التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,827
عدد  مرات الظهور : 162,242,771

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نور الأدب التخصصي > الأقسام > منتديات.التاريخ.والجغرافيا > آثار ومكتشفات
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01 / 03 / 2013, 30 : 09 PM   رقم المشاركة : [1]
زين العابدين إبراهيم
أديب روائي

 الصورة الرمزية زين العابدين إبراهيم
 





زين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

شالة _ باناصا_ تامودة

[align=justify]
شالة


وأنت في حضرة هذه الأطلال ينتابك شعورا من الغموض والإبهام بقدر ما فيه من المدى والعمق لما ضمته من رفات تحت الأرض قد صارت لحودا مرارا ضاحكة من تزاحم الأضداد وما عليك إلا أن تسير إن اسطعت في الهواء رويدا لا اختيالا على رفات العباد...إنها شالة

هذه المدينة الأثرية التي تقع بمنطقة الرباط حيث اكتشفت خلال العهود التاريخية القديمة وقد ساهم في نشأتها وازدهارها مصب النهر وتوفرها على أهم عيون المنطقة

وردت تسمية سلا منذ منتصف القرن الأول بعد الميلاد عند بعض الكتاب القدامى كالشيخ بيلينيوس وفي وثائق أثرية كالنقود إلا أن هذه المنطقة عرفت لغة الوجود في فترة ما قبل التاريخ بالرغم من الصعوبات في تحديد مراحلها الحيوية منذ فجر بعيد ومن حسن الحظ أنه قد عثر بالقرب منها على بقايا آثار تثبت أنها عرفت نوعا من الحياة الإنسانية لعلها أول حياة جربها البشر وهي تدل على أن الإنسان الأول الذي ظهر في شمال أفريقيا هو أقدم إنسان عثر على أثر له إلى هذا اليوم وأنه عاش بالقرب من هذه الأطلال منذ ثلاثمائة أو أربعمائة ألف سنة تقريبا فأجزاء الجماجم التي اكتشفت في لكبيبات في الرباط سنة 1933 تجزم على أن هذه المنطقة الأثرية كانت مسكونة في العصر الحجري الوسيط وفي فترات ما قبل التاريخ أي في المرحلة التي سبقت اختراع الكتابة وهذا ما أكده علماء الأنثروبولوجيا كما جاء في كتاب تاريخ شمال أفريقيا لأندري جوليان وكذلك فالواز في كتابه رجل الرباط مما حذا بالباحثين محاولة توسيع البحث الأيكولوجي داخل المدينة

لعلها تجيب على بعض الأسئلة الملحة فيما يتعلق بالنقش على الصخور إبان العصر النيوليتي إلا أن هذه البحوث الأثرية في معظمها لم يكتب لها النجاح

ولقد أشار الباحثان فلاموند و أوبرمايير من خلال تلك المقتنيات المصقولة التي تم العثور عليها في المنطقة كالفأس مثلا وبعض المقتنيات الحجرية والتي كانت غالبا ما تستعمل لصناعات النقش والزخرفة سواء في الطين أو على الحجارة وقد تجلت في صناعة الحلي من أسورة وأقراط وخلاخل وقلائد...تِؤكد عن وجود لنظام جماعي في المنطقة حديث التكوين

إلا أن هذه المعطيات لم تقنع معظم الباحثين عن مظاهر الإستقرار أنذاك بالرغم من بعض البحوث اللغوية التي لها رأي آخر أو من يعتبرون أن الدراسات البيئية والإتنوغرافية الفيزيقية لم تثبت ان اندماجا كبيرا

بين سكان المنطقة وجماعات أخرى استوطنت في المنطقة في فترة لاحقة

إن الحقبة الزمنية القديمة لهذه المنطقة لايزال مجهولا في كثير من جوانبه ولم تتضح إلا في القرن السادس قبل الميلاد حيث تأسست هذه المدينة على مرتفع شامخ يطل على النهر ورحابة المحيط هذه كانت حصنا منيعا استعصت أسوارها العالية على كل من حاول اقتحامها عرفت ازدهرا تحت حكم الموريين وخصوصا الملك باطليموس

