بسم الله الرحمن الرحيم
الموصل بين فكي كماشة!!
ربما في زخم الأحداث المتتالية على الأمة الإسلامية من شرقها حتى غربها وفي غمرة الأحداث المتسارعة على الساحة الفلسطينية و التي تعتبر مركزية الأحداث بالنسبة للعالم الإسلامي نجد أحداثاً أخرى تجري بعيداً عن أعين الإعلام و الشرفاء من أبناء الأمة في أرض الرافدين التي كتب على جبينها تحمل مسؤوليات الأمة و ويلاتها في أن واحد.
فبالأمس القريب كان العراق مركز القوة العربية وكان جيشها يمثل طلائع الجيوش التي تتحمل مسؤوليات الأمة وواجباتها واليوم أصبح العراق مركزاً من مراكز القتل و الطائفية و القومية الحمقاء.
كانت بغداد عاصمة الدنيا وحاضرتها واليوم هي عاصمة الموت و الخراب و الدمار،لم يكن نظاما صحيا في الشرق الأوسط يضاهي النظام الصحي العراقي ولا الحملات التي قادها مفكري وأدباء هذا الشعب العظيم في محي الأمية و القضاء على الجهل و التخلف.
ولكن يا ترى أتسكت غربان الظلام عن مثل هكذا تقدم!!
أيمكن لسلاطين الجهل و الحرية المزيفة أن يرضوا للنور أن يشع من ارض آشور وبابل من جديد!!.
فما هي إلا بضع سنوات حتى كان التحرير التي قادتها الولايات المتخلفه الأميركية ومن على شاكلتها من دول الذيل المنبطح على أرض الرافدين ،فكان تحريرا من العلم إلى الجهل،وتحريرا من الشعب الواحد إلى القومية و الطائفية الهوجاء،وكان تحريرا من العراق الواحد الموحد لله إلى الأعراق البغيضة المفدرلة لصالح الجنين الأوحد الهجين الذي نهب فلسطين التي هي ارض بلا شعب لشعب بلا ارض؟
وهكذا دارت رحى المعركة بين علم ترفرف عليه كلمة الله اكبر وعلم زينته الخطوط الحمراء التي رسمت من دماء الأبرياء،ومدينة تدمر تلوها المدينة وأثار تنهب وأراضي تحرق حتى وصلنا عامنا الخامس من التحرير(الاحتلال) فما هو الجديد؟؟؟؟
خمس أعوام مضت وما استطاعت أمريكا أن تركع هذا الشعب الأبي الذي نشأ وتربى على أصوات الرصاص و وقائع المعارك،خمس أعوام مضت وأميركا تتحين الفرصة تلوا الفرصة لتوسع من جراحات هذه الشعب الأبي فيا ترى ما الجديد في جعبة الولايات المتخلفه الأميركية؟؟؟
إن المتابع لأحداث الموصل الحدباء تلك المدينة التي تعتبر العصب الثقافي و السياسي للبلاد و التي تختلف عن باقي محافظات العراق بنسيجها الاجتماعي و الثقافي الشبه خاص وكونها المدينة التي تجمع في جنابتها كل الأعراق و المعتقدات التي وجدت على ارض العراق ففيها العربي و الكردي و التركماني و المسلم والنصراني و اليزيدي إلا أن طابع المدينة بحكم أغلبية سكانها هو طابع عربي أصيل بكل عاداته المتعارف عليها حتى أن من ليس عربياً تطبع بهذه الطباع وانطبع عليها.
إذا هذا هو حقل التجارب الجديد التي تبغي أميركا تجربة العراق الفدرالي الضعيف فيه فنينوى هي أول محافظة عربية على حدود منطقة ما يسمى بكردستان وفي نفس الوقت يقطنها نسبة وان كانت قليلة جدا من الشيعة في اطرافها وضواحيها وهي سلة خبز العراق واكبر منطقة في العالم لتصدير الكبريت وفيها حقول نفط لم يتم التنقيب عنها بعد وهي على الحدود السورية العراقية .
إنها المختبر الجديد و الأخير لما قبل الانسحاب، وخطوتها قد رسمت بدقة وخبث ما عرفناه إلا من أصحاب خيبر.
فتفجيرات الزنجيلي و التي ذهب ضحيتها 1000من المواطنين الأبرياء بين قتيل وجريح ومشرد لم تكن مجرد عملية بسيطة بل كانت هي بداية المسلسل الجديد لحقل التجارب الأميركي .
