[بوران شما]

الحج إلى الأماكن المقدسة في فلسطين (من مواد الموسوعة الفلسطينية – القسم الأول- المجلد الثاني ):
أ- حج المسلمين : بيت المقدس المدينة المقدسة الثالثة في الإسلام بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة . وقد جاء في صحيح البخاري الحديث الشريف , "لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام, ومسجدي هذا(في المدينة المنورة) والمسجد الأقصى ". وقد أكّد الخليفة عمر بن الخطاب مكانة بيت المقدس العظيمة يوم دخوله المدينة فاتحاً, فبعد أن أعطى سكانها عهد الأمان أخذ يبحث عن مكان سجود رسول الله (ص) عند إسرائه إليه , ولمّا وجده نظفّه مع المسلمين, ثم طلب من بلال مؤذن الرسول أن يؤذن للصلاة , فصلّى المسلمون وراء أميرهم في ذلك المكان , وأمر عمر أن يبنى عليه مسجد ظلّ قائماً حتى إنشاء المسجد الأقصى وبناء قبة الصخرة (72هـ/691م).
ويؤكد هذه المكانة الدينية العظيمة للقدس في نفوس المسلمين كثرة من أمّها بعد الفتح من قرّاء القرآن ورواة الحديث وأهل الزهد رغبة منهم في الحج إليها والإقامة فيها. ويؤكدها أيضاً دفن شهداء الفتوح في مقبرة مأمن الله(حرّفت فصارت ماملاّ) على بعد 800 م غرب سور المدينة , أو في مقبرة باب الرحمة خارج السور الشرقي للحرم الشريف . وقد أزال الصهيونيون معالم المقبرة الأخيرة وما فيها من قبور المسلمين منذ الفتح الإسلامي .
فرض الحج إلى مكة على من كان قادراً على تحمل نفقته ومشقته . أما العاجز فله أن يمسك أو أن يحج إلى أحد المساجد التي تشدّ إليها الرحال . وقد أخذ بعض حجاج بلاد الشام يجعلون زيارة المسجد الأقصى وقبة الصخرة مبدأ الحج إلى الحجاز . ثم أضافوا إليهما زيارة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل . ولم يقتصر الأمر على حجاج بلاد الشام , بل شمل الحجاج من مختلف الأقطار الإسلامية , وكان بعضهم يبدأ الإحرام تحت قبة الصخرة , ويظل محرماً إلى أن يصل مكة فيؤدي ما فرض عليه فيها. وقد ذكر الرحالة ناصر خسرو الذي زار القدس سنة 460هـ /1047م أن أهل بلاد الشام كانوا " يحجون إلى بيت المقدس , وأن عدد الحجاج في شهر ذي الحجة كان يزيد عن عشرين ألفاً".
وكان للقدس مكانة عظيمة عند خلفاء بني أمية , فقد آثر معاوية أول خلفائهم أن يبايع له فيها بالخلافة , وأكثر عبد الله بن مروان وابنه الوليد بن عبد الملك من زيارة القدس أثناء بناء المسجد الأقصى وقبّة الصخرة , وبويع سليمان بن عبد الملك بالخلافة فيها, وكان عمر بن عبد العزيز يحاسب عمّاله تحت قبة الصخرة . وقد ذكر المؤرخون أن الخليفة العباسي أبا جعفر المنصور حجّ إلى مكة والمدينة ثم إلى القدس. وأن الخليفة المهدي زار القدس للصلاة في المسجد الأقصى . أما المأمون فقد رممّ قبة الصخرة وضرب نقوداً خاصة بهذه المناسبة نقش عليها اسم القدس . وذكر المؤرخون أن عددا من سلاطين المماليك والعثمانيين زاروا القدس. ولا حاجة إلى ذكر أفواج المسلمين الذين ظلّوا يزورونها ويحجّون إلى حرمها إلى أن وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 .
واكتسبت مدينة القدس عند علماء المسلمين مقاماً عالياً قد لا يقل عن مقام مكة والمدينة , فكان هؤلاء العلماء يمرّون بها في طريقهم إلى الحجاز , ويقضون فيها سنوات يتعلمون ويعلمون , فوطدوا بذلك دعائم وحدة ثقافية بين المسلمين لم تتزعزع حتى أثناء الغزو الصليبي . وتدل أسماء العلماء الذين أقاموا في القدس أو دفنوا في مقبرة مأمن الله أو في مقبرة باب الرحمة على أنهم جاءوا من مختلف البلاد العربية والإسلامية . ويكفي أن يذكر في هذا الباب الإمام أبو حامد الغزالي الذي جاء من بغداد إلى دمشق , ثم انتقل إلى القدس قبيل سقوطها بيد الصليبيين , وأقام في الحرم الشريف في زاوية قرب باب الرحمة عرفت فيما بعد باسمه , وكتب وهو مجاور في القدس ومدرّس في المسجد الأقصى " الرسالة القدسية ". وزار الغزالي الخليل في طريقه إلى مكة وكتب شطراً من كتاب " إحياء علوم الدين" في القدس .