كانت تعرف باسم سلا كولونيا حيث جهزت بعدة بنايات عمومية يجسد جلها التأثير الهيلني والروماني كما سكت نقودا تحمل اسمها ابتداء من سنة 40 م خلال عهدي الملكين يوبا وابنه باطليموس

ولعل أهم ما يلاحظ الباحث لتاريخ هذه المدينة القديم أنها تعرضت كما تعرض الشمال الأفريقي كله لحضارتين كبيرتين هما حضارة الفينيقيين وحضارة الرومان

وقد ظهر الفينيقيون في غرب المتوسط عند منتصف القرن الثاني عشر قبل الميلاد واستمروا في الشمال الأفريقي زهاء ألف عام ومع ذلك فإن المعلومات عنهم قليلة وترجع أغلبها إلى الفترة المتأخرة التي بدأت مع الحروب البونيقية وانتهت بانتصار الرومان وقد وصلت معظم هذه المعلومات بواسطة مؤرخين لاتين تحدثوا عن عظمة روما وكذلك عن طريق مؤرخين يونان وتعد رحلة حانون وثيقة هامة وهي تلقي الأضواء على التجارة الفينيقية ومراكزها في الشمال الأفريقي وخصوصا شالة نظرا لموقعها الاستراتيجي الهام أرض الغروب أو هسبريس الإسم الذي يحلو لليونان أن يطلقوه على شالة وتشميس وليكسوس وروسادير وهي مليلية حاليا وطنجس وقرطاجنة التي كانت أهمها جميعا

إن موقع شالة على مصب النهر وساحل المحيط جعل منها مركزا تجاريا هاما إبان الحقبة الفينيقية حيث كانت في أساسها تقوم على المال وتبادل التجارة بأساطيل تجوب المتوسط والأطلسي متنقلة بين مختلف المراكز التي كانوا يتعاملون معها ولم يكن هذا الطابع التجاري ليصرف شالة عن الفلاحة بل زاد الإهتمام بها وبالصناعات المرتبطة بها كإنتاج الزيوت وما إليها من صناعات غذائية كتصبير الأسماك وبلغ من تبريزهم فيها أن أحد القادة البونيقيين هو ماغون ألف فيها كتابا من ثمانية وعشرين جزءا تحدث فيه عن الزراعة وتربية الماشية بل ضبط كذلك ضبطا مدققا قواعد إدارة الأملاك الريفية وقد استفاذ منه الرومان وترجموه

وليس من شك أنه كان لمثل هذه النهضة أكبر الأثر على اللغة والتقاليد ومظاهر متنوعة في مجال العبادات والفنون بشكل عام وربما ساعد على انتشار مثل هذه المظاهر الحضارية والثقافية في المدينة أن الفنيقيين كانوا مستوطنين ولم يكونوا مستعمرين يضاف إلى ذلك ما يوجد بينهم وبين الموريين من تقارب وتشابه خاصة في نطاق اللغة وقد بلغ من انتشارها أن القديس الأمازيغي أوغستان ذكر أنها في أيامه أي القرن الرابع للميلاد كانت منتشرة في البوادي كما أكد المؤرخ البزنطي بروكوب أنها كانت متداولة في القرن السادس ق.م

وتجدر الإشارة أن هذه المدينة ما أن حل القرن الثالث قبل الميلاد حتى انتفضت لإقامة إمارة مستقلة مستغلة دخول القرطاجنيين مع الرومان في نزاعات استمرت من 146 ق.م إلى 435 ب.م فكان أن أقيم في الشمال إمارة موريطانيا وفي الداخل إمارة نوميديا

