[حسن الحاجبي]

حري بالذكر أن كل حلاوة متبوعة بمنة تستحيل في الفم مرارة , وليس من شيم الكرام ان يكشفوا عن بياض أياديهم أمام الغير , إلا أن يكون ذلك من باب درء المفسدة , أو دفع اتهام باطل.
.. وأما المفسدة فقد عاث فيها المسمى :"مستشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية " حين انبرى يكيل للمملكة المغربية كل نقيصة , ويدعو إلى "سحب ملف القدس من المغرب" لأنه حسب زعمه ــ وزعم من يقف وراءه ــ لم يقدم شيئا يذكر للقدس ولا لسكانها . بل وصل به الأمر حد وصف المغرب بالمتواطئ مع الكيان الصهيوني في تهويد القدس , حيث أنكر على المغاربة كل تضحياتهم من أجل القدس , ووضعهم قي صف الأعداء ملكا وحكومة وشعبا , جنبا إلى جنب مع إسرائيل , وفي تطاول فج واستهتار بكل الأعراف و التقاليد المرعية , صرح هذا الأخير بأن تكليف المغرب بملف القدس إنما كان جزاء للملك الحسن الثاني بصفته مهندسا لاتفاقية كامب ديفيد , وبقاء هذا الملف في أيدي المغاربة معناه ضياع القدس إلى الأبد .
وسواء أ كانت هذه الصفاقة وقلة الحياء نابعة من حقد دفين على المغرب وأهله , أم مدفوعة الأجر من طرف من له مصلحة في تشويه صورة المملكة المغربية , فإن خير ما يرد به امرؤ عاقل على هكذا تصرف أهوج , هو تصريح لفضيلة الدكتور الشيخ تيسير التميمي , قاضي قضاة فلسطين ورئيس المجلس العلمي الأعلى للقضاء الشرعي , يشيد فيه بما قدمته المملكة المغربية من خلال وكالة بيت مال القدس الشريف التابعة للجنة القدس , وبتوجيهات من رئيس اللجنة الملك محمد السادس , من مساندة حقيقية للمدينة المقدسة , بهدف تقوية صمود الأهالي في وجه الإنتهاكات المستمرة التي تتعرض لها المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك من قبل الصهاينة .
وللعلم , فوكالة بيت مال القدس الشريف , تحرص على تقديم المساعدة إلى سكان القدس من خلال إقامة المشاريع الإسكانية و الثقافية والتعليمية , وبناء مدارس جديدة ودعم المدارس الموجودة حاليا , إضافة إلى المشاريع الصحية وتزويد المستشفيات بالأجهزة والمعدات الطبية والإغاثية .
وقد أوضح فضيلة الشيخ قاضي قضاة فلسطين أن الوكالة تنفذ مشروع " العيش الكريم" الذي يتم من خلاله توزيع 20 ألف رغيف يوميا على العائلات الفقيرة , إضافة إلى توزيع طرود غذائية على الأسر المقدسية المعوزة . كما كشف فضيلته النقاب عن كون وكالة بيت مال القدس تقوم حاليا ببناء مشروع إسكاني في " بيت حنينا " بالقدس المحتلة يضم أكثر من 160 وحدة سكنية بكلفة مالية تقدر بملايين الدولارات , متمنيا على باقي الدول العربية والإسلامية أن تحذو حذو المغرب وتدعم صمود الأهالي في مواجهة مخططات التهويد الإسرائيلية , حيث قال :" نريد دعما حقيقيا لأهل القدس , وأؤكد أن المغرب لا يتوانى في تقديم المساندة لنا , ومن لايشكر الناس لا يشكر الله .
فهل بعد كل هذا البيان يستقيم للمدعين قول , وتقوم لهم قائمة ؟.. لا والله ما بعد الحق إلا الضلال . فالمملكة المغربية الشريفة كانت وما تزال وستظل راعية لملف القدس أحب من أحب وكره من كره , ومن هذا المنطلق نتشرف نحن معشر المغاربة ملكا وحكومة وشعبا أن نكون خداما للقدس الشريف , كما أنه من دواعي سرورنا أن يتكلف المغرب في شخص رئيس لجنة القدس الذي ليس سوى جلالة الملك محمد السادس بإعادة بناء مطار غزة , وإعادة بناء جامعة غزة , لافرق في ذلك عندنا بين الضفة والقطاع , فكلها أرضنا الفلسطينية التي تحتل من قلوبنا جميعا أرحب مكان , ولعل في هذا الأمر أصدق جواب وأروع صورة ناطقة بحب المغاربة لفلسطين عموما ولزهرة المدائن خصوصا , وحق على إخوتنا الفلسطينيين قبل غيرهم أن يدفعوا عنا كل قول مغرض , أما الوالغون في أعراضنا بقبيح القول فنقول لهم : إذا لم تستحوا فقولوا ما شئتم .


حسن الحاجبي : مكناس في : 19 ماي 2010