بضياء تلك الروح , عاشقة فلسطين الوطن , ابنة الشموخ والكبرياء ... عربية ألاصل والآكثر اشراقا من النجوم المعهودة ... سأترك حيرة البشر , وعدم معرفتهم بمشاعر وأحاسيس الآنس ... وسأكتب أغنية الروح بدماء أغلى من دماء باردة , وسأنثر عبيرها في دنيا الوطن ... لا تخافي ... ستعيشي أنسانة بقلب مغترب عنك ... وروح لن تلقاك , لآنها لغات وتعابير أقوى من تعابير القصائد , وأكثر فصاحة من نثر الكتاب والآدب ... هناك في ذلك الفردوس ... نعيم ... وهمسات ... ولمسات ... وصدقيني الروح تعشق ... وتعلم معاني الضمة والعناق ... ولكن ليس بمفهوم البشر ... وسيبقى في دفتري اسمك ... ولن يدنس بأسماء خفافيش الظلام او قوارض النهار ... حب الروح ... ليس رهان او تحدي .. حب الروح عالم , أكبر من كل العوالم ... ولكن ... كيف لعوام الناس أن تفهم ... هناك عهد ووعد مع روح لروح بروحين ... أسمى نورا من ... صمت او انكار او ثرثرة ...