ولكن المدينة لم تلبث بهذه الحروب أن تعرضت للغزو الروماني وقد حاولوا القضاء على اللغة والتقاليد حيث شهدت تحولا جديدا بتغيير في مكوناتها الحضارية بإنشاء عدة مرافق عمومية كالديماكوس ماكسموس ولم يتم لحد الآن الكشف إلا عن الحي العمومي هذا الأخير ينتظم بجانب شارع رئيسي بالساحة العمومية الفوروم أما بشمال غرب الساحة فيتواجد معبد مكون من خمس مقصورات تبرز التأثير المعماري الموري وبناية الكابتول ومخازن عمومية وحمامات أما بشماله فقد ظهرت بقايا المعبد الرسمي وقد كشفت الحفريات عن دار العدالة التي لم يتبق منها إلا أجزاء ضخمة بني جزء منها فوق صف من الدكاكين المقببة وفضاء واسعا يضم قوس النصر وظلت مهجورة منذ القرن الخامس للميلاد لغاية القرن العاشر الميلادي

على أن هذا لاينفي أن الرمان في هذه المدينة أثروا على طبقة كانت تختلف إلى مدارسهم وتتسمى بأسمائهم وتعبد الآلهة الرومانية مثل مارس وهرمس وسيريس وباخوس وأسكولاب وأيزيس ومترا وفئة أخرى ظلت تقدس الآلهة الفينيقية وإن أخفتها تحت ستار أسماء جديدة وفئة أخرى حافظت على آلهتها الأمازيغية المحلية كما كورتا ويونا وماكورفوس وماتيلا وفيهينا وبونشور وفاريسيما وفئة عرفت الوحدانية كالمسيحية واليهودية

إلا أن المسيحية لم تنتشر إلا عند النخبة المتعلمة في المدارس الرومانية حيث كان التعليم يهدف إلى تكوين أطر لتسيير الإدارة المحلية باللغة اللاتينية وكانت مناهجه تقتضي تدرج التلميذ من تعلم القراءة والكتابة والحساب إلى النحو والآداب والموسيقى والعروض والفلسفة والفلك والرياضيات وينتقل بعد ذلك إلى مدارس أعلى كانت تؤسس في أهم المدن وفيها يتعلم الشعر والخطابة وما يتطلبان من بلاغة وجدل وارتجال وقد ينتقل بعد ذلك إلى روما أو غيرها من مدن الدولة المركزية لتنمية معارفه أو تولي بعض المناصب

وقد إحتفظ التاريخ بأسماء غير قليل من الأدباء والفلاسفة وعلماء الدين الذين تخرجوا من هذا التعليم من مدينة شالة ومن مختلف مناطق الشمال الأفريقي وعبروا باللاتينية وليس لأن اللغة الأمازيغية كانت قاصرة كما ذهب جوليان ومن المذاهب التي ظهرت في هذه الفترة مذهب الدوارين وكان يسير في خط الثورة على الرومان ومن بين الفلاسفة نذكر من بينهم دوناتوس وبريمانيانوس صاحب كتاب ضخم في الدفاع عن الدوناتية والأسقف أباتا الميلي ووتيكونيوس ووالقديس أغسطينوس وترتوليانوس الذي اشتهر بالدفاع عن الدين المسبحي وبمذهب يدعو إلى العفة والأخلاق ومينوسيوس فيليكس وأبوليوس الذي له عدد من القصص ودواوين أشهرها ديوان الأزاهير ...

