ياشاعرنا المحضار..هل حبل الهوى حقا أرهف من الشعره ؟
يا شاعرنا المحضار .. هل حقا حبل الهوى أرهف من الشعرة ؟
رياض عوض باشراحيل :
علي رفعت الرأس هذا تيه أو كبره ..
أو ذا دلع ودلال قول لي خلنا ندره ..
حبل الهوى ما بيننا أرهف من الشعرة ...
حذرك تجر بالبار
... نار بعدك يا حبيبي نار والله نار
"نار بعدك يا حبيبي .. نار والله نار" .. أغنية شهيرة كلمات ولحنا للشاعر الغنائي الحضرمي اليمني الكبير حسين ابوبكر المحضار – عليه رحمة الله- , وغناها الفنان الكبير أبوبكر سالم بلفقيه .. ومما جاء فيها البيت أعلاه الذي يسأل فيه المحضار بصيغة المذكر , يسأل المحبوبة عن الأسباب التي جعلتها تزهو وتشمخ وتتعالى , وترفع رأسها عليه ؟! .. هل يا ترى بسبب الكبرة , أو التيه , أو الدلع , أو الدلال , أو بسببها جميعاً ؟! ..
ثم يستطرد الشاعر متذللا محبوبته وشاكيا بعدها عنه نار تشتعل في وجدانه وتحرق قلبه وأحشائه , ومحذرا في استعطاف ورقة أن لا تشد حبل الهوى والعشق أو تجره بقوة لأن هذا من شأنه أن يقطع حبل المودة والحب الذي هو أرهف من الشعرة وأرق من الخيط الرفيع ..صورة شعرية لمشاعر الوجد في منتهى الرقة ولرهافة والشاعرية , وتعبير عاطفي يعبق بمسك الإحساس بالحب ويتضوع برياحين العشق أُلتقط من أفياء الوجدان وظلال القلب الصادق في حبه وعشقه ..
الأديب الشاعر "جبران خليل جبران" قال : (الحب كخيط الحرير الذي يربطنا قلبا إلى قلب . خيط الحرير مع أنه قوي كالسلاسل .. لا نستطيع أن نفترق لأننا مقيدون إلى أولئك الذين نحبهم , أواصر المحبة الصادقة تمسكنا بلطف , برقة .. والحب الذي تغسله الدموع سيبقى طاهرا وجميلا إلى الأبد) ..
إذن الحب عند جبران كخيط الحرير , وعند المحضار أرهف من الشعرة التي هي أرق من خيط الحرير , والشاعران ينهلان من نبع واحد هو نبع الحب الصادق والمشاعر الرومانسية .. فلماذا يحذر المحضـار محبوبه بقوله : حـذرك تجر بالبار ؟! , أي بالقوة والشدة ..
أجل فالهوى الذي يعانيه الشاعر لم يكن هوىً طارئا عابرا كسحابة صيف , ولكنه كان حبا مستمكنا في وجدانه , عميقا أصيلا في نفسه , نما مع الشاعر منذ الطفولة , تعمقت جذوره في تربة قلبه وانبسطت أغصانه في فضاء روحه ..لذلك فالشاعر يحرص على استمرار الحب وديمومته لا انقطاعه , ويحرص على لقاء المحبوبة ليجود لها بوده وتجود له بودها , يريدها ليبث لوعته لها وتبث لوعتها له , انه لا يعرّض بشي ولا يطمع في شي ولا ينظر بعين في شي إلا أن يكون في هذا اللقاء بث اللواعج المكبوتة وتنفيس العواطف الملتهبة لواعج المحبة وعواطف الحب الطاهر , ويعبر المحضار بهذا عن صفة أصيلة وقيمة خلقية عليا هي العفة في تبادل مشاعر الحب النقي الصافي الشريف الذي يسمو بالأحاسيس والمشاعر ولا تطغى فيه الغرائز والأهواء .
لذا فحرص الشاعر على قرب المحبوبة , وديمومة الحب وسرمديته , وبقائه نابضا حيا لتحقيق غاية الصفاء والوفاء في الحب , والشرب من كأس السعادة فيه أنطقه بالقول : حبل الهوى ما بيننا أرهف من الشعرة حذرك تجر بالبار .. نار بعدك يا حبيبي .. نار والله نار .
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )
رد: ياشاعرنا المحضار..هل حبل الهوى حقا أرهف من الشعره ؟
الأديب الجميل رياض
لا يعرف مغبة الهوى إلا من جرَّبها ونحن اليوم نكتسب ناقدا جميلا بارعا يعرف كيف يغوص فى العمق ويمسك بالجوهر ليخلصه من غبار اللفظ فيرده إلى سيرته الأولى وعفويته وجماله
أهلا بك ناقدا جميلا وأديبا فارعا