دور كندا ومساهمتها في تصفية وكالة الغوث
بقلم الكاتب/ عزام الحملاوي
تقوم اسرائيل بحملة منظمة ضد وكالة الغوث الدولية ( الاونروا), في محاولة لإلغائها لتتمكن من انهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين, وشطب حق العودة, وتعتبر الاونروا أداة دعم وإسناد للفلسطينيين من حيث تقديم الخدمات الأساسية والإنسانية, وتعتبر نفسها مسئولة مع المجتمع الدولي عنهم حتى تحل مشكلتهم ,وتتحمل الوكالة مسؤولية ذلك من خلال مجلس الأمن الذي فوضها لرعاية شؤون الفلسطينيين, وحل مشاكلهم الحياتية والمعيشية الناشئة عن الهجرة والتشريد, وهي بذلك تعكس الاعتراف الدولي بالمسؤولية تجاه اللاجئين الفلسطينيين وقضيتهم وما حل بهم من جراء النكبة. ولهذا تعمل اسرائيل على انهاء دور الاونروا, وتصفية المخيمات, وتوظيف المساعدات الدولية ضمن خطط وبرامج لتوطين اللاجئين, وفرض حلول تتماشى وفق الرؤية الصهيونية, وهذا يبدو واضحا من خلال تحويل الدعم المالي للفلسطينيين الى مشاريع وفق رؤية الممولين وبعيدا عن الوكالة, وهو مااوصلها الى الأزمة المالية الخانقة التي تمر بها 0 وتماشيا مع هذا المسلسل, قامت كندا بإيقاف المخصصات والمساعدات المالية التي تقدمها للاونروا تحت ذريعة أنها تذهب لدعم الارهاب في غزة, و ستحول هذه الأموال الى مشاريع لاتستطيع المنظمات الإرهابية السيطرة عليها . وتدعي الحكومة الكندية ان الاونروا تحولت من منظمة دولية لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين, الى غطاء تستغله هذه المنظمات لتمويل عملياتها ضد اسرائيل, وأصبحت الاونروا عنصرا معادي ضدها , بالاضافة الى ان المناهج التعليمية التي تمول من قبل الاونروا تحرض على قتال اسرائيل وابادتها 0ان موقف كندا المنحاز والمخالف لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي, يهدف الى مساندة اسرائيل لانهاء دور الاونروا وقضية اللاجئين, مع معرفة كندا الكاملة بأن غالبية اللاجئين الفلسطينيين وخصوصا في غزة والضفة, غير قادرين على العيش بدون مساعدات دولية خاصة في ظل الحصار المفروض على غزة, وازدياد نسبة البطالة والفقر, حيث يتطلب زيادة خدمات الاونروا وليس تقليصها أو وقفها, بل يجب العمل على تطوير هذه الخدمات الانسانية والتنموية من خلال, التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية والمشاريع الصغيرة والسكن.ان هذا الموقف السلبي لايدعم مخطط اسرائيل فقط في انهاء دور وكالة الغوث وشطب قضية اللاجئين, بل يساعدها أيضا على تنفيذ الفكر الصهيوني, وتأكيد المبررات الواهية التي تروجها اسرائيل لانهاء دور الاونروا, والتي تستند على ان الاونروا تقدم الخدمات للاجئين الفلسطينيين بينما أهملت قضية اللاجئين اليهود, وأن معظم العاملين بها فلسطينيين, وهذا غير موجود في باقي الوكالات الأممية الأخرى. ولكن مايقلق اسرائيل, أن وجود الاونروا يثبت بأن اللاجئين الفلسطينيين هم ضحايا الجرائم الصهيونية, ولهم الحق في العودة الى وطنهم, وهذا يتنافى مع الفكر الصهيوني, وهو ما يدفع اسرائيل الى انكارحقيقة التهجير, وعملية التطهير العرقي التي قامت بها ضد الشعب الفلسطيني, وانكارها حق العودة, وادعائها بان الاونروا منظمة فلسطينية وليست دولية لكسب تأييد العالم لانهاء دورها, وتفكيك المخيمات الفلسطينية لاخفاء آثار جريمتها, وهذا ما يدفع اسرائيل لمهاجمة الامم المتحدة, وعدم الالتزام بقراراتها وخاصة قرارات الوكالات المتمثلة بحقوق الانسان, لأنها تتصدى لاسرائيل وتطالب بتطبيق القانون الدولي عليها, في حين أن اسرائيل تدعي دائما بأنها الضحية وأنها تحارب الارهاب. كذلك تحاول اسرائيل انهاء دور الاونروا بذريعة أنها العائق الرئيسي أمام تحقيق السلام بينها وبين الفلسطينيين, وحتى يسود السلام يجب أن ينتهي دور الاونروا وفق قرار دولي مع دمج وتوطين اللاجئين في الدول المتواجدين بها, وتتولى السلطة شؤون لاجئ غزة والضفة. ان محاولات اسرائيل لانهاء دور الاونروا والقرارات المتعلقة باللاجئين وتوطينهم, تتم من خلال استراتيجية تعمل على تنفيذها, من خلال ايقاف المساعدات والتبرعات, وتعبئة الراى العام حول ذلك 0 أما على الجانب الفلسطيني, فكل ما يصدر عنه هو ردات فعل نتيجة لمواقف معينة ,يتم من خلالها توجيه النقد للاونروا على تراجع آدائها في تقديم الخدمات والمساعدات الانسانية, دون وجود استراتيجية ثابتة أو تحرك منظم لمواجهة خطة اسرائيل في انهاء دورالاونروا0 وحتى يتم ذلك, يجب على الفلسطينيين التمسك بالاونروا, والعمل على تطويرا دائها, والسعي لمحاولة جعل مساهمات الدول وخاصة العربية اجبارية وليست تطوعية ,حتى تحافظ على استقلاليتها, وتظل بعيدة عن التجاذبات السياسية, وتؤدي دورها القانوني وتساعد في حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
كاتب نور أدبي يتلألأ في سماء نور الأدب ( عضوية برونزية )
رد: دور كنداومساهمتهافى تصفية وكالة الغوث
أستاذي الفاضل شكراً لك..