وقد نبغ إلى جانب هؤلاء بعض القادة الموريين الذين تربى معظمهم في أحضان حضارة الرومان وثقافتهم وكانت لهم مواقف ثورية لتحرير الشمال الأفريقي والنهوض به

فإن كانت هذه المدينة كمثيلاتها من المدن الأثرية في الشمال الأفريقي قد دخلت مرحلة غامضة منذ بداية القرن الخامس بعد الميلاد إلا أنها ظلت في ذاكرة التاريخ رافدا من روافد الحضارة الإنسانية كذرة نهر و ساحل أنارت المحيط إلى شفق لاحدود له.[/align]


باناصا

[align=justify]
تحكي قصتها الدفينة عبر اطلالها الصامدة وترقد بذاكرتها الأليمة في صمت غابر في انتظار من ينبش بحثا عن أسرارها إنها باناصا

هذه المدينة الأثرية كانت تنعم بالحياة منذ العصر الحجري الوسيط

وليس معنى هذا أن كثرة الوثائق هي التي ساهمت في حصول الإتفاق حول التصور الواقعي للمدينة إبان حقبة زمنية قديمة بل يمكن أن نذهب إلى عكس ذلك أن الأمر الواقع التسليم به هو تعرضها للدمار مرتين حسب الباحثين مما يعني وجود مقاطعتين أثريين في مكان واحد الأولى الحقبة المورية والثانية الرومانية ومن غير شك لا يمكن إثبات المعاصرة للصناعات المطلقة التي يختص بها هذان الطوران غير أنه من المرجح على الأقل أنها تفاعلت إلى حد ما على مر الدهور...

إن هذه المدينة التي تقع بالقرب من مدينة سيدي قاسم على بعد 17 كلم يعود تاريخها إلى 3000 سنة قبل الميلاد كما هو وارد في عدة مصادر تعني بتاريخ شمال أفريقيا مما يدل بأن فن هذه النقوش التي وجدت في باناصا يرجع للعصور النيوليتية يضاف إلى ذلك الأدوات التي كشف التنقيب عنها وقد تطورت هذه الأدوات خلال تلك العصور إلى أشكال متقنة مصقولة كالفأس وبعض الآلات الحجرية والعظمية التي يتوسل بها لصناعة النقش والزخرفة سواء في الطين أو على الحجارة وقد تجلت في صناعة الحلي من أسورة وأقراط وخلاخل وقلائد كما تجلت في فن صنع التماثيل

لقد حاولت بعض الدراسات تتبع التحولات الشكلية التي عرفتها المدينة في فترات ما قبل التاريخ لمعرفةنمط عيش هذا الإنسان الذي استقر في هذه المنطقة ولعل بعضها يلقي الضوء على مظاهر الإستقرار وما جد من أنماط وتغيرات عميقة في حياة الإنسان

إلا أن هذا البحث الأيكولوجي اتخذ نسقا متسارعا نحو التركيز على الحقبة التي عرفت التأثير الفينيقي واليوناني والإيروبونيقي ما بين 25م 35م واستنادا إلى الأبحاث الميدانية في المنطقة

والتي أجريت في الحي الجنوبي حيث أن المناخ العام في باناصا عرف ركودا

في هذه الفترة لغاية حكم الإمبراطور مارك أوريل سنة162م ويبدو جليا أن التأثير الخارجي أثناء الحقبة الرومانية كان واضحا حيث اتخذت المدينة اسما جديدا هو "كولونيا أوريليا"و باتت مركزا حضاريا هاما لغاية 285م حين تراجع الحكم الروماني إلى الشمال وظلت مهجورة منذ تلك الفترة في حين يعتقد بعض الباحثين بأن المدينة عرفت استقرارا آخر للموريين من جديد.

إن الدراسات التي أجريت في الموقع كشفت عن عدة بنايات وخصوصا منزل فينوس ومنزل دوميسيانا وما يمتازان به من تصميم عمراني غاية في الجمال والإتقان إضافة إلى بعض المحلات التجارية والصناعية والمساكن التي تتخللها أزقة كانت موزعة بشكل منظم حول الصحن الدائري الذي يضم في الغالب حدائق مزينة بلوحات الفسيفساء المتعددة الأشكال الزخرفية التي كانت ترقى إلى قمة أوجها أثناء الحقبة اليونانية

