التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,856
عدد  مرات الظهور : 162,344,706

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نــور الــشــعـر > بحار وشطآن > قصائد كبار الشعراء العرب > الشعر الحديث > الشعر المعاصر
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03 / 01 / 2010, 21 : 02 AM   رقم المشاركة : [1]
أسماء بوستة
أستاذة وباحثة جامعية - مشرفة على ملف الأدب التونسي

 الصورة الرمزية أسماء بوستة
 





أسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to behold

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: تونس

قصيدة الخمسين - آدم فتحي

قصيدة الخمسين


آدم فتحي

[align=justify]أنتَ ذا بعد خمسينَ. لا الطفلُ شابَ ولا الشيخًُ طابَ ولا القلبُ تابَ عن الحُلمِ. ماذا طلبتَ؟ القَلِيلَ: سَماءً أَخَفَّ وَمَوْتًا أَعَفَّ وَخَرُّوبَةً لاَ تَمِيلُ وحَريَّةً حُرَّةً وبِلادًا تَكُونُ وَلاَ تَسْتَحيلُ وَشِعْرًا تُزَيِّنُ فيه القناديلُ شَعْرَ المَطَرْ

ثُمَّ قُلْتَ لِأَطْلُبْ أقَلَّ: عَرُوسًا لِرُوحِي وأغْنِيةً لِعَرُوسِي وبَيْتًا لِأُغْنِيَتيِ وَجَوازَ سَفَرْ

ثمّ دارَتْ بِكَ الأرْضُ لَمْ تمْتَحِنْ قَرْيَةً في قُراها مِنَ الملحِ للملحِ إلاَّ بدتْ وهْيَ تَرْجُفُ في نخْلَةِ الرِيحِ كالرُطَبَةْ

(هل هي الأرضُ أم لَوْحَةٌ للمُحاةِ ومِقْلَمَةٌ للغُزاةِ وحِبْرٌ جديدٌ لِتجميلِ موْتِ الحياةِ ومَدْرَسَةٌ للتخصُّصِ في عَلَفِ الثكَناتِ وسُورٌ يُزَيِّفُ بابَ النَجاةِ وبابٌ على البَحْرِ يدخُلُ منهُ الجرادُ لِيبقى العبادُ على العَتَبَةْ؟)

أنتَ ذا بعدَ خمسينَ. نفسُ الصواعقِ ترْجُمُ سَقْفَكَ، نفسُ الروائح تُزْكمُ أنْفَكَ، نفس السلُوقِيِّ يركُضُ خلفَكَ. أينَ أضعْتَكَ؟ فِي أيِّ مَقْهى نَسِيتَكَ؟ في أيِّ تاكْسِي؟ عَلى أيِّ طاوِلةٍ؟ في حَقِيبةِ أيِّ امْرَأَةْ؟ أيُّ غُرْفَةِ سَطْحٍ مَضتْ بِجَناحيكَ؟ أيُّ خُطاكَ التي لم تَقُدْكَ إليكَ، لِتذْرَعَ هذي الشِباكَ إلى حُلُمٍ مُزْمِنٍ وإلى جِهَةٍ مُرْجأةْ؟

أَيُّ جِنِّيَّةٍ وقَفَتْ مِنْ سِنِينَ تَدُقُّ النَواقِيسَ قُدَّامَ بابكَ، تَسْتفسرُ العَابِرينَ عَن الحُلْمِ، هَلْ صَادَفوهُ، وَتَغْزوُ مَسَارِحَ أَلْعَابِهم؟ أيُّ جِنِّيّةٍ حَدَأةْ

أعْمَلَتْ في قُراهم مخالِبَها عَقِبَ الحُلْمِ كَيْ يسْتَطِيبُوا الكَوابِيسَ؟ لاَ تَقْرَبُوا الحُلْمَ (تَهْمسُ) لا تَقْرَبوهُ، وَتُبْصِرُهم صابِرِينَ فتَمْنَحُ كُلَّ وَلِيدٍ لَهُمْ مَلَكيْنِ وبُولِيسَ، كَيْ يَحْرُسُوهُ مِنَ الحُلْمِ أو يهْرسُوهُ معَ الحُلْمِ أو يُلْقِمُوهُ نَواعِيرَ مُجْتَزأةْ

