أمضى من الشفرة
أساءل النفس عن هجر طال
لمن فينا مسرى الدم بالأوردة
أرق من النسيم طيبي الحضور
الفضل منهم كماء سال بأودية
عن "النور" غابوا فما السبب؟
وأنى يجلى عنا رداء الحيرة؟
خوفا عليهم بعيدا يسرح الظن
والفضاء ملطخ بصنيع اللئام القتلة
هم لسكينة حياة الإنسان مخالب تتملى
ما اختلف الملوان بزرع الألم لذة
وأمانة الدمع المودعة عند الإنسان لا بد أن
يردوها نحيبا نكدا على شنعاء الفعلة
حينها يجني الصفاء زرعا أنضجته
حرارة محبة الشمس للطبيعة
ويعصر عنب الدوالي ويستقطر أزهار
البراري قبل أن تستسلم لأريح نعسة
لتعود إلى أبهى نشاط بعد موتها
كالحب يقويه جمر فراق الأحبة
يا أحبابي أنى يخفت الحضور؟
أضيئوا المصباح بزيت المحبة
عمارتكم للدار أثبت من الوشم
منزلتها الرأس وأنتم لها العمامة
مسرور بكم القلب عامر مبتهج
ولا هناء في غياب زينة الأحبة
نسأل الله جمع الشمل على عجل
وتوطيد أواصر المحبة والأخوة
وأن يدوم اللقاء بدسم الأدب الرائق
لا حرمنا الله من تلك النعمة المرغوبة
فيا صالح ويا رجاء ويا عروبة ويا منذر
ويا كل حبيب من قبل مضى له في القلب منزلة
أمتعونا بسخاء الحضور البهيج أغدقوا
عين اليراع يبتل عشب الذوق تنجلي الغمة
فلا تحسبن غيابكم عنا هين مقبول
فتمزيق ألفة القلب أمضى من الشفرة