ففيما يجزم أهل المنطقة الأبرياء أن المتسبب و المجرم الحقيقي خلف عملية التفجير كانت قوات البيشمركة الكردية التابعة للحزبين الكرديين وبمساعدة وتخطيط القوات المحتلة نجد أن أصابع الاتهام وجهة مباشرة إلى ما يسمى بتنظيم القاعدة دون أي تحقيق وقبل وصول اللجنة التي أعلن عنها، بل إن الذي يؤكد صحة كلامي هي ما قامت به جرافات الحكومة مباشرة بعد الانفجار بجرف وردم الحفرة التي وقع فيها الانفجار بينما كان الناس محاصرين تحت الأنقاض يستغيثون ويطلبون العون،، وما من معين لهم سوى الله ،لكن الجرافات عمدت مباشرة الى ردم الاثار ثم بعد ذلك اتخذ القرار الهزلي بإرسال لجنة لتقصي الحقائق وأي حقيقة قد بقيت وكل شي قد جرف وردم وانتهى.
وفي اليوم التالي يخرج السيد رئيس الوزراء ليعلن وبكل شجاعة عن إرسال قوات إلى الموصل بدل إرسال المساعدات و محاولة الإغاثة ثم بعد ذلك نستمع إلى السيد محافظ الموصل و الذي يعتبر مجرد أداة بيد الأحزاب الكردية المتنفذة ويعتبره أهل الموصل محافظاً بالشكل فقط ليعلن أن مستشفيات الموصل ليست بحاجة إلى التبرع بالدم .
لقد عمدت مباشرة إلى الاتصال بأحد العاملين هنالك لأساله هل انتم مكتفون من ناحية العلاج و الدم فأكد لي أنهم لا يمتلكون أي أدوات تساعدهم على استقبال الأعداد الكبيرة للجرحى وان الكهرباء قد قطعت عن المشفى في اليوم الثاني للتفجير والمرضى لا يزالون على أسرة المستشفى!!!!!
وانتظر الناس يوماً ويومين وثلاثة على أمل وصول المساعدات و لكن الذي وصل إليهم هي الدبابات و المدرعات والتي منعتهم من الوصول الى بيوتهم المهدمة لنشل ما بقى من الأغراض و الملابس التي هم بحاجة اليها وبدوا بإطلاق النار العشوائي عليهم
لقد وصلت القوى الطائفية للحكومة العراقية والتي أول ما بدأت به هو تشغيل اللطميات الحسينيةورفعها في كل مكان .
بالأمس يعلن قائد العمليات الأميركية عن عدم قدرة أميركا على دعم العمليات القتالية في الموصل ، وفي ذلك إشارة إلى ترك الميلشيات و البيشمركة التي وكما نقل أهل المدينة أنها بدأت تصل وبأعداد كبيرة إلى مدينة الموصل للقتل و التهجير وتصفية الحسابات مع أهل هذه المدينة التي كان اغلب ضباط الجيش العراقي السابق الذي ركع إيران وقاتل أميركا على مدار ثلاثة عشر سنة من أهلها وتشير بعض المصادر إلى أن قوات القدس الإيرانية قد دخلت مع القوات الحكومة ومعها قوائم بأسماء وأماكن تواجد هاولاء الأبطال الذين حموا ارض الوطن لتصفيتهم و القضاء عليهم .
لقد وصلت القوات الإضافية إلى حقل التجارب الأخير وفعلا بدأت بمهامها رغم أن أجهزة الإعلام لم تقم بتغطية هذا فقد دخلوا على البيوت الآمنة واخرجوا أهلها ليلا وفي البرد القارس ودخلوا إلى البيوت ونهبوا وسرقوا ثم اعتقلوا الشباب وذهبوا.
إن الموصل اليوم هي بين فكي كماشة بين البيشمركة العميلة التي تدربت على يد القوات الإسرائيلية و بين القوات الأميركية ومعها قوات الحكومة الطائفية التي تطبق عليها وتريد خنقها وسرقة تاريخها وتحويلها إلى رماد واثر بعد عين فهل من مستجيب لصرخات أهلها وهل من مغيث لها؟؟؟؟؟؟؟.
انه العار الذي سيتحمله كل العالم وأولهم الإخوة العرب إن لم يدافعوا عن شرف وعرض هذه المدينة التي دافع أبنائها وشبابها طويلا عن أعراضهم وأراضيهم عندما كانوا بحاجة إلى الدفاع!!.
فهل تفجير الزنجيلي هي مقدمة لتفجير سد الموصل؟؟؟
كل هذا غيض من فيض وما خفي كان أعظم
احمد الموصلي
29/1/2008