الكاتب و الأديب .. وأدب النص و الحديث
د. ناصر شافعي
إنه حمل ثقيل يقع على عاتق كل كاتب و أديب .. وهو أمانة الكلمة .
الأمانة هنا هي أغلى من أثمن كنوز الأرض ..
الكلمة للكاتب و الأديب هى الأمانة .. والأمانة هى الكلمة الحق ، الصادقة ، الهادفة ، الواعية .. وليست الكلمة الشاردة ، الزائفة ، الخادعة .
الكلمة مهما صيغت نثراً أو شعراً .. وكيفما نُظمت مقالاً أو نصاً أدبياً .. يجب أن يقدرها الكاتب و يرعاها ويمنحها الصفات الكريمة التي تخدم هدفه في فائدة القارئ و إمتاعه .. يفكر فيها و يمحصها قبل أن ينظمها و ينشرها ..
لا للكلمة الخادعة التي يريد بها الكاتب شهرته وعلو مكانه .. بحثاً عن التفرد أو التميز أو الإبداع الزائف .. بصرف النظر عن محتواها و إسلوب سردها !
الكلمة الطيبة الهادفة .. يمكن أن ترفع من شأن الكاتب وتبعث في نفس القارئ الإعزاز و التقدير و الإحترام لكاتبها .. أما الكلمة الخبيثة أو الجاهلة فيمكن أن تحط من قدر ومكانة من يسطرها و ينشرها ..
القارئ الواعي ، ناضج الفكر ، راجح العقل ، يستطيع أن يميز بسهولة بين الكلمة الصادقة الهادفة الإيجابية ، و بين الكلمة الزائفة المصطنعة السلبية .
الكلمة الإيجابية الفعالة هى الكلمة الصادقة .. الكلمة الحق .. الكلمة الواعية النافعة .. المحفزة للإبداع .. المثبتة للعلم و المعرفة ..
الكلمة هي الضمير الحي المتحدث بإسم كاتبها .. وهي الفكر الواعي اليقظ المعبر عن ناشرها .
الكلمة النافعة هي السلاح القوي الفعّال لردع الأفكار الإنهزامية و الأفكار السودوية والأهداف غير السوية الانحرافية .
كلمة الأديب إن أراد أن تكون كلمة أدبية ، لابد وأن تشملها الفكرة و الهدف .. الفكرة الواعية الناضجة ، الهادفة للصلاح و الإصلاح .
و أن ينتهج الأديب في سبيل توصيل هذا الهدف ، وهذه الفكرة الأسلوب الأدبي المتأدب ، البعيد عن الزيف و التطاول والأكاذيب و التشهير ..
كلمة الكاتب – إذا أراد أن يكون أديباً – يجب أن تتحلى بالأدب الشديد مع الذات الإلهية العظيمة ، ومع الرسل و الأنبياء رضوان الله عليهم جميعاً .. وألا تتجاوز حدود الأدب بدواعي التوضيح .. و بدافع التشخيص و التلميح .. من أجل الشهرة و التصفيق . هل بهذا النهج يصبح الكاتب أديباً مبدعاً .. ام كاتباً متجاوزاً ؟؟ .. ينشر البعض قصصاً تخيلية زائفة عن الأنبياء .. وعن التفاوض والندية مع الله ( العلي القدير ).. ويدمج فيها أحداثاً وهمية ، وكأنها وقائع فعلية !! .. ثم يدعي أنها ليست قصصاً دينية .. و انها شخوص رمزية !!
لا أدعي بهذا المقال أنني أديباً متميزاً .. أو ناقداً متفرداً .. بل أنا قارئاً واعياً لكل ما يقع عليه بصري وبصيرتي .. و ما يفهمه عقلي و ما يدركه فكري و وجداني .. وما ترتاح له روحي و عقيدتي .
تحياتي . د. ناصر شافعي