ارتداد
ارتداد
بينما هو جالس على شاطئ النهر ,أخذ يلقى الحصاة فى الماء فتتسع الدائرة, وكلما اتسعت ازداد توتره فيلقى بالحصى أكثر .. ظل يلقى ويلقى.. حين التفت إلى الخلف وجده قادما من بعيد فوضع يديه على وجهه حتى لا يراه..
وحين وضع يديه أخذ وجهه يكبر ويكبر , فبرزت عيناه واستطال أنفه وتمددت جمجمته فاتسع عقله وبدأت تطفو على السطح تلك الصفحات المنسية فى عمق الذاكرة ,رأى ساعة التقى به منذ زمن بعيد ..راى حالة الشوق التى كان يبثها له حين عودته من سفر قصير ..رأى تلك الليالى المقمرات التى قضاها معه محلقا حوله للعمل على راحته .. رأى كيف تلقى منه صفعات الغدر والألم , كان يشعر بالسعادة حين يصفعه على وجهه , لكنه حين طعنه فى شرفه قررأن يتركه وصوّب وجهه ناحية النهر وغادر , لم يكن يتصور أنه سوف يراه يوما هناك..
وحين استدار مرة أخرى لم يجده , فوضع يديه على وجهه أخذ وجهه ينكمش وينكمش وجمجمته تعود لوضعها الطبيعى والصفحات عادت تطوى فى عقله بلا رجعة.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|