[frame="15 98"]
أستاذ البنات
فوضى عارمة تعم صف الثاني ثانوي بعد
انتشار خبر أن مدرس مادة الرياضيات هو أستاذ،
بدأ الهمس وكثرة التساؤلات ، أستاذ في مدرستنا ،
أستاذ لنا ، وبدأت عمليات التحري والتقصي عن شكل هذا الأستاذ ولون عينيه وطول قامته وعمره وهل هو أعزب ؟
لم يطل انتظار الطالبات لمعرفة الإجابة فقد ظهر لهن الأستاذ وهن في هذه الحالة من الفوضى .
كان طويل القامة ، أبيض البشرة ، عيناه عسليتان تميلان إلى الخضرة أحيانا ً، وشعره أجعد قليلا ً يميل إلى اللون( الخروبي )، ولكن ملامحه كانت توحي بالهّم والبؤس فهو لم يرفع ناظريه عن الأرض وظهره مثني بعض الشيء وكأن جبالا ً من الهم ألقيت عليه .
عرفهن بنفسه واسمه الأستاذ سمير وسألهن إلى أين وصلن بمنهاج الرياضيات ثم قام من فوره بشرح الدرس المطلوب وسط تغامز الفتيات عليه ووسط الهمسات والضحكات المختنقة ، وبعد قليل قامت نبيلة وهي فتاة جميلة جدا ً ، دلوعة الصف، سمراء شديدة السمرة ، ذات قوام جميل وشعر قصير ملتف على بعضه كالحلزون ، وتوجهت إليه بسؤال ، لفتت نظره بذكائها الحاد وجمالها المتقد وبادر من فوره لأجابتها على السؤال .
اعتادت نبيلة أن تسأل دائما ً ليس لأجل أن تفهم بل لأجل أن توقع الأستاذ في غرامها كما وعدت رفيقاتها اللواتي كن يصفقن لكل تصرفاتها ويؤيدنها حتى تصل نبيلة بالأستاذ سمير إلى قفص الزوجية ، وكادت الأمور أن تستمر على هذا المنوال لولا أن لمحت نبيلة في أحدى الأيام أستاذها وحبيب قلبها يقف وقفة ملفتة للنظر مع معلمة اللغة الانكليزية هند ، فجن جنونها وجنون من معها على الرغم من حبها الشديد لمعلمتها هند لكن حبها للأستاذ أصبح أكبر وعليه علقت الكثير من الآمال وبنيت الأحلام .
أصبحت نبيلة لا تهدأ ولا تنفك عن مراقبة ( سمير وهند ) وزاد من قهرها وغيظها أن الأستاذ أصبح يتذمرّ من أسئلتها الكثيرة وأتهمها أنها تسأل لأجل الثرثرة فقط مما جعل الدم يغلي في عروقها ويجعلها تفكر جديا ً بافتعال مشكلة بين ( سمير وهند ) ولكنها لم تنجح ، بل على العكس من ذلك تماما ً فقد سرت إشاعة قوية بين الطالبات بأن هناك علاقة بين الأستاذ سمير والمعلمة هند فجن جن نبيلة ، كيف يرفضها الأستاذ وهي الصغيرة الجميلة الثرية التي وقع الكثير من الشبان في غرامها ويذهب إلى تلك المعلمة التي فشلت في زواجها ؟ ما الذي يجبره على الزواج من مطلقة وست البنات موجودة وتتمناه ؟ هل هند أجمل منها ؟ بالطبع لا .. إذا ما الذي يدفعه تجاهها ويبعده عن نبيلة ؟ ولما لم تجد نبيلة الإجابة لكل تساؤلاتها فكرت في الانتقام من أستاذها قبل أن تتحقق الشائعة ويتزوج من هند ، وساعدتها في ذلك شريكاتها و رفيقاتها في الصف .
كانت مديرة المدرسة قد أوعزت إلى الأستاذ سمير أن يستعيض بحصص الرياضة حتى يعوض الطالبات عن التأخير الذي لحق بالمادة وأعلمت معلمة الرياضة وطالبات الصف بذلك ، وعندما حان موعد حصة الرياضة أكدت نبيلة للجميع أن الحصة هذه فقط للرياضة ومن الحصة القادمة ستبدأ حصة التعويض وساعدتها في ذلك مجموعتها،وأقنعت باقي طالبات الصف بهذا وهن لم يستفسرن عن صحة الخبر فقد بدا لهن مقنعا ً ونبيلة كانت تتمتع بمصداقية عالية وحب من الجميع كيف ولا ووالدها الثري يغدق على المدرسة بأمواله الطائلة بمناسبة ودون مناسبة وجميع الألسن تلهج له بالشكر والثناء .
أثناء قيام الطالبات بتبديل ملابسهن بالصف كما جرت العادة لارتداء ملابس الرياضة دخل الأستاذ سمير الصف فجأة فهاله ما رأى ، وأخذت الطالبات بالصراخ وهرعت على صراخهن باقي طالبات الصفوف الأخرى والمعلمات والمعلمة هند، وحضرت مديرة المدرسة على الفور بعد أن تم إبلاغها بأن الأستاذ سمير أقتحم الصف على الطالبات وهن يقمن بالاستعداد لحصة الرياضة، وقامت ونبيلة ورفيقاتها بحلف أغلظ الأيمان بأنهن لا يعلمن بقدوم الأستاذ سمير وأن حصة الرياضة المقبلة هي التي سيتم تبديلها، والأستاذ سمير بدوره يحلف أعظم الأيمان بأن هذه الحصة للرياضيات ، وعرض أجندته التي أدرج فيها التعديل على المديرة ولكن المديرة وعلى الرغم من تصديقها للأستاذ سمير ألا أنها رفعت الأمر إلى وزارة التربية والتعليم تحت إصرار من والد نبيلة لتصعيد الأمر بعدما تأثر بالدموع التي ذرفتها نبيلة ورفيقاتها أمامه عن فظاعة عمل الأستاذ.
تدخل والد نبيلة بكل ثقله لدى وزير التربية والتعليم الذي أصدر قرارا ً بنقل الأستاذ سمير إلى إحدى الضواحي ليدرس في مدارس الذكور لديها، ولم تسري بعدها أي إشاعة عن ارتباط هند بسمير فربما كانت من الأصل اختلاق باختلاق.
[/frame]