| 
				
				ابتسامــــة حــــــزن ......!
			 
 استهـــــــــــــــــــــــــلالـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 أوصى الرسول الكريم رجلاً كان أمامه فقال : (لاتَغضب … لاتَغضَب … لاتَغضب ). فالغضب وحده  أوصلني إلى متاعب صحيّة كانت قاسية ، وإلى أزماتٍ صحيّة أصبحت مزمنة ، فعرفت ما أخطأت بحق نفسي ، إذ كان  عليّ ألاّ أخدَعها بظنٍّ خاطئ ظننتُهُ في الحياة ، فتصوّرتُها حياة ورديّة ، على خلاف حقيقتها كما هو الحال في كلّ ما هو قائمٌ في هذا الكون على قاعدة التّضاد : أشكالٌ مختلفة ، وألوانٌ متضادّة لاتقف على نمط واحد : الأسود يقابله الأبيض ، والقرمزيّ يقابله الأحمر ،  والرّماديّ يقابه الأسود .. وهكذا … وكان عليّ أن آخذ الحياة كما هي  دون أن  ألبِسَها لَبوساً سندسيّا . فمن يأخذ الأمور بواقعها يدرأ عن نفسه ردة فعلٍ قد تكون قاتلة ، إن بدا له فيها ما لم يكن في الحسبان . ويحضرُني الآن قولٌ نعرفه جميعاً  يقول : لله درُّ الحسد ما أعدله , بدأ بصاحبه فقتله ، ولن نكون مخطئين إن قلنا أيضاً : لله درّ الغضب ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله  ،والغضب كما يصوّرونه ،  حالة انفعالية شديدة ، وإعصارٌ نفسيٌّ يَضربُ عدة مناطق ضعيفة في الجسد ،وأولّها ماهو متعلّقٌ بالأوردة والقلب . لهذا علينا أنْ نأخذ بالتحذيرات التي جاءت في قرآننا وفي أقوالِ رسولنا ، فقد عُرَف عن  الرسول الكريم  حين يغضبهُ أح، ( ونادراً مايغضب) أنّه إنْ كان واقفاً جلس، وإنْ كان جالساً اضطجع ، فلنقتد به ،  ونأخذ بوسائل التّهدئة الّذاتيّة،  فنذكر اللهَ كثيراً ، سواءٌ كان ذِكْراً وتسبيحاً وتَعظيماً  بلساننا،أو بتلاوة بعض آياتٍ من قرآنهِ فتطمئنّ قلوبنا . ( ألا بِذِكْرِ الله تطمئنُّ القلوب ) .
 ومع تمسّكي بتلك الوسائل ،  أصبحت في  سلام مع النفس ومع النّاس على اختلاف أخلاقيّاتهِم ، فربحتُ نفسي ، وربحتُ الناس ، وقبل كل شئ وبعده ، ربحتُ رضاء  الله في اتباع ما أوصَى به ونبيّه ، والحمد لله .
 فابتسِمْ اأخي  تبتسِمْ أحزانك ، فإنْ تعثّر وصول الإبتسامة إلى وجهك ، فاذهب أنت إليها ، واطرق أبوابها في الإحسان إلى النّاس ، وفي مسامحة من صادقك ومن عاداك ، وافعل الخيرات والحسنات ، فتصبح في سلامٍ مع الذّات, ومن باب ذلك السّلام ، تخرج الإبتسامة إليك وتكاد لاتفارقك ، فيزهرُّ وجهك  بعد اصفرار ، وتَشفَى نفسك، وتبتسم  الأحزان   .
 القصيــــــــــــــــــــــدة :
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 يَظُنُّني  النّاسُ  مِثْلَ  الطائـرِ الغََـــــــرِدِ
 ويَجْهَلُ  النّاسُ  أنّي  تَوْأمُ   الكَبَــــــــدِ
 *
 فـآهةُ  الحُزنِ  مِنّـي  آهُ  أغنيـــــــــــةٍ
 شَدوْتُها   ورِماحُ   اللّـُؤمِ   في  الكَبِــدِ
 *
 فليسَ أجمَلَ  مـِن  نَفْسٍ  تُصابِرُهـــــــا
 فإنْ  فَعلْـتَ ، فقـدْ  زُيِّنْـتَ  بالرَّشَــــــــدِ
 *
 ففـي الرّشادِ سـلامٌ  أنـتَ  بالِغُـــــــــــهُ
 وإنْ بَلغْتَ، حَيِيْتَ  الرَّوْحَ في الخَلَــــــدِ
 *
 وكنتَ كالطّير، غرّيدٌ بفرحتـــــــــــــــه
 وفي أســـــــاهُ يُغنّي فُرجةً بغَـــــــــــدِ
 *
 وفي فضا الكَـوْنِ  آيـاتٌ  تُـزيِّـنُـــــــــهُ
 فصِرْ كـآيِهِ   مِعطاءً  خَصيـبَ   يــــــَدِ
 *
 فهذهِ الشمسُ ضوءٌ مِن  سَنا  لَهَـــــبٍ
 وباهِرُ اللّيلِ  بدْرٌ مِن ضِيا  الوَقَـــــــــدِ
 *
 فكُنْ حليماً وفِيـْكَ الغَيْظُ  مُضطــــــــَرِمٌ
 وجاهِدِ  الكَيْدَ  بالحُسنى   ولا تَكـــــــِدِ
 *
 وعانِقِ النـُّورَ واصْعَدْ  في مَدارجِـــــهِ
 ولا تَزِلَّ  إلى النّيرانِ في  الحُقُــــــــــدِ
 *
 فهذهِ  النّارُ  تَغْـزوْ  قَلْبَ  مُضـرِمِهــــا
 وزارعُ الشرِّ يَجني الشرَّ في الحُصُــــدِ
 *
 وذُو المخالِبِ مِنّا  يَنـْتَشي   فَـرَحــــــاً
 إذا  كَبَوْتَ وعِشْتَ  الخُسْرَ في نَكَــــــدِ
 *
 فَقِفْ عزيزاً بِبِشـْرٍ  سـاطٍعٍ  فَبِــــــــــهِ
 تُشْقي  الّلِئامَ  وتُدْمي عَينَ  ذي  حَسَـدِ
 *
 وأَحْسِـنِ الظَّـنَّ بالقهـّارِ مُصطَبــــــــِراً
 فإنَّ  يَوماً  عليهِمْ   غيـرُ  مُبتعِـــــــــدِ
 *
 فحكمـــــةُ اللـّهِ،أيـّــــــــــــامٌ يُـداوِلُهـا
 يومٌ علَيكَ  ويومٌ   أنتَ  في  رَغـــــــَدِ
 *
 إنْ عَزَّ خِلٌّ وذُو قُرْبى فلا عَجَــــــــــبٌ
 فكُنْ  معَ  اللّهِ  واستغفِرْ   لَهُمْ   تَسُــدِ
 *
 ورَحْمَةُ الأهْلِ أمْنٌ ، والأمانُ بِهِـــــــمْ
 ماأضْيَقَ الأرْضَ  إنْ ظُلْماً  بِهِمْ تَجِـــدِ
 *
 فاهجُرْ وهاجِرْ الى  فَيْحاءِ رحمَتِــــــهِ
 فرَحمةُ  النّاسِ  لَمْ  تولَدْ  ولَمْ   تلِــــدِ
 *
 وعِشْ جميلاً معَ  الأحـــزان  مُبتسِماً
 فعِلَّةُ  الحُزْنِ  أصْلُ الدّاءِ في  الجَسَـدِ
 *
 *****************
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
 |