مِنْ كِتَابِ الطوَاحِين؟ كَيْفَ استحالُوا جَواسِيسَ كُلٌّ عَلى حُلْمِهِ وعَلى الآخَرِينَ؟ عَلى أيِّ هَزّاتِهم نشرَ المَوْتُ مَرْقَدهُ؟ تَحْتَ أيِّ حرائِقِهم حفرَ اليأسُ مَخْبَأَهُ؟ عِنْدَ أيِّ هزَائِمِهم فجّرَ الحُزْنُ مُتَّكَأَهْ؟

وعَلى أيّ خَيْباتِهم كُسِرُوا كالمرايا، لِيَمضِيَ كلٌّ إلى حيثُ يضربُهُ أُفْقُهُ بالزوايا، فيَضْرِبَ في كُلِّ أَرْضٍ شَظَايَا لِمِرْآةِ نَرْسِيسَ، يَرْنُو إلى وَجْهِ صاحِبِهِ فَيَرَى جَمْرةً مُطْفَأةْ؟

أنتَ ذا بَعْدَ خمسين. بِنْتٌ ومَكْتَبَةٌ، وبِلادٌ مُعَطَّبَة، وضِباعٌ مُطَوّبةٌ، وأغانٍ مُقَصَّبَةٌ، وأصَابِعُ مقطوعةُ العزْفِ مفجوعةُ النَزْفِ ممنوعةٌ من رثاء الوتَرْ

تقتفي أثَرَ الطفل فيكَ، تَرى الطفلَ في كُرَةِ الجِلْدِ، في لَغْوِ خُذْرُوفِهِ وهْوَ يَلْغُو على الحَجَرِ الصَلْدِ، تُرْقِصُ مِقْلاعَهُ في يَديكَ مِرارًا وتسألُهُ أنْ يُزِيحَ القَدَرْ

كَيْ تَمُدَّ قِطارَ الصِبَا بِبَطارِيَّةِ الكهْرَبَاءِ وتمْضِي إلى غُرْفَةٍ في السماء وتشْبَعَ لَهْوًا وتُدْفِئَ لَيْلَ الشِتَاءِ وتنْسَى ولوْ مرَّةً لُعَبَ الكَمْبِيُوتْرِ الحديثةِ وهْيَ تُحاوِلُ شَنْقَ الهَواءِ بِحَبْلِ صِبًا شَابَ قَبْلَكَ قبلَ الغِناءِ وبعدَ الغناءِ وقَبْلَ غُرُوبِ النهارِ وقَبْلَ طُلوعِ القَمَرْ

( أذْكُرُ الآنَ ذاكَ الحصِيرَ وذاكَ القِطارَ الصَغِيرَ ومِنْ حَوْلِهِ إخْوَتي يَتبَارَوْنَ، أذْكُرُ بَيْتًا صَغِيرًا عَلى التَلِّ يَغْدُو إذا أقْبَلَ الليْلُ حَقْلاً من البُنِّ والصالِحي والسَمَرْ

كُنْتُ أكْبَرَهُمْ، كُنْتُ وحْدِي الكَبِيرَ، وكانُوا يقولونَ لا تَبْكِ لا تَشْكُ مِثْلُكَ أكْبَرُ مِنْ كلّ هذا الهذَرْ

كيفَ أُقْنِعُ يا أبَتِي الطِفْلَ في صورتِي أن يُعَوِّضَنِي اليومَ عَنْ كُلِّ ما فاتَنِي من بُكاءِ الصِغارِ ولهْوِ الصِغَار ومكْرِ الصغارِ وتلك كُنوزُ الصِغَرْ؟)

أنتَ ذا بعدَ خمسينَ. هل كنت تحتاجُ هذي الطواسينَ: بنتًا وأغنيةً من رمادٍ وشِبْهَ متاهٍ وشِبْهَ بِلادٍ وشِبْهَ جُنونٍ وشِبْهَ رشادٍ وشِبْهَ محاولةٍ للبقاء وشبْهَ محاولةٍ للفرارِ وشبْهَ عماءٍ وشبْهَ بَصَرْ

كي تعلّمَ روحَكَ أنّ اللُصوصَ لُصوصٌ وأنّ الفُصوصَ فُصوصٌ وأنّ الحقيقةَ مثل السماء البعيدة تبدو، إذَا لم تُحرِّكْ سواكنَها صُوَرُ الشعرِ، دومًا سعيدةْ؟