ولا يقل شأن فتح صلاح الدين الأيوبي للقدس واستعادتها من الصليبيين عن شأن الفتح العمري في تاريخ العرب والإسلام . وقد زاد اهتمام المسلمين بالقدس والحج إليها بعد هذا الفتح . ويسّر صلاح الدين ومن جاء بعده الأمر على الحجاج بما أنشأوا من الزوايا والربط والمدارس, وبما حبسوا من أوقاف لإيواء الحجاج وإطعامهم وكسوتهم . وقد أوقف الملك الأفضل (ابن صلاح الدين) الأرض الواقعة خارج سور الحرم الغربي بين باب السلسلة شمالاً وباب النبي (باب البراق أو باب المغاربة) جنوبا لمنفعة حجاج المغرب (كانت تقوم فوق هذه الأرض حارة المغاربة التي هدمها الصهيونيون واغتصبوا أرضها بعد حرب 1967 ).
وقد كثرت الكتب التي تحدثت عن القدس ومسجدها الأقصى , وقوّت في النفوس الرغبة في زيارتها والحج إلى حرمها , ومنها" كتاب الأنس في فضائل القدس" لبهاء الدين ابن عساكر (ابن المؤرخ المعروف) , و" الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل" لمجير الدين عبد الرحمن العليمي قاضي القدس أواخر عهد المماليك , وكتاب "إتحاف الأخصّا في فضائل المسجد الأقصى" لكمال الدين السيوطي , و" الجامع المستقصى في فضائل الأقصى " لأبي محمد ابن علي بن عساكر , وكتاب "مثير الغرام إلى زيارة القدس والشام" لأبي الفداء إسحق الخليلي , وكتاب " باعث النفوس إلى زيارة القدس المحروس" لبرهان الدين الفزاري .
ب – حج المسيحيين : يطلق لفظ "الحج" عند المسيحيين على زيارة الأماكن المقدسة في فلسطين , تلك الأماكن التي شرفها السيد المسيح في القدس والناصرة وبيت لحم وغيرها .
ولم تنشأ عادة زيارة هذه الأماكن المقدسة إلاّ في القرن الرابع الميلادي, بعد أن تنصّر الإمبراطور قسطنطين (306م- 337م) وجعل المسيحية ديناً من أديان الدولة , فأمر بالكشف عن معالم القبر ومكان المهد والجلجلة . وذهبت هيلانة إلى فلسطين , وأشرفت بنفسها على الأعمال , وبنت ثلاث كنائس كتب البقاء للثالثة التي بنيت فوق مغارة بيت لحم .
نشط العمران بعد ذلك, وتواصل البناء بجهود الأباطرة ورجال الدين والأثرياء , فأنشئت الكنائس والأديرة وفنادق الحجيج . ورافقت ذلك حركة حج عظيمة , وكان الحجاج المسيحيون يتوافدون إلى فلسطين من كل مكان وفيهم الأساقفة أمثال هيلاريون الغزاوي وباسيلوس الكبير ويوحنا الأنطاكي , والنساك أمثال سمعان العمودي , والأباطرة كتيودوسيوس وأفدوكيا. وقد كتب الكثيرون مشاهداتهم في مؤلفات أجمعت على إبراز المركز العظيم الذي شغلته الأماكن المقدسة في العالم المسيحي كله. وتبع ذلك منح أسقف القدس لقب بطريرك عام 451, فغدت كنيسة القدس في المرتبة الخامسة بين الكنائس المسيحية بعد روما والقسطنطينية والإسكندرية وأنطاكية .
لم تنقطع حركة الحج إلى الأماكن المقدسة في فلسطين بعد الفتح الإسلامي, وشهدت الفترة الممتدة حتى دخول الصليبيين القدس أواخر القرن الحادي عشر الميلادي(493هـ/ 1099م) نمواً كبيراً في هذه الحركة. وكان لاعتناق استفانوس ملك المجر (997م-1038م ) المسيحية أثر كبير في فتح وادي الدانوب في وجه الحجيج الغربيين .
ولمّا دخل الصليبيون القدس وأنشأوا فيها وفي المناطق التي احتلوها مملكة لهم قويت الحركة التجارية بين الشرق والغرب , وقويت معها حركة الحج إلى الأماكن المقدسة في فلسطين .
ثم استعاد المسلمون الأراضي المقدسة, وانحسر المدّ الصليبي , وأخذت فكرة الحرب الصليبية تختفي شيئاً فشيئاُ , وبرز عنصر جديد في الصراع بين الغرب والشرق على الأماكن المقدسة هو عنصر الحوار الديني والسياسي. وأثّمر ذلك نمو حركة الحج إلى فلسطين طوال القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين , وقدوم الكهنة المسيحيين إلى القدس لخدمة الأماكن المقدسة في وجه جميع قاصديها .
