--------------------------------------------------------------------------------
استيقظ باكرا ... بعد ليلة من السهد والفكر ... وباقة من الذكريات العاصفة بين الماضي القريب ... وذلك الماضي البعيد
وقرر جمع باقة مميزة من الازهار والورود من السهل والجبل ... كل زهرة تحمل لونا وعبيرا مختلفا ...
كانت الطريق وعرة مليئة بالاشواك ... وكانت قمم الجبال مغطاة بالثلوج ...
بصعوبة فائقة تغلب على مصاعب الوصول لقمة ذلك الجبل شاهق الارتفاع بين الغيوم ...
كانت هناك زهرة وحيدة تشع نورا كسراج منير ... بعبير أخاذ وجمال فوق الوصف والخيال ...
زهرة تنبض بالحب والدفء والوفاء رغم غيوم متلبدة وثلوج متراكمة على مر العصور ...
زهرة شامخة بسمو ورقي وكبرياء ... لها هيبة ومكانة تفوق زهو وعلياء قمم الجبال مجتمعة ...
زهرة جمعت الوان الاحمر والابيض والزهري بضياء متوهج هادئ واثق من جمال وضياء اخترق نجوم السماء ...
رحلة استمرت سنوات ليصل الى قمة ذلك الجبل ... رمى من يده جميع الازهار والورود التي جمعها من سنوات الضياع ... قطف تلك الزهرة من جذورها ... واعطاها حبا وحنانا ... وزرعها في صميم قلبه المتعب بذلك الركن الربيعي ... ورواها من عيون القلب ونور الروح بعناية فائقة ...
امتزجت تلك الزهرة بروحه وقلبه وتحولت الى روح نورانية بوجدان راقي بين القلب وهمس جفون العيون ...
وفي أحد الايام مرت ياسمينة صغيرة تحملها وريقات الليمون الحزين محاطة ببراعم صغيرة من الريحان ...
طارت تلك الياسمينة فوق البحر ... واخترقت الصحاري المقفرة ... والنجوم البعيدة ... واستقرت بثنايا نجمة سماوية عالية جداااا ...
تخاطر فكر الزهرة التي بقلبه مع تلك الياسمينة ... لا سبيل للقاء ولا مجال لوداع ... رغم الفراق وبعد المسافات ...
حيرة وصمت ... روح تلك الياسمينة سكنت قلب تلك الزهرة في قلبه ... وروحه معلقة بسماء بعيدة بنور تلك الياسمينة النجمية البعيدة ...
يلتقيان بين سماء وبحر ... بهمسات ... واحيانا بلا كلمات ... تتدفق المشاعر كشلال ... وفي ذروة الكلام ... يضيع الكلام .