ولكنّهم لا يحبّون من صُوَرِ الشعر

إلاّ عَماءَ الصُوَرْ

أنتَ ذا بعدَ خمسينَ. تُطلقُ روحَكَ سَهْمًا إلى قَوْسِهَا في القَصِيدةِ، تَرجِعُ من كلِّ شيءٍ إلى جنباتِ القصِيدةِ، ثمَّةَ تُشْعِلُ ناركَ نارَ القلوب العميدةْ

وتفْتَحُ قوْسًا وتبحثُ عَن جهةِ الشعْرِ. كنتَ مع الشعر دومًا، ولكنّهم لا يطيقونَ شعرًا إذا لم يكونوا سَمَاهُ الوحيدةْ

نَزعْت ثِيابَك لا يَحْفَلُون. وأشرَعْتَ بابكَ لا يدخلون. وأوْلَمْتَ كُتْبكَ لا يأكُلُونَ. فعَلَّمْتَ رُوحكَ بعضَ الشُخُوصِ إلى كُلِّ رُوحٍ شَرِيدةْ

وقُلْتَ لأَمشِ على جمْرَتِي بكتابي، وقلتَ لأصبرْ على محنتي وذئابي، وقلتَ لأَرْمِ الظلام ولو بهشاشةِ أغنيةٍ في جريدةْ

لعلِّي أرَ الأرضَ أجْمَلَ بعدَ انقشاع الضبابِ، فأُلْبِسُني جَسدِي، هامِسًا: لاَ بِلادَ لنَا أيُّهَا الشعْرُ خَارِجَ غُرْبَتِنَا في القصيدةْ

ولكنّهم لا يحبّون من صُوَر الشعرِ

إلاّ قِصارَ الصُوَرْ

أنتَ ذَا بعد خمسينَ. بيتٌ بلا ساكنينَ. وشيخٌ بدون مُرِيدينَ. لا أنتَ حيٌّ ولا أنتَ ميْتٌ ولا أنتَ بينَ المُعَزِّينَ. تحتكَ تهوِي الهُويُّ، وخلفكَ يجري السلوقيُّ. ماذا فعلتَ بهمْ كي يعيشُوا يعيشُوا وأنت تموتُ، ويسْكُن في حُلْمِكَ العنكبوتُ، كأنّك لا شيءَ أو لا أثرْ؟

خُذْ مَكانَك فيكَ إِذَنْ، خُذْ مكانًا كشعبِكَ فِي هامشِ الصَفِّ، خُذْ صخرةَ المنتهى واصْعَدِ الجبَلَ المُرَّ وامْضِ بلاَ أيّ وهْمٍ إلى آخِرِ المَوْتِ، والْبَسْ قِناعَ الخَسارَةِ كي تغلبَ الموتَ، واخْرُجْ لِأَخْرُجَ من جُثَّتِي، وامْتَحِنْ أَصْدِقاءَكَ بِي (الصَادِقُونَ قَلِيلُونَ والأصْدِقَاءُ كُثُرْ)

وإذا كان لابدّ فاترك لهم هذه الأرض واسعةًًً…ولحينٍ…فأَنْتَ الغَنِيُّ وأمْوالُكَ العَثَراتُ

وأنْتَ الغَنِيُّ وأمْوالُكَ الحَسَراتُ

وأنْتَ السَرابُ سَرابُ النَجاةِ

إلى أنْ يَتمَّ الكِتابُ

كِتابُ الرمادِ

رمادِ العِبَرْ.

تونس 2009[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع أسماء بوستة
 [frame="15 85"]
لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
إن لم يكن دينه إلى ديني دان
لقد صار قلبي قابلا كل صورة :
فمرعى لغزلان و دير لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طائف
و ألواح توراة و مصحف قرآن
أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه
فالحب ديني و إيماني
إبن عربي
[/frame]
أسماء بوستة غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
قصيدة الخمسين ،آدم فتحي،شعر،تونس


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
في الذكرى الثالثة و الخمسين : حتى لا ننسى مذبحة كفر قاسم أسماء بوستة جرائم إسرائيل منذ ما بعد النكبة و حتى اليوم 1 13 / 05 / 2011 53 : 10 AM
الوَصِيَّة - آدم فتحي أسماء بوستة الشعر المعاصر 0 03 / 01 / 2010 01 : 02 AM
أنا العراق - آدم فتحي أسماء بوستة الشعر المعاصر 0 03 / 01 / 2010 12 : 01 AM
صرتُ في الخمسين طلعت سقيرق الشعر 1 20 / 06 / 2008 56 : 11 PM


الساعة الآن 30 : 11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|