إن هذه المدينة الأثرية موجودة بقوة في وعي الذاكرة ونحن في حمأة الواقع ومهما كانت مشاركتنا في التعريف بها فستبقى متواضعة في خضم التحولات والتغيرات التي عرفتها المنطقة أثناء فترات لا تزال غامضة في معظمها ويمكن القول أن باناصا هي النموذج اللامحدود الذي يتحرك داخلها التاريخ ليسافر في جميع الإتجاهات كواقع مفقود رغم وجوده يرغب في من ينصت إلى خلجات الحياة فيه و بين أطلاله حيث كانت الأحلام والآمال والحنين ....إنها باناصا تحدثت عن نفسها بلغة الوطن وعزيز أن يصيبها ما يمكن أن يصيب العرض الزائل من الفناء لأنها قطعة من جنان الأرض..
[/align]

تامودة
[align=justify]

بين جبال الريف وساحل المحيط ينساب وادي مارتيل في سكون يحمل بين ضفتيه وتحت تراب هضبته أسرار مدينة غائرة في القدم لمئات السنين تحمل أدق التفاصيل عن مجال منهك بلغة الدمار إنها مدينة المروج أو البركة الراكدة بمعناها الأمازيغي تامدا

تقع هذه المدينة

جنوب غرب تطوان بجانب الطريق المؤدية إلى شفشاون والتي أسست على يد أحد ملوك الموريين القائد باكا منذ حوالي 200سنة قبل الميلاد

ويعتبر التاريخ الطبيعي لبلنيوس الشيخ الذي توفي سنة79م أقدم نص ذكر المدينة

وقد تمكن علماء الأثار من توطينها بالموقع بعد عثورهم على نقيشة لاتينية تحمل إسم المدينة كما تم الكشف على مجموعات سكنية يرجع تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد تؤكد للباحثين أن هذه المدينة بعد تأسيسها شهدت صراعات ضارية فوق أراضيها إلا أنها عرفت تطورا عمرانيا

إبان حكم الموريين وبالأخص في فترة الملك بوخوس الأول ليتقرر بذلك أن مفهوم المدينة في المنطقة كان موجودا قبل الإحتلال الروماني من خلال التوزيع العمراني للمنازل والحوانيت والأزقة والساحة العمومية

إن إدراكنا لمواضع التداخل بين البحوث الأيكولوجية والتصورات التاريخية والعلاقة التي تربط بينهما هو شرط لا غنى عنه لبلورة رؤى واقعية لكل ما يتعلق بهذه المنطقة والمقارنة بينها وبين مناهج أخرى تحاول طمس ثرات كان له وجود منذ ملايين السنين....

فموقع تمودة الإستراتيجي والمنفتح على البحر الأبيض المتوسطى عبر وادي مارتيل ساهم في تنشيط الإقتصاد بالمنطقة وتسهيل عملية التبادل التجاري مع شبه الجزيرة الإبيرية وأقطار أخرى من المتوسط

إن هذا الإكتشاف الأثري الهام خلال عشرينيات القرن الماضي كان له الفضل في الإجابة عن عدة غوامض تاريخية تتعلق بتاريخ الشمال الأفريقي من خلال حضارته وتجلياته ومما لاشك فيه أن الحفريات الأثرية من طرف الباحثين الإسبان كان لها الفضل في إبراز بعض جوانب التطور البشري في تلك الحقبة حيث عرفت استقرار سياسيا ورواجا إقتصاديا ملموسا وذلك حتى سنة 38 ق,م ثم تعرضت المدينة للدمار تحت تأثير حريق هائل ناتج عن فتن سياسية مرتبطة بالوضع الراهن آنذاك في منطقة المتوسط كما رجح هؤلاء الباحثين أنه تم إعادة بناء المدينة بعد هذه الأحدات لكن ما لبتث أن تعرضت للدمار من جديد في سنة40 م على يد الرومان و شيدوا على أنقاضها حصنا منيعا مربع الشكل يصل ضلعه إلى 80 مترا تحيط به أسوار ضخمة مبنية بالحجارة مدعمة بأبراج تتخللها أربعة أبواب و مذبحا خاصا بآلهة النصر الأغسطسية