وكان سقوط القسطنطينية عام 1453م , ثم دخول السلطان سليم الأول للقدس فاتحاً عام 1517 م, بداية مرحلة جديدة من مراحل الصلة بين الشرق والغرب كان لها أثرها في حركة الحج إلى الأماكن المقدسة في فلسطين . وقد تكشفت الأغراض الاقتصادية والعسكرية التوسعية التي كانت تختبئ وراء الحملات الصليبية , وظهرت فكرة سياسة المحاور , فوقع ملك فرنسا فرنسوا الأول مع السلطان العثماني سليمان الثاني عام 1536 م معاهدة كانت الأولى في سلسلة من المعاهدات استمرت بين مدّ وجزر , وتعليق وتثبيت , حتى الحرب العالمية الأولى . وقد أطلق عليها اسم "امتيازات" , وكان ظاهرها يرمي إلى حماية الأماكن المقدسة المسيحية والحجاج الغربيين القادمين إليها والمسيحيين المقيمين فيها , في حين كان باطنها يرمي , فيما يرمي إليه, إلى قطع طريق البحر بين إسبانيا وإيطاليا . وقد اعترف نص المعاهدة بحق عملاء فرنسا في الشرق , دون سواهم, في رعاية الحجاج الغربيين وضمان حياتهم وممتلكاتهم إذا وضعوا أنفسهم تحت حماية ملك فرنسا ودفعوا ما يفرض عليهم من ضرائب. ومنح السلطان سليمان الكهنة الفرنسيسكان عام 1558 م دير القديس يوحنا فأطلقوا عليه اسم دير المخلص وحوّلوه داراً عظيمة لإقامتهم واستقبال الحجاج الكثيرين الوافدين إلى القدس .
وقد كثرت المعاهدات, أو الامتيازات , بعد ذلك بين فرنسا والعثمانيين, وتحركت دول أوربية أخرى , كالنمسا وروسيا وإيطاليا وألمانيا, ساعية لعقد معاهدات مماثلة , واعترفت الكنيسة في روما بتلك الاتفاقيات وباركتها . وزحفت مختلف الرهبانيات الغربية إلى الأماكن المقدسة وأنشأن الأديرة والمؤسسات الكثيرة , وتدفق الحجاج على اختلاف أقطارهم ومذاهبهم لزيارة فلسطين .
وقد تأثرت حركة الحج إلى فلسطين بقيام الكيان الصهيوني (1948) , ومن ثمّ احتلالها لبقية الأراضي الفلسطينية في حرب 1967 وما رافق هذا الاحتلال من إرهاب وقمع وتشويه مدروس ومنظّم للأراضي الفلسطينية , ومن ضمنها الأماكن المقدسة .
جـ - حج اليهود : الحج عند اليهود احتفال بأعياد أهمها ثلاثة في السنة جاء ذكرها في الإصحاح الثالث والعشرين من سفر الخروج :"ثلاث مرات تعيّد لي في السنة" : عيد الفطير , وهو عيد الفصح الذي يحتفل به تذكاراً لهرب بني إسرائيل من مصر , وعيد الحصاد, وهو عيد زراعي تحصد فيه الغلال , وعيد الجمع , ويقع في آخر الحصاد, ويسمّى أيضاً عيد المظالّ. والاحتفال في هذه الأعياد فرض على الذكور دون الإناث كما هو وارد في الإصحاح الثالث عشر من سفر التثنية .
ظل اليهود يحتفلون بهذه الأعياد إلى أن حرم الرومان عليهم دخول القدس, فكانوا يستأذنون الرومان للوقوف مرة في السنة على جبل الزيتون على مرأى من المدينة, فيبكون في يوم واحد في السنة (التاسع من آب) لا في ثلاثة أيام .
وأصل اليهود احتفالهم بذلك حيث كانوا, سواء في فلسطين أو في غيرها, أيام الرومانيين , ثم أيام البيزنطيين , ثمّ مكنهم التسامح الإسلامي من دخول القدس والإقامة فيها. ولمّا دخل الصليبيون القدس كان فيها عدد قليل من اليهود جمعوهم في الكنيس وأحرقوهم معاً.
ولمّا خلص صلاح الدين الأيوبي القدس من أيدي الصليبيين سمح لليهود بالإقامة فيها. وصاروا, بمرور الزمن, يزورون جزءاً من الحائط الغربي للحرم الشريف معتقدين أن حجارته السفلى هي من بقايا هيكلهم, وهو المكان المعروف عند العامة بحائط مبكى اليهود, وهو في الحقيقة حائط البراق .
لم يتعرض العرب لليهود الذين كانوا يؤمون فلسطين لزيارة " حائط المبكى" وإقامة الشعائر الدينية عنده بل أكرموا مثواهم . وبالمقابل , لم يدّع اليهود أي حق في الحائط, بل كانوا قانعين بالذهاب إليه للنواح . ولكن الصهيونية استغلت عنصر الدين في محاولاتها الرامية إلى تسخير الدين لخدمة أغراضها , ولحمل اليهود من جهة , والعالم المسيحي من جهة أخرى , على مسايرة أهدافها السياسية . وقد سعت لتحويل حنين اليهود الديني إلى الأماكن المقدسة عن مقصده , وربطه بعجلة أطماعها السياسية تحت شعار الأحلام والأساطير التي تترجم إلى الواقع , معتمدة في ذلك على الحجج الدينية لتبرير اغتصابها لفلسطين , وتغليف أهدافها التوسعية في الوطن العربي .

[رولا نظمي]

أولا حمداً لله على السلامة
وثانياً أشكرك على هذه المعلومات القيمة ويا ريت لم يكن العرب متسامحين لما حدث ولا كان الذي يحدث الآن على أرض فلسطين
من جور وقهر العباد والاحتلال الغاصب
ولكن سنبقى نقول عنهم انهم محتلين ومحتلين وهم عصابة من الرعاع الذين لا يتساون بعقل طفل واحد فلسطيني

ودمتي يا الغالية بوران على المجهوم الطيب
ودامت ابداعاتك الرائعه بالف خير
دمتي بحفظ الله ورعايته

[بوران شما]

الأخت الحبيبة رولا نظمي
أشكركِ عزيزتي , وربنا يسلمك يارب ,
كلامك صحيح , التسامح العربي والإسلامي , لم يكن في صالح
القضية الفلسطينية , والسبب أن هذا التسامح كان مع أناس
لا يستحقون ذلك .
أشكركِ مرة أخرى على اهتمامك بمواد الموسوعة الفلسطينية ,
وتقبلي محبتي .

[فاطمة البشر]

هناك " حج " لليهود ، جديدة هي تلك المعلومة ،
سلمت أناملك "أ. بوران شما "
دمت بحب وعطاء مستمر
ودي ووردي