مقال ممتاز.. ألقيت الضوء من خلاله على نقطة هامة و خطيرة ألا و هي دور الدولة الصهيونية في صنع القرار السياسي داخل أروقة البرلمان في كندا.. وحتى في باقي الدول الغربية.
أستاذ عزام..
إن كان هناك فضل في التأثير على القرارات ألتي تخص أسرائيل في كندا أو في الولايات المتحدة او في أوروبا.. فالفضل كل الفضل يعود لتماسك الجالية اليهودية و تكاتفها مع بعضها البعض يداً واحدة بالرغم من كثرة تناقضاتهم.
لقد أمنوا منذ البداية (الجالية اليهودية) بأن هدفهم واحد، و أن هناك وطن و دولة حلموا بها و هي الأن بحاجة لهم و لأصواتهم..
لم يبخلوا عليها بالدعم المالي أو المعنوي.. فكانت أصواتهم الأنتخابيية تصدح في تلك البلدان بجانب ما يمتلكون من مال و نفوذ.
أصبح أي مرشح أنتخابي يلهث خلفهم قبل أن يخطو أول خطواته في حملته الأنتخابية.
تمكنوا من السيطرة على مركز صنع القرار و جيّروه لمصالحهم في كل المحافل.. فكيف لن يكون لكندا و غيرها الدور الأكبر بالمساهمة في تصفية كل الفلسطينين.. و ليس فقط وكالة الغوث.
للأسف نحن العرب نفتقر الى هذا الدور.. كل منا يعيش على مبدء "حارة كل مين أيدو إلو"
دور منظماتنا العربية جداً ضعيف في المهجر.. من حيث التنظيم و العمل على تسييس أبناء الجالية و تشجيعهم على الأنخراط الدائم في العملية الأنتخابية.. و التفاعل في كل المجالات الأجتماعية كأي مواطن أخر.
شكراً لك أستاذ عزام الحملاوي.
دمت بكل الأحترام و التقدير.
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
رد: دور كنداومساهمتهافى تصفية وكالة الغوث
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
تحياتي لك أستاذ عزام
كنت نشرت قبل فترة قليلة عما تقوم به ضد قضيتنا الحكومة الكندية اليمينية الجديدة
للأسف جاليتنا العربية غير مترابطة ولا يوجد تنظيم وتنسيق للعمل السياسي ودعم المرشحين ولا حملات توعية ولا أي شيء
كان عندنا منذ بضع سنوات خلت في كندا رئيس وزراء إنساني جداً وصادق وصديق للعرب والقضية الفلسطينية حتى أنه الوحيد الذي قام بزيارة الأراضي الفلسطينية وذهب للتضامن مع المرحوم عرفات أيام إقامته الجبرية، وزار المخيمات الفلسطينية في لبنان ليطلع على حجم المعاناة، هذا الرئيس السابق جان كريتيان، للأسف حين تآمرت عليه الجالية اليهودية وكل المؤيدين للصهيونية تخلى عنه العرب ولم يناصروا من كان يناصرهم ، هذه مشكلتنا الكبرى ، وبالعكس كان هذا بمثابة درس للسياسيين في أهمية إرضاء اللوبي الصهيوني وهذا ما كان.
كندا اليوم غير كندا بالأمس فنحن في عهد حكومة يمينية تدعم الصهيونية أكثر من الصهاينة أنفسهم، والجالية العربية كما هو الحال نيام وكل " يا رب نفسي " وهذا رابط ما نشرت في منتدى كندا بعنوان " انتقاد جرائم العدو الصهيوني عداء للسامية!! " على الرابط التالي:
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
وفيه ما يلي:
(( أقدم وزير الهجرة والتعددية الثقافية جيسون كني بقطع المساعدات الحكومية عن ( Kairos ) وهي مجموعة كنائس تسهم في مشروعات اجتماعية خيرية في مختلف بقاع العالم من ضمنها فلسطين، وذلك في مجال سعي المحافظين إرضاء كيان العدو الصهيوني وإسكات أي صوت يطال كيان العدو بالنقد والتماهي مع محاولات عدد من الجمعيات المؤيدة للعدو الصهيوني في اعتبار انتقاد " إسرائيل " وممارساتها الإجرامية العنصرية مساوياً للعداء للسامية، ولم يحجب هذه الحقيقة وزير التعاون الدولي في حكومة المحافظين بكندا وقام بتبرير القرار بأن مشاريع المنظمة لا تتناسب مع أولويات ونظم عمل الوكالة الكندية الكندية الدولية للتنمية، وجاء كلام الوزير كني في مؤتمر عقد في السادس عشر من شهر كانون الأول / دسمبر في القدس المحتلة تحت عنوان: " مواجهة العداء للسامية " ليكشف حقيقة الخطوة المتخذة من قبله في كندا بعد خطوات مشابهة طالت الاتحاد العربي الكندي والكونغرس الإسلامي الكندي ومنع دخول النائب البريطاني جورج غالوي الأراضي الكندية لإلقاء محاضرة تتناول الأوضاع المأساوية لسكان قطاع غزة ، فقد اعتبر كني في كلمة له في المؤتمر أن حكومته قطعت المساعدات عن منظمات مثل ( Kairos ) لدورها الريادي في حملة مقاطعة " إسرائل " فيما يرى القيمون على ( Kairos ) أن انتقاد اللإنسانية للكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني يجب ألا يصنف ضمن العداء للسامية لأنها تنطلق من خلفية عنصرية عرقية ودينية بقدر ما هي تنديد بممارسات تنتهك حقوق الإنسان وتعرض الأبرياء للموت والمعاناة....
أحد الناشطين اليهود في مدينة تورنتو علق على تصرفات الوزيركني وحكومة المحافظين بأنها ملكية أكثر من الملك، لأنها تسعى إلى كسب أصوات الناخبين اليهود من خلال إجراءات مشينة بحق منظمات خيرية وهذا لا يشرف الكنديين عامة واليهود خاصة على حد سواء.
رحم الله أيام رئيس الوزراء الأسبق جان كريتيان، هذا الإنسان الرائع الذي ناضل في العدالة والمساواة وتعاطف مع القضية الفلسطينية والعرب فأسقطته المنظمات المؤيدة للعدو الصهيوني، وما زالت الجاليتين العربية والإسلامية متفرقة لا تحسن ترتيب مواقفها بشكل جماعي للأسف حتى يصبح لها وزن يحسب له في الانتخابات.))
وهل هذا هو كل شيء؟
كالعادة جورج غالاوي يأتي إلى كندا وأميركا ليحاضر في القضية الفلسطينية بدعوة من عدة جمعيات كندية بما فيها جمعيات حقوق الإنسان ، ومنذ شهر آذار الماضي منع وزير الهجرة الكندي الصهيوني التوجه " جاسون كني " جورج غالاوي من دخول الأراضي الكندية في أربع محاضرات كان مزمع عقدها في أربع مدن من أجل غزة بينما في أميركا سمحوا له، وبهذا تجاوز الوزير الكندي الخطوط الحمر بين كندا وبريطانيا تحت عرش الملكة ، ( اتحاد الكومنويلث) خصوصاً وأن غالاوي ليس مواطناً بريطانياً عادياً، بل برلمانياً منتخباً من الشعب ويمثل الشعب البريطاني، كل ذلك رماه الوزير إكراماً للصهاينة حتى لا ينزعجوا من عدة طلات إعلامية للبرلماني الشهير في كندا!
وهذه بالطبع سابقة خطيرة خصوصاً مع ما ورد أعلاه من اتهام كنائس Kairos بمعاداة السامية وقطع المعونات الحكومية عنها والتي تحصل عليها منذ 35 سنة.
طبعاً هذا الإنسان الشهم الرائع والفارس النبيل جورج غالاوي لم يسكت، وتقدم بدعوى ضد وزير الهجرة الكندي إلى المحكمة الفيدرالية على أمل إدانة وزير الهجرة الكندي وتمهيداً لإدانته في قضايا أخرى مكشوفة الدوافع والسياسات والأهداف في خدمة " إسرائيل " على حساب المصالح الكندية العليا..
هذه صورة جديدة لوزير يعاقب يعاقب الشخصيات والكنائس والمؤسسات الإنسانية التي تدافع عن حقوق الإنسان وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني.
شكراً جزيلا لك أستاذ عزام على هذا الطرح المهم بشأن الأونروا وأهمية وجودها، فوثائقنا كلها في الأنروا والاحصائيات إلخ..
أشكرك وأتمنى فعلا نشر الاهتمام بهذا الموضوع البالغ الأهمية
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]