إن هذا التحدي الموشوم بالقوة لا يمكنه أن يحول بين حقب زمنية متسلسلة امتدت لعقود قديمة واستطاعت تأسيس كيانها المستقل قبل الدمار فالعدد الكبير من اللقى والتماثيل البرونزية والنقود والأواني الخزفية الفاخرة تؤرخ لفترة التواجد الروماني وما قبله بالمنطقة

ويعتبر هذا النموذج التراثي الفريد آلية من آليات النضوج الفكري المؤثر في النسيج الإجتماعي

الذي استطاع إنشاء كيانات أخرى أكثر تطورا في مناطق أخرى بالشمال الأفريقي

إن تامودة بالرغم من الدمار الذي لحق بها

سوف تظل مدينة المروج بلا منازع ورافدا من روافد الحضارة الإنسانية بالرغم من الغموض الذي اكتنف بعض مراحلها

وها أنت أيها الطائر تعبر سماء البحر لتلحق بالسرب سوف تعود يوما لتصدح فوق البركة الراكدة.... وتشدو حنينا لتلك المروج... .[/align]


زين العابدين إبراهيم

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة مازن شما ; 02 / 03 / 2013 الساعة 07 : 05 AM. سبب آخر: تنسيق النص
زين العابدين إبراهيم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01 / 10 / 2021, 09 : 08 PM   رقم المشاركة : [2]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: شالة _ باناصا_ تامودة

جميل هذا التعريف بتلك المدن البائدة الصامدة،شالة لم أزرها،كنت بالرباط مرة، وعرفت أنها ترقد بمكان مررت به.
تامودة رؤية خاطفة على من خارج أسوارها متجهة من طنجة لتطوان.
باناصا زرتها وأخذت لأطلالها صورا، واقعها مؤلم إذ لا تحظى بالعناية والاهتمام...
لكن ألاحظ أن وليلي لم تذكر ولعلها الأشهر لأنها عرفت كذلك بعد الفينيق والرومان الحضارة العربية الإسلامية بعد أن أصبحت مقرا لإدريس الأول، كما لاحظت من خلال ما قرأته أن المدن الثلاث إضافة إلى وليلي قربها من المنابع والعلوم والوديان فشالة وقد ساهم في نشأتها وازدهارها مصب النهر وتوفرها على أهم عيون المنطقة، أما باناصا قريبة من نهر سبو العظيم، وتامودة بين جبال الريف وساحل المحيط ينساب وادي مارتيل في سكون يحمل بين ضفتيه وتحت تراب هضبته أسرار مدينة غائرة في القدم لمئات السنين تحمل أدق التفاصيل عن مجال منهك بلغة الدمار إنها مدينة المروج أو البركة الراكدة بمعناها الأمازيغي تامدا، ووقفت وليلي على تلال فوق وادي خومان الذي يطل على سهل خصب متموج شمال مدينة مكناس الحديثة، وتعتبر كذلك مدينة زراعية خصبة بامتياز..
شكرا على متعة القراءة والإفادة
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
باناصا_, تامودة, شالة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هذيان صامت... فاطمه شرف الدين كلـمــــــــات 3 29 / 12 / 2022 13 : 05 PM
غدير شامة رشيد الميموني ملف القصة / رشيد الميموني 12 03 / 11 / 2022 30 : 12 PM
أما زالت قهوتك ساخنة ؟؟.. طلعت سقيرق نبضات دافئة في شارع العمر.. 15 28 / 04 / 2018 14 : 01 PM
حوار صامت زاهية بنت البحر الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 3 01 / 05 / 2010 42 : 04 PM
صامت العيون عماد الدين عميروش الخاطـرة 0 24 / 12 / 2008 56 : 11 PM


الساعة الآن 42